في مشهد يتكرر سنوياً قال الباحث الفلكي علي الحجري إن كوكبنا الأرض يستعد لأخذ أقصى وضعية الميلان لمحوره للمرة الثانية لهذا العام 2025، وذلك بابتعاد ميلان محور الأرض الشمالي عن الشمس، وذلك من تاريخ 17 - 25 ديسمبر الجاري وذروته في الأحد القادم 21 ديسمبر، وذلك في تمام الساعة 06:03 مساءً بتوقيت مملكة البحرين ليعلن رسمياً دخول فصل الشتاء فلكياً للجزء الشمالي من الكرة الأرضية لمدة 88 يوماً و23 ساعة و42 دقيقة وهو أقصر فصول السنة.
وأشار الحجري أن مع دخول فصل الشتاء ليس بالشرط أن تكون هناك تغيرات كبيرة وطارئة على قد تتأثر بها أحوال الطقس أو بوتيرة أسرع، فعلى سبيل المثال إن الفترات بداية موسم الأمطار سنويا في البحرين من منتصف شهر سبتمبر بشكل نادر إلى أواخر شهر نوفمبر الماضي بشكل طبيعي نسبياً بينما في الواقع تأخرت هذه الفترة إلى أن شهدت البحرين أول زخات الأمطار الخير في يوم الجمعة 12 ديسمبر، وبعد 110 أيام من دخول نجم سهيل، و81 يوماً من دخول فصل الخريف، وبعد 5 أيام من دخول أول منازل الفلكية لفصل الشتاء.
وبين الحجري أن أهم ما يلاحظ في المرحلة الانتقالية بين فصلي الخريف والشتاء انخفاضاً ملحوظاً في زاوية ارتفاع الشمس، حيث تصل في البحرين إلى أدنى مستوى لها عند 40ْ و24ْ في الساعة 11:36 ظهراً في يوم الانقلاب الشتوي، وبتالي يكون طول ظلال الأجسام أطول ما يمكن ومتجهاً إلى الشمال ليصل طول ظل شاخص لمتر واحد إلى 1.542 متر أي بنسبة 154.2% من طول الأجسام، وبالتالي يقلل من شدة الإشعاع الشمسي على سطح الأرض، هذا الانخفاض يؤدي إلى ضعف قدرة الأشعة على اختراق الغلاف الجوي على حسب الموقع من خطوط العرض للكرة الأرضية البعيدة عن خط الاستواء الأرضي، فتتراجع درجات الحرارة بشكل واضح حتى نهاية فبراير للبحرين، ويختلف من منطقة إلى أخرى، كما يزداد طول الليل ليصل إلى نحو 13.5 ساعة مقابل نهار لا يتجاوز 10.5 ساعة بين 18 و26 ديسمبر للبحرين؛ مما يقلل من فترة التسخين اليومي من أشعة الشمس للمسطحات الأرضية والبحرية.
ولخص الحجري بأن الحسابات الفلكية يمكن إجراؤها لفصول السنة حسابياً وبشكل دقيق، والذي يحدد بداية الفصول فلكياً، وفقاً لموقع الأرض وميلانها بالنسبة للشمس، ولكن لا يمكن التنبؤ بالتغيرات الجوية المصاحبة لها «والمتطرفة»، فالطقس يتأثر بعوامل جوية ومناخية معقدة مثل الغلاف الجوي، المسطحات البحرية في المحيطات، والتيارات الهوائية، درجات الحرارة، تشكل وحركة واتجاه الغيوم، مما يؤدي إلى تأخر أو اختلاف الأحوال الجوية عن التواريخ الفلكية.
ومع صباح يوم احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية، وعيد الجلوس السادس والعشرين لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وما يصاحبها من مناسبات وطنية، شهدت المملكة هطول أمطار الخير في مناطق متعددة.
وشجعت الأجواء الشتوية المنعشة الشباب والأطفال على الاحتفال بالأعياد الوطنية تحت قطرات الأمطار المتساقطة معبرين عن فرحتهم بخير السماء الذي نزل في أسعد أيام البحرين. وأفادت إدارة الأرصاد الجوية بوزارة المواصلات والاتصالات أن الطقس المتوقع، في مملكة البحرين سيكون غير مستقر، مع تساقط أمطار أحياناً قد تكون رعدية.
وذكرت الإدارة أن الرياح كانت غربية بوجه عام من 7 إلى 12 عقدة، ووصلت أحياناً إلى ما بين 15 و20 عقدة، مع هبات تبلغ 30 عقدة، محذرةً من أمطار رعدية وهبات رياح شديدة السرعة.
وأضافت أن ارتفاع الموج تراوح من قدم إلى قدمين قرب السواحل، ومن 3 إلى 5 أقدام في عرض البحر، ووصل إلى 7 أقدام أثناء الهبات. ووصلت درجات الحرارة العظمى إلى 21 درجة مئوية، فيما انخفضت الصغرى إلى 16 درجة مئوية، فيما تراوحت نسبة الرطوبة النسبية بين 60% كحد أدنى و95% كحد أقصى.