تزامناً مع احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وما يصاحبها من مناسبات وطنية، افتتح الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، المقر الجديد لمؤسسة المبرة الخليفية في الرفاع، وذلك في احتفالية أقيمت تحت شعار "مسيرة تمتد"، حضرها عدد من أفراد العائلة المالكة الكريمة، والوزراء، وكبار المسؤولين والمدعوين.
ولدى وصول، كان في الاستقبال سمو الشيخة زين بنت خالد بن عبد الله آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مؤسسة المبرة الخليفية، وسمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة، محافظ المحافظة الجنوبية، وسمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، وكيل وزارة شؤون مجلس الوزراء، وسمو الشيخ خالد بن علي آل خليفة.
وفي مستهل الحفل، تفضل بالضغط على الزر إيذاناً بالافتتاح الرسمي للمقر، حيث تم عرض فيلم قصير حول مسيرة المؤسسة وبرامجها، ثم اطلع على التركيب الفني الفائز بمسابقة التصميم الإبداعي، والذي تجسد عناصره رؤية المؤسسة ورسالتها القائمة على تمكين الشباب ودعم التعليم وخدمة المجتمع.
كما تفقد أرجاء المقر، واستمع إلى إيجاز حول الجوائز التي حصدها تصميم المبنى، واطلع على ما يضمه من مكونات ومرافق متطورة توفر إمكانات حديثة ومساحات مؤهلة لدعم البرامج التعليمية والتدريبية والاجتماعية.
وبهذه المناسبة، أكد الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة أن ما تشهده مملكة البحرين من ازدهار متواصل في العمل الأهلي يأتي ترجمة فعلية لرؤى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، والتي أرست نهجاً متقدماً في دعم مبادرات المجتمع المدني، وجعلت من المؤسسات الأهلية شريكاً أساسياً في تعزيز التنمية الوطنية المستدامة.
وأشار إلى أن تنامي أعداد المؤسسات الأهلية في البحرين، بما في ذلك مؤسسة المبرة الخليفية، يعكس إدراكاً وطنياً متزايداً للدور الحيوي الذي يضطلع به العمل المجتمعي في دعم المنظومة التنموية، وهو نتاج لثقافة المبادرة والمسؤولية الاجتماعية التي جُبل عليها أهل البحرين، وما أعقب ذلك من تطور في أساليب العمل الإداري، الأمر الذي مكن هذه الجهات من تطوير برامجها لتكون أكثر تأثيراً في خدمة الوطن والمواطنين.
واستذكر في هذا الصدد الدعم الكبير الذي حظيت به المبرة الخليفية منذ انطلاقتها من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، مؤكداً أن سموه رحمه الله كان صاحب أثر بالغ بما قدمه من رعاية وتشجيع مباشر أسس للنهج الخيري الذي تسير المؤسسة عليه اليوم، والقائم على قيم التكافل والتنمية الاجتماعية.
وأوضح أن المبرة، وعلى مدى 14 عاماً من العمل المتواصل، تمثل نموذجاً واضحاً لتطور المؤسسات الأهلية والارتقاء بأدوارها من خلال مبادرات مبتكرة تستجيب وتتفاعل مع احتياجات المجتمع في مجالات الدعم الاجتماعي والتمكين الاقتصادي والتعليمي، لافتاً إلى أن المتتبع لمسيرة المبرة يلحظ ازدياد أعداد المستفيدين من برامجها عاماً بعد عام؛ نتيجة حرصها على مواءمة أساليب العمل مع المتطلبات الفعلية.
وخلال الحفل، التقى المدربين وأعضاء مجلس الطلبة ومنتسبي وخريجي برامج (رايات، وإثراء، وواثق) التي تقدمها المؤسسة لفئة الناشئة والشباب؛ بهدف تأهيلهم وإعدادهم لمرحلة الدراسة الجامعية وتوفير المنح الدراسية لهم، حيث أبدى إعجابه بما تتسم به مخرجات هذه البرامج من مستوى عال من الكفاءة، كونها تمثل منظومة متكاملة ترتكز على أن الاستثمار في الإنسان هو البداية لكل تقدم، وأن أثرها الحقيقي يتجلى في أجيال تحمل القيم الأخلاقية والتميز، وتحويل أفكارهم إلى مشاريع ريادية لخدمة الوطن.
