مع بداية ديسمبر، ترتدي البحرين أجمل حُلّة، وكأن هذا الشهر خُلق ليكون عيداً ممتداً يحتفي بالوطن وجماله وروحه. في ديسمبر، تتلألأ المملكة بالأضواء وتُزيَّن الشوارع بالأعلام والزينات، فتبدو البحرين مثل عروس خليجية متألقة تستعد لاحتفال كبير ينتظره الجميع كل عام.
وفي هذا الشهر المميز، لا تحتفل البحرين وحدها، بل يشاركها أهل الخليج العربي والعالم فرحتها. يأتي الزوار إلى المملكة وكأنهم يحضرون عرس البحرين؛ عرس يمتد من بداية ديسمبر حتى نهايته. يأتون ليشاهدوا الجمال، وليعيشوا الفرح، وليشاركوا البحرينيين لحظاتهم الوطنية التي تفيض محبة وأماناً وانتماءً. فالقلوب في ديسمبر تزداد دفئاً، والبيوت تنفتح لاستقبال الضيوف، والشعب البحريني كعادته يستقبل الجميع بابتسامة صادقة وروح مضيافة.
وتضيء الاحتفالات أرجاء المملكة من الصباح حتى الليل: فعاليات ثقافية، عروض موسيقية، أسواق تراثية، وبرامج تُظهر جمال البحرين وتاريخها. وتبرز خلال الشهر احتفالات العيد الوطني التي تمنح البحرين وهجاً خاصاً، حيث تتزين المدن باللونين الأحمر والأبيض، وترتفع الأعلام بكل فخر، وتُقام العروض الوطنية التي تجمع الأسرة البحرينية في مشهد مهيب.
وفي المحرّق، تعود الحياة إلى الأزقة القديمة عبر ليالي المحرّق التي تعرّف الزوار على تراث البحرين الأصيل وروح مدنها القديمة. هناك، تمتزج القهوة برائحة اللؤلؤ وموسيقى الفرجان، في مشهد يأخذ الزائر إلى عمق الحكاية البحرينية.
وفي النهاية، يبقى ديسمبر موعداً ثابتاً للفرح، وشهراً تزداد فيه البحرين جمالاً وتألقاً. البحرين في ديسمبر ليست مجرد وطن يحتفل.. بل عروس تستقبل أهلها وأحبتها من الخليج العربي والعالم، وتفتح لهم قلبها قبل أبوابها.