يشرفني في هذا اليوم الأغر. وبمناسبة العيد الوطني الذي تشرق فيه ذاكرتنا بتاريخٍ صنعه رجالٌ حكموا بالعدل، وقادوا وشيّدوا بوعيهم دولةً عصرية تمتد جذورها في أصالة التاريخ البحريني العريق، فأرض البحرين منذ أن سطّر آل خليفة الكرام صفحات حكمها، وهي تحت ظلال قيادتهم الرشيدة من علو إلى علو.
فمنذ عهد المؤسس الشيخ أحمد الفاتح طيّب الله ثراه، الذي أرسى قواعد الدولة الحديثة، ووطّد الأمن، ووحّد الصفوف.. إلى من تبعه من حكّام البحرين الأجلّاء الذين حافظوا على هذه الأرض، وصانوا الوطن.
ثم جاء عهد صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، ليقود البحرين إلى مرحلة جديدة اتّسمت بوضوح الرؤية وبناء الدولة الحديثة، فشهدت البلاد نهضة عمرانية واقتصادية واجتماعية، وتقدّمت بخطوات ثابتة نحو تعزيز التعليم ودعم مسيرة التنمية الشاملة.ومن بعده بزغ فجر جديد بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، ذلك العهد الذي شهد تحوّلات جذرية عميقة، رسمت ملامح الدولة الدستورية عبر ميثاق العمل الوطني، ودشّنت نهضة تشريعية متكاملة، وعززت حضور المرأة، ووسّعت آفاق الحقوق والحريات، ورفعت البحرين إلى مصاف الدول المتقدمة.
ولعل ما تحقق للمرأة البحرينية في عهد جلالته ليس إلا شاهداً حقيقياً على أن القيادة لا تؤمن بالتنمية إلا إذا كانت شاملة. فقد حظيت المرأة في هذا الوطن بتمكينٍ تاريخي غير مسبوق، برعاية كريمة من سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، التي جعلت المرأة شريكاً فاعلاً في صناعة القرار.
إن البحرين اليوم، وبكل مراحلها، ليست مجرد وطن، بل مسيرة تمتد من أمجاد الماضي إلى إنجازات الحاضر، لتشيِّد مستقبلاً لا يقف عند أية حدود للطموح ولا سقفاً للتقدم.
وفي ختام حديثي، لا يسعني إلا أن أجدد البيعة والولاء، لجلالة الملك المعظم، ولسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظهما الله، وأن أرفع أسمى عبارات الحب والانتماء إلى وطني البحرين، الأرض التي نفخر بها، ونعيش لها، وننتمي إليها. ونسأل الله أن يديم عليها الأمن والازدهار، وأن تبقى رايتها خفاقة في سماء المجد.