شاركت وكالة البحرين للفضاء في الندوة الدولية ضمن سلسلة "الأنشطة القمرية الآمنة والمستدامة" التي تُنظّم ضمن منصة السياسات القمرية بقيادة المعهد الكوري لأبحاث الفضاء، وذلك بمشاركة نخبة من العلماء والخبراء من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وحضور ممثلين من مختلف وكالات الفضاء في العالم.

وتناولت الندوة، التي جاءت في نسختها الثانية تحت عنوان "الأهمية العلمية للقمر"، عروضًا قدمها كل من البروفيسور ريتشارد غرين من جامعة أريزونا والبروفيسور كلايف نيل من جامعة نوتردام، حيث استعرضا أحدث نتائج الأبحاث المتعلقة بخصائص القمر الفيزيائية وطبيعته الحرارية والإشعاعية وأصل تشكّله، إلى جانب أهمية البيئة القمرية الهادئة لإجراء أرصاد فلكية منخفضة التردد وتطوير تقنيات للرصد بالأشعة تحت الحمراء.

كما ناقشت الندوة دور القمر في دعم إنشاء تلسكوبات ضخمة تتجاوز قدرات التلسكوبات الأرضية، إضافة إلى التركيز على المناطق المظللة الدائمة التي تحتوي جليدًا محفوظًا لمليارات السنين، وأهميتها للمهمات الفضائية المختصة باستكشاف الفضاء.

من جانبها، أشارت مهندسة الفضاء عائشة الحرم، رئيس قسم تصميم الأقمار الصناعية، إلى أن الندوة أبرزت بشكل واضح الدور المحوري للقمر في مستقبل الاستكشافات العلمية والتقنيات الفضائية، سواء في مجالات الرصد منخفض التردد، أو من خلال الاستفادة من الموارد القمرية لدعم البعثات المستقبلية، مؤكدة أن تبادل المعرفة مع خبراء وعلماء عالميين يعزز جاهزية وكالة البحرين للفضاء لتطوير مشاريع قمرية متقدمة، لا سيما في مجال تطوير الحمولات العلمية والتقنيات الخاصة بالروبوتات والمركبات القمرية.

وأكد مهندس الفضاء يعقوب القصاب، أخصائي هندسة، إلى أن المشاركة أتاحت فرصة مهمة للاطلاع على أحدث الأبحاث المتعلقة باستخدام بيئة القمر المنعزلة لتعزيز دقة الأرصاد الفلكية وفهم التحديات التقنية لبناء مراصد قمرية مستقبلية، موضحًا أن هذه المعرفة ستسهم في تطوير تصور استراتيجي لدور البحرين في برامج الاستكشاف القمري، خصوصًا في ظل الاهتمام العالمي بالقطب الجنوبي للقمر، وعلى وجه الخصوص والمناطق المظللة الدائمة.

وتأتي هذه المشاركة ضمن جهود وكالة البحرين للفضاء لتعزيز حضورها العلمي والبحثي في برامج الفضاء القمري ومتابعة المستجدات الدولية المتعلقة بحماية مواقع الرصد وتطوير منظومات استخدام الموارد القمرية، بما يدعم بناء القدرات الوطنية في مجالات علم الفلك والتحليل الطيفي والأنظمة القمرية المستقبلية.