أعربت سما الرئيس رئيسة مجلس إدارة الجمعية البحرينية للتخطيط الاستراتيجي، عن تقديرها البالغ لما حمله البيان الختامي لقمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي استضافتها مملكة البحرين، مؤكدة أن مخرجات القمة تعكس مرحلة متقدمة من الوعي الاستراتيجي والعمل المؤسسي المشترك بين دول المجلس.
وأشارت إلى أن انتقال رئاسة الدورة السادسة والأربعين إلى مملكة البحرين يمثل خطوة مهمة تعكس ثقة دول المجلس في قدرة البحرين على قيادة العمل الخليجي بروح من الانفتاح والكفاءة والفاعلية، مشيدة في الوقت ذاته بالجهود المتميزة التي بذلتها دولة الكويت خلال رئاستها السابقة وما حققته من تقدم في عدد من الملفات التكاملية.
ورحبت الرئيس بالمبادرة البحرينية المتعلقة ببرنامج العمل الحكومي خلال فترة رئاسة المملكة، مشددة على أن ما تضمنه البرنامج من مشروعات استراتيجية يفتح آفاقًا أرحب لتعزيز التنسيق الاقتصادي والمالي والتنموي بين دول المجلس، ويؤسس لمرحلة جديدة من العمل الخليجي القائم على التخطيط المشترك وتكامل السياسات.
وأكدت "أن تأكيد البيان الختامي على مركزية الأمن الخليجي المشترك يمثّل ركيزة أساسية لتماسك البيت الخليجي، وأن الأمن في دول المجلس هو -أمنٌ واحدٌ ومصيرٌ واحد-، وأن الرؤية التي وضعها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تمثّل الأساس الذي يقوم عليه مشروع الوحدة الاقتصادية والدفاعية وتوحيد المواقف السياسية".
كما أشادت الرئيس بجملة القرارات الاقتصادية والتنموية التي وردت في البيان، خصوصًا ما يتعلق بتطوير السوق الخليجية المشتركة، وإطلاق منصة موحدة لتبادل البيانات الجمركية، واعتماد إنشاء هيئة الطيران المدني الخليجية، والموافقة على الاتفاق العام للربط بسكة الحديد الخليجية، معتبرة أن هذه الخطوات تشكل نقلة نوعية في مسار التكامل الاقتصادي والربط الاستراتيجي بين دول الخليج.
وثمّنت كذلك التوجهات المتقدمة في مجال الحوكمة والشفافية ومكافحة الفساد، وتطوير التشريعات الموحدة في مجالات الذكاء الاصطناعي وإدارة الكوارث، إلى جانب إطلاق الاستراتيجية الأمنية الخليجية لمكافحة غسل الأموال (2026–2030)، وما ورد في البيان من إشادة بالجهود الخليجية في مجال حقوق الإنسان ومكافحة الاتجار بالأشخاص.
وفي محور البيئة والطاقة، شدّدت الرئيس على أهمية ما ورد في البيان بشأن الالتزام الخليجي بتعزيز العمل المشترك في ملفات تحوّل الطاقة والتغير المناخي، ودعم استقرار أسواق الطاقة العالمية، وتوسيع تطبيقات الاقتصاد الدائري للكربون، انسجامًا مع المبادرات الإقليمية الرائدة، وعلى رأسها مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
واختتمت الأستاذة سما الرئيس تصريحها بالتأكيد على "أن قمة البحرين جاءت لتعزز الثقة في قدرة مجلس التعاون على صياغة رؤية مستقبلية أكثر تماسكًا، وأن الجمعية البحرينية للتخطيط الاستراتيجي تدعم بالكامل كل الجهود والمشروعات التي تسهم في توسيع آفاق التكامل الخليجي وتحقيق التنمية المستدامة والرفاه لشعوب دول المجلس".