شهد المنتدى السنوي السابع لمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات"، الذي عُقد بالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تدشين كتاب بعنوان "مملكة البحرين وجامعة الدول العربية: 1971–2025"، الصادر عن مركز "دراسات". ويوثق الكتاب عبر الصور والأحداث عمق الشراكة التي جمعت مملكة البحرين بجامعة الدول العربية، ويبرز حضور المملكة الفاعل في دعم العمل العربي المؤسسي برؤية تستحضر التاريخ وتؤكد استمرارية الدور والمسؤولية. ويمثل هذا الإصدار وثيقة تاريخية وشهادة فكرية على أكثر من نصف قرن من التعاون الاستراتيجي القائم على وحدة الهدف والمصير، ويعكس العلاقات المتميزة التي اكتسبت زخمًا كبيرًا في ظل رؤية ملكية سامية تؤكد أن جامعة الدول العربية هي بيت العرب وحصن الأمن القومي والاستقرار الإقليمي. ويعد الكتاب مرجعًا أصيلًا للمكتبة العربية، يتجاوز حدود التوثيق ليجسد رسالة العروبة. وافتتح الكتاب بمقدمة بقلم معالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، مسلطًا الضوء على الدور الريادي للبحرين منذ انضمامها الرسمي للجامعة في سبتمبر 1971، وإسهاماتها في دعم القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتعزيز التضامن العربي في مختلف المحافل. ويضم الإصدار وثائق رسمية، ومواقف سياسية، ومبادرات تنموية وثقافية أطلقتها المملكة، إلى جانب صور أرشيفية نادرة تعكس عمق العلاقة بين البحرين وجامعة الدول العربية، كما يتناول جهود مركز "دراسات" في توثيق هذه المسيرة بالتعاون مع الأمانة العامة للجامعة ضمن مشروع "توثيق ذاكرة جامعة الدول العربية". ويؤكد الكتاب التزام مملكة البحرين بمبادئ العمل العربي المشترك وسعيها لتحقيق التكامل الاقتصادي والانفتاح الثقافي والتنمية المستدامة، بما يعكس رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في ترسيخ مكانة المملكة كفاعل مؤثر في المنظومة العربية، ولا يقتصر الإصدار على توثيق الماضي، بل يرسم ملامح المستقبل العربي المشترك، ويعكس إيمان البحرين بأهمية الحوار والتعاون في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. كما تضمن الكتاب تقديمًا من معالي الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وزير المواصلات والاتصالات ورئيس مجلس أمناء مركز "دراسات"، الذي أكد اعتزاز مملكة البحرين بانتمائها العربي، مستشهدًا بنصوص الدستور وميثاق العمل الوطني التي كرست هوية المملكة العربية والإسلامية، ذلك