كما استمع إلى إيجاز حول المبادرات الإنسانية النوعية المنبثقة من صندوق سمو الشيخة موزة بنت حمد آل خليفة، والتي تتمثل في تقديم خدمات مجتمعية في القطاعين الصحي والتعليمي.
بعدها، تفضل بتدشين كتاب "المبرة الخليفية.. من الرؤية إلى الأثر"، والذي يوثق مسيرة المؤسسة منذ تأسيسها، ويسلط الضوء على تطور برامجها ومبادراتها، ونماذج من قصص النجاح التي حققتها على مستوى دعم الأسر وتمكين الشباب وتنفيذ المشروعات الاجتماعية والتنموية.
وفي ختام الحفل، نوّه بالجهود المقدرة التي يبذلها مجلس أمناء المؤسسة برئاسة سمو الشيخة زين بنت خالد بن عبد الله آل خليفة، وما يقوم به من دور أساسي في تطوير توجهات المؤسسة، وتعزيز شراكاتها، وتوسيع برامجها بما يواكب التطلعات، معرباً عن أمنياته لمجلس الأمناء والإدارة التنفيذية وجميع منتسبي المبرة بدوام التوفيق والنجاح.
من جانبها، رفعت سمو الشيخة زين بنت خالد بن عبد الله آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مؤسسة المبرة الخليفية، أسمى آيات الشكر وعظيم الامتنان إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، على ما تحظى به المؤسسة من دعم ورعاية ملكية سامية أسهمتا في تعزيز مسيرتها وأداء رسالتها في خدمة المجتمع.
كما رفعت سموها خالص الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، على ما تلقاه المؤسسة من تعاون بناء من مختلف الجهات الحكومية بفضل توجيهات سموه، بما يسهم في تعزيز قدرتها على تنفيذ برامجها وتحقيق أهدافها.
وثمَّنت سموها الجهود الرائدة لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة ملك مملكة البحرين رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، في تمكين المرأة البحرينية ودعمها، مؤكدة أن المؤسسة ومن خلال برامجها الموجهة للشباب، تسهم في بلورة هذه الرؤى وترجمتها إلى مبادرات واقعية تعزز قدرتهم على الإسهام مستقبلاً في مسيرة التنمية الوطنية على نحو ينسجم وأهداف المجلس الأعلى للمرأة.
وأعربت سمو الشيخة زين عن بالغ التقدير لنائب رئيس مجلس الوزراء على تفضله بافتتاح المقر الجديد للمؤسسة، في لفتة كريمة تعكس اهتمامه ودعمه لمسيرة العمل الأهلي في مملكة البحرين، مشيرة إلى أن تشريف بالحضور يشكل حافزاً لمواصلة العمل بروح أعلى من المسؤولية والعطاء، وأن ما تفضل به من كلمات تشجيع ومساندة منح فريق العمل دافعاً للمضي قدماً في تحقيق المزيد من الإنجازات.
وأشارت سموها إلى أن افتتاح المقر الجديد يمثل مرحلة متقدمة في مسيرة المبرة، ويجسد التزامها بمواصلة الاستثمار في الشباب البحريني باعتبارهم الركيزة الأساسية لبناء المستقبل، مؤكدة أن هذا الصرح سيسهم في تعزيز بيئة العمل وتمكين فريق المؤسسة من مواصلة تنفيذ المبادرات والمشاريع ذات الأثر الإيجابي المستدام بالتعاون مع الشركاء والداعمين.
يشار إلى أن المبنى الجديد للمؤسسة يقع في قلب الرفاع على مساحة تقدر بأكثر من 2.7 ألف متر مربع، وبمساحة بناء تزيد على 8.5 ألف متر مربع، وقد روعي في تصميمه أحدث المعايير المعمارية، وهو يتألف من مبنيين رئيسيين مكونين من أربعة طوابق، ويربط بينهما جسر معلق، أحدهما مخصص بالكامل للبرامج التعليمية والتنموية، وقد تم تجهيزه بأحدث التجهيزات والمرافق وبأنظمة تشغيل موفرة للطاقة وصديقة للبيئة، في حين يضم الآخر وحدات ومكاتب تجارية، بما يلبي متطلبات التوسع المستقبلي في برامج المؤسسة ويسهم في تعزيز استدامتها التشغيلية.