أيمن شكل

ذكريات جمعتها «الوطن» من قدامى المشتركين في الصحيفة منذ مشرق عهدها قبل عقدين من الزمن، حيث كانت المفضلة لدى المخلصين للإصدار منذ بدايته، وبقوا على العهد حتى اليوم، ومنهم من احتفظ بالصندوق، ومنهم من آوى إلى ركن الملف الـ pdf، أو كان من «الانستغراميين» حال شباب اليوم الذين يتابعون الوطن عبر منصاتها الإلكترونية دون الورقية.

جاسم بوطبنية، لم يتذكر تاريخ الاشتراك في الصحيفة، لكنه أكد أن العمر يمر بسرعة لا يمكن معها حساب الزمن، وقد مر على عمر صندوق الاشتراكات قرابة عقدين، وقال: «اشتركت من بدايات صدور الصحيفة، وأذكر أن عامل التوصيل كان يضع الجريدة في الصندوق بعد الفجر، وأحيانا يتأخر حين يستبق بعض البيوت عن أخرى، ولكن في المجمل كنت أحصل على الصحيفة في مكانها عندما أستيقظ».

وأوجد أبو أحمد وظيفة أخرى لصندوق الوطن غير استلام وتسلم الصحيفة، قائلاً: «عندما كان يأتي أحدهم، ولا يجدني يترك في الصندوق الأغراض أو الأوراق التي يريد تسليمها لي ويتصل ليبلغني بذلك، وكانت تلك استفادة أخرى من هذا الصندوق العزيز».

وحول ذكرياتها عند الاشتراك في صحيفة الوطن، أكدت صالحة عيسى أن العمر قد أنساها تلك الأيام، مشيرة إلى أن كبر السن يجعل الإنسان يتذكر أشياء من طفولته أكثر من شبابه، لكنها أشارت إلى اعتزازها بالجريدة حيث كان معظم الكتاب فيها من أصدقائها في ذاك الوقت.

وقالت صالحة عيسى: «لم تكن هناك اشتراكات للصحف، ولكن نشتريها من البرادة، أو نقرأها في مقر العمل حيث كنت أعمل معلمة، وكذلك كنا نطلع عليها في المكتبات العامة، وحتى نوفر جهد الذهاب كل يوم إلى البرادة، قررنا الاشتراك».

واستذكرت زميلاتها في الدراسة الكاتبة طفلة الخليفة، حيث أشارت إلى أنها كانت تقرأ للكاتبة سوسن الشاعر، ولكن مع الوقت ومشاغل الحياة أصبحت الصحف الورقية أبعد مما كانت عليه في الزمن الجميل، فيما استرجعت فترة دراستها لـ8 أعوام في بريطانيا والصحف المحلية هناك، والتي كانت تقدم تقارير تحليلية للأحداث وتوقعات الخبراء، وهو أمر تفتقده الصحافة البحرينية اليوم.

أما محمد الأحمد فهو من قدامى المشتركين في صحيفة الوطن، ويستذكر تلك الفترة، عندما علم بوجود عرض خاص على الاشتراك في الصحيفة، وقال: «توجهنا إلى مقر الصحيفة حين ذاك في شارع الاستقلال، وكان هناك عرض بقيمة 10 دنانير للسنة، فأخذت أنا وصديقي اشتراك لمدة سنتين، ثم استمر الاشتراك حتى الآن، حيث ما زال الصندوق موجوداً خارج البيت».

وأشاد الأحمد بالعاملين في التوزيع بالصحيفة، مؤكداً أن علاقتهم مع المشتركين متميزة حيث يأتي المندوب إلى البيت، ويتأكد بأن الصحيفة وصلت في الموعد، لافتاً إلى ما تتمتع به الوطن من مصداقية في نقل الخبر وولاء للبحرين وقيادتها، وهو ما يجعله حريصاً على قراءتها ومواصلة الاشتراك فيها إلى اليوم.

وبصراحة قالها زكريا عبدالقادر البلوشي: «أحببت صحيفة الوطن لما تقدمه من موضوعات شيقة، فضلاً عن كونها صحيفة مرتبة، وتصل في الموعد فأنا أستيقظ عند الخامسة صباحاً وأجد الجريدة موجودة في الصندوق خارج البيت».