زهراء حبيب
تلقينا بلاغات أكثر من الأعوام السابقة ولا تشكّل ظاهرة لسهولة تقديمها عبر «حكومتي»
مكافحة جرائم الفساد لا تقع على عاتق الأجهزة الأمنية بل هي مسؤولية الجميع
أكد مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني العقيد أحمد الرميحي، أن الإدارة باشرت منذ يناير وحتى بداية الشهر الجاري 193 قضية في مجال مكافحة الفساد عن طريق الخط الساخن 992، مشيراً إلى أن مسؤولية مكافحة جرائم الفساد لا تقع على عاتق الأجهزة الأمنية والجهات الرقابية فقط إنما هي مسؤولية الجميع.
وأضاف في لقاء مع «الوطن»، بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة الفساد في 9 ديسمبر من كل عام، أن طبيعة جرائم الفساد، تتمثل في الرشوة والاختلاس والاستغلال الوظيفي، مستعرضاً آليات تلقي البلاغات عبر الخط الساخن 992 وتطبيق «حكومتي»، إلى جانب الحملات والمحاضرات التوعوية وملتقى الشراكة الوطنية لتعزيز النزاهة، الذي يجمع الجهات الحكومية والمجتمع في جهود مشتركة لمحاربة الفساد ونشر ثقافة النزاهة.
وأوضح العقيد الرميحي، أن هناك عدة طرق لتقديم البلاغات، وهي حضور المبلغ شخصياً إلى الإدارة، وبإمكانه توكيل محامٍ للحضور نيابة عنه، إلى جانب الخط الساخن 992، بالإضافة إلى تطبيق «حكومتي»، مبيّناً أن الشراكة المجتمعية تلعب دوراً محورياً في مكافحة الفساد ونشر ثقافة النزاهة.
ولفت مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني، إلى أن الإدارة وبالتنسيق مع الأمانة العامة لمجلس التعاون، ستُعلن قريباً عن النسخة الثانية من مسابقة الدراسات والبحوث في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد.
وفيما يلي نص اللقاء:
حدثنا عن أبرز الجرائم التي تباشرها إدارة مكافحة جرائم الفساد؟- يمكن بداية تعريف الفساد، بأنه إخلال الموظف بشرف الوظيفة أو المهنة لتحقيق غايات أو مكاسب شخصية، بمعنى أن الموظف يجعل مصلحته الشخصية فوق أي اعتبار، كما يعني ذلك أن جرائم الفساد محصورة على الجرائم التي تقع من خلال «موظف» سواء كان في يعمل في قطاع عام أو خاص، والرشوة تعني أن الموظف يطلب مبلغاً أو عطية مقابل أداء عمل أثناء تأدية مهام وظيفته.
أما الاختلاس أن يقوم الموظف باختلاس أموال أو أوراق وجدت بحيازته بسبب وظيفته، أما الاستغلال الوظيفي له عدة صور منها إخلال الموظف بواجبات وظيفته استجابة لأمر أو وساطة.
حدّثنا عن وسائل وطرق تقديم البلاغات للإدارة؟
- هناك عدة طرق لتقديم البلاغات، منها حضور المبلغ بصورة شخصية للإدارة، وبإمكانه توكيل محامٍ للحضور نيابة عنه، وكذلك الخط الساخن 992 وهي خدمة متاحة على مدار 24 ساعة وبإمكان أي شخص أن يتقدم ببلاغ أو معلومة مع ضمان سرية المعلومات في حال عدم رغبته الإفصاح عن اسمه، وأخيرا بالإمكان تقديم البلاغ من خلال تطبيق «حكومتي».
كم بلغ عدد القضايا التي باشرتها الإدارة هذا العام وحتى بداية ديسمبر الجاري؟
- لدينا فريق مختص بتلقي البلاغات عن طريق الخط الساخن 992، حيث باشرت الإدارة منذ يناير وحتى بداية الشهر الجاري 193 قضية في مجال مكافحة الفساد، وفور استلام أي بلاغ أو معلومة تقوم الإدارة بفتح البلاغ وإجراء التحريات اللازمة للتأكد من صحة المعلومات المقدمة من عدمها، ومن جدية البلاغ، ونباشر على الفور استدعاء الأطراف واتخاذ الإجراءات القانونية.
ما الآليات المتبعة للتحقق من صحة البلاغ وضمان سرية المبلّغ؟
- في البداية يتم التأكد من صحة المعلومة وهل تشكل جريمة أم لا.
وهل هناك زيادة ملحوظة في الوعي المجتمعي بالإبلاغ عن جرائم الفساد؟
- نعم، في البداية كان هناك تحدٍّ وهاجس لدى الناس بخصوص الإبلاغ في حال رصد أي ممارسة من ممارسات الفساد في جهة عملهم مثلاً، لكن من خلال الحملات والمحاضرات التوعوية التي نقدمها بصورة مستمرة أًصبح المواطن والمقيم على وعي تام بالآثار السلبية لجرائم الفساد، وإنهم شركاء لنا في محاربته، كما أن تشكيل مكتب لحماية المبلغين والشهود له دور في التشجيع على الإبلاغ عن جرائم الفساد.
ما أبرز الفروقات الإحصائية بين عام 2025 والسنوات السابقة؟
- هذا العام تلقينا بلاغات أكثر من الأعوام السابقة، ولكن ذلك لا يعني أن لدينا ظاهرة، وإنما سهولة في تقديم البلاغات من خلال تطبيق «حكومتي» حيث يشكل هذا نقلة نوعية نحو التحول الرقمي من خلال تطوير الخدمات الإلكترونية التي تتبناها وتدعمها الحكومة.
كيف تعملون على رفع مستوى وعي الموظفين والمجتمع بمخاطر الفساد؟
- على مدار السنة، نحاول تكثيف المحاضرات التوعوية لجميع الموظفين سواء كانوا في القطاع العام أو الخاص، ولذلك لغرس مفهوم النزاهة ومكافحة الفساد، ونشرح لهم طبيعة جرائم الفساد والممارسات التي تشكل هذه الجريمة والعقوبات المقررة.
ما دور الشراكة المجتمعية في مكافحة الفساد؟
- الشراكة المجتمعية، تلعب دوراً محورياً في مكافحة الفساد ونشر ثقافة النزاهة، وأشير في هذا الصدد إلى أن الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني وبالتنسيق مع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ستعلن قريباً عن النسخة الثانية من مسابقة الدراسات والبحوث في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد، كإحدى المبادرات الداعمة لتفعيل دور المجتمع في ابتكار الحلول وتعزيز الجهود الوطنية في مكافحة الفساد.
ماذا عن الحملة الوطنية لمكافحة الفساد والمبادرات التي تنفذها الإدارة لتعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطره؟
- الأمم المتحدة اعتمدت التاسع من شهر ديسمبر ليكون اليوم العالمي لمكافحة الفساد وشعار هذه السنة «الاتحاد مع الشباب ضد الفساد - تشكيل نزاهة الغد» وسنكثف خلال الفترة القادمة عقد المحاضرات التوعوية، ونستهدف كل الفئات، وقمنا بوضع إعلانات في شوارع المملكة تتضمن رسائل توعوية لنشر ثقافة النزاهة وأهمية الإبلاغ عن جرائم الفساد.
حدثنا عن الملتقى الذي تقيمه الإدارة والفئات المستهدفة؟
- طبعاً في السنوات الماضية كنا نقيم معرضاً توعوياً في إحدى المجمعات ونستهدف جميع المواطنين والمقيمين وتوعيتهم بشكل عام بجهود إدارة مكافحة جرائم الفساد والإجراءات التي نقوم بها.
في هذا العام، قمنا بعمل ملتقى «الشراكة الوطنية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد» يضم عدداً من المتحدثين من الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني وجهات أخرى مثل «تمكين» وديوان الرقابة المالية والإدارية كونها جهات تعنى بالرقابة وشركاء لنا في المحافظة على المال العام، ودعونا 150 شخصاً للمشاركة في الملتقى من 55 جهة، منها وزارات وهيئات وشركات ومصارف، وبالتالي يشكل الملتقى تجسيدا لأهمية الشراكة المجتمعية في ترسيخ قيم النزاهة ومكافحة الفساد.
ما هي الرسائل التي توجهها للجمهور في هذه المناسبة؟
- مسؤولية مكافحة جرائم الفساد لا تقع على عاتق الأجهزة الأمنية والجهات الرقابية فقط إنما هي مسؤولية الجميع، فالجميع شريك في مكافحة جرائم الفساد، مع التذكير بقنوات تلقي البلاغات 992 وكذلك تطبيق «حكومتي» وسنتعامل مع البلاغات بكل سرية واحترافية.