شاركت جمعية المهندسين الزراعيين البحرينية في أعمال الدورة السادسة والأربعين لمؤتمر اتحاد المهندسين الزراعيين العرب، التي عُقدت في الجمهورية التونسية يومي 29 و 30 نوفمبر 2025، تحت شعار: «التكامل العربي في مجال تشجيع الموارد الزراعية المتاحة ودوره في تحقيق الأمن الغذائي العربي».

وضمّ وفد الجمعية كلاً من المهندس محمد توفيق الشيخ رئيس الجمعية، والمهندس عبد الله باقر، والمهندس السيد محمد الهاشمي، والمهندس عبد العزيز الخدري.

وشهد المؤتمر مناقشة التحديات التي تواجه القطاع الزراعي العربي، حيث أكد المشاركون أهمية التنسيق والاستثمار الفعّال في الموارد الطبيعية المتاحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات، خصوصاً في ظل الاضطرابات العالمية التي أثرت على سلاسل توريد الحبوب خلال العامين الأخيرين بسبب الحرب الروسية–الأوكرانية. ودعا المتحدثون إلى اعتماد حلول بديلة لتعزيز الأمن الغذائي العربي وبناء منظومة قادرة على الصمود أمام الأزمات.

كما أبرزت الجلسات دور الخبرات الهندسية العربية في تطوير مشاريع زراعية استراتيجية يمكن أن تدفع بالمنطقة نحو تحقيق الإنتاجية الكافية وربما التوجه مستقبلاً نحو التصدير. وانعقدت الدورة بحضور وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري التونسي، وبمشاركة ممثلين عن المنظمات الزراعية من 15 دولة عربية، في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات متفاقمة تشمل ندرة المياه، وتراجع الإنتاجية، وانكماش الأراضي الصالحة للزراعة.

وتضمنت فعاليات المؤتمر معرضاً للشركات الفلاحية التونسية، بهدف إبراز الابتكارات المحلية وفتح آفاق التعاون مع الوفود المشاركة، في خطوة تعكس البعد الاقتصادي والعلمي للحدث.

وتمحورت الندوات العلمية حول ثلاثة محاور رئيسية هي: التنمية المستدامة، الأمن الغذائي العربي، والذكاء الاصطناعي في تطوير نظم الإنتاج الزراعي. وقدّم الخبراء الزراعيين تحليلات مستقبلية مدعومة بالبيانات العلمية، تناولت السيناريوهات المتوقعة للقطاع الزراعي، والقوى المؤثرة فيه، والسياقات الجيوسياسية والبيئية.

وركّزت الجلسات أيضاً على الفرق بين تأمين الغذاء وضمان استمرارية توفره، إضافة إلى استعراض حلول عملية للزراعة المستدامة، مثل تقنيات الري المقتصد والفلاحة الذكية والزراعات المتأقلمة مع المناخ. كما تم تقديم نماذج تطبيقية لكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في دعم الإنتاجية الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي العربي.

واختُتم المؤتمر بعرض توجهات مذكرة السياسة العامة المنبثقة عن تمرين الاستشراف، متضمنة رؤية استراتيجية للسنوات المقبلة ومقترحات عملية قابلة للتنفيذ من قبل القطاعين العام والخاص، بهدف ترسيخ الأمن الغذائي العربي كقضية سيادية تتطلب تنسيقاً عربياً واسعاً واستثماراً في المعرفة والابتكار.