أيمن شكل

أكد أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي أن قمة البحرين محطة مهمة في التعاون والتكامل الخليجي، حيث تناقش مسارين: العلاقات الخليجية- الخليجية بملفاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية، والشراكات الدولية بين مجلس التعاون والدول والتكتلات الكبرى في العالم، كاشفاً عن قرب توقيع 3 اتفاقيات تجارة حرة لدول المجلس بين باكستان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، مشيراً إلى العمل يجري حاليا على مشروع القبة الخليجية لمنع تكرار أي اعتداء آثم على إحدى دوله، وأكد أن دول التعاون تعتبر لاعبا أساسيا على المستويين الإقليمي والدولي، وقال في ندوة على هامش القمة الـ 46 المنعقدة في مملكة البحرين دولة الرئاسة: لا توجد منظمة متسقة سياستها الخارجية، وتملك هذه المكانة.

وبدأ الندوة برفع أسمى آيات الشكر إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على استضافة الدورة السادسة والأربعين للقمة، كما توجه بالشكر إلى وزير الخارجية د. عبداللطيف الزياني، ووزير الإعلام د. رمزان النعيمي، على الجهود والتنظيم الرائع لاستضافة القمة، وقال غمرتونا منذ أن وصلنا بكل الحب والود والكرم.

مساران للقمة

وأكد البديوي على أهمية القمة وما تحويه من موضوعات والتي تنقسم إلى مسارين: الأول يتعلق بالعمل الخليجي - الخليجي، والثاني المتعلق بالشراكات والعلاقات الدولية وما وصلت إليه دول التعاون من مكانة مرموقة.

وبالنسبة للعمل الخليجي المشترك، فأوضح أنه يضم عدداً كبيراً من المنطلقات السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية والتشريعية وغيرها، بالإضافة إلى المشاريع الخليجية المشتركة مثل مشروع السكك الحديدية والربط الكهربائي والاندماج الإلكتروني، ولفت إلى أهم ما يميز هذه القمة أنها تأتي بعد اعتداءين آثمين تعرضت لهما دولة قطر الشقيقة، وقال: «مما لا شك، فسيكون لهما انعكاس كبير على القمة والبيان الذي سيحمل رسالة قوية، خاصة مع إدارة جلالة الملك المعظم للقمة، وخبرة د. عبداللطيف الزياني في العمل الخليجي، والتي ستنعكس على مخرجات القمة».

ولفت أمين مجلس التعاون إلى المشاريع الضخمة التي تجمع دول التعاون وانعكاسها على المواطن الخليجي مثل السكك الحديدية والربط الكهربائي الذي تم الانتهاء منه، وقال: اليوم سنزود جنوب العراق بالكهرباء في المستقبل القريب، وسيفتح لنا مجالات أخرى لتزويد دول أخرى في المنطقة وهو مشروع مربح وله مردود مالي.

أما بالنسبة للسكك الحديدية، فأشار البديوي إلى خيارات التنقل المتاحة بقوة بين دول مجلس التعاون الخليجي، وأكد أن دخول السكك الحديدية سيتيح وسيلة ناجحة للنقل للمواطن والطالب الخليجي، وسيحدث نقلة نوعية في قطاع النقل من حيث التنافسية وانخفاض أسعار وسائل النقل الأخرى.

وأشار أيضاً إلى قطاع التقنية حيث أوضح أنه تم تشكيل فريق عمل يعنى بالذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة لدول المجلس في يونيو 2021، ويعمل الفريق على تعزيز البحث وتطويره بين دول المجلس في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة وأداء الخدمات الرقمية الحكومية من خلال الاستغلال الأمثل للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إيجاد بيئة تنظيمية وتشريعات مرنة بين دول المجلس تتماشى مع متطلبات هذه التقنيات، وقال إن هناك أسئلة لم يتم الإجابة عليها، وسعياً في مواجهة هذه الطفرة المتميزة، توصلنا إلى العديد من النظم والقوانين والتي جاءت كالتالي:

1-اعتمدنا الدليل الاسترشادي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بدول المجلس في 2024.

2-اعتمدنا الإطار العام لتطبيق استخدام الذكاء الاصطناعي في الخدمات العامة أكتوبر 2025.

3-تم اعتماد الإطار العام للتنبؤ بالمناخ وإدارة الكوارث باستخدام الذكاء الاصطناعي.

4-وسيتم اعتماد استراتيجية خليجية للذكاء الاصطناعي خلال ديسمبر الجاري.

وأكد أن الدول الست مهتمة بمواجهة تحديات التطور في الذكاء الاصطناعي كحزمة واحدة لخدمة الدول، حيث تم التوصل للنقاط السالفة، ولفت إلى التعاون المشترك بين دول المجلس في مجال الحوسبة السحابية ووجود مشاريع مشتركة لدول المجلس، وقال: نعمل بشكل وطني، ولكن هناك تنسيقاً خليجياً في ذات الوقت.

الدفاع المشترك

وفي إجابته على سؤال توحيد المواقف لدول المجلس، دعا لقراءة بيان القمة الذي يؤكد على هذا المبدأ، وقال: مما لا شك فيه هناك آراء مختلفة، ولكنه أمر صحي، ولدينا سياسة خارجية واحدة ومكانة دولية وإقليمية مرموقة، ولا بد أن يكون هناك صوت خليجي يرجح الكفة ويطرح الخيارات، ونحن لاعبون أساسيين إقليميا ودوليا وفخورون بهذا الشيء، ولا توجد منظمة تكون متسقة سياستها الخارجية، وتملك هذه المكانة، والجميع يعلم أن هناك صوتاً واحداً وقراراً واحداً. وأكد أن الاعتداء على قطر لم يكن بسبب عدم وحدتنا في المواقف.

وأكد أمين عام مجلس التعاون على أن الاتحاد الجمركي الخليجي قطع شوطاً طويلاً، ولكن هناك بعض التحديات وقال: يجب أن نتجاوز موضوع الاتحاد الجمركي، والسوق الخليجية المشتركة فيها بعض الملفات التي لم يتم استكمالها، ومنها الاتفاقية الاقتصادية التي وقعها دول المجلس، وتضم نقاط متميزة، إلا أن هناك تحديات يجب استكمالها وبنهاية المطاف سنصل إلى التكامل الاقتصادي المنشود.

وحول الدفاع المشترك، أشار البديوي إلى الاجتماعات التي أجريت وتبني 5 نقاط ستساعد للارتقاء التعاون العسكري المشترك، منوهاً بموضوع القبة الخليجية والتي يتم العمل على إنجازها، وتحتاج لأمور فنية، وشدد على أهمية المشروع والتعاون مع الحلفاء في الخارج. وبشأن اتفاقيات التجارة الحرة، أوضح حرص القادة على إتمامها، وكشف قرب توقيع 3 اتفاقيات في القريب العاجل بين باكستان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، وقال: انتهينا من كل المفاوضات والأمور الفنية، وسيتم قريباً جداً.

وبالنسبة للمملكة المتحدة أشار إلى إنجاز نسبة 95% من الاتفاقية والباقي أشياء يمكن أن تحدث ضرراً، وشدد على أهمية الاتفاقية خاصة مع وجود استثمارات خليجية كبيرة فيها، أما بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فنوه بالتعقيد بسبب كثرة دول الاتحاد والمصالح المختلفة لكل دولة، وبالنسبة لكندا فأوضح أن التوقيع تم منذ عام 2016، ولكنها لم تدخل حتى الآن حيز النفاذ، واختتم قائلاً: ربما نبشركم خلال قمة المنامة بأمور مبشرة بالخير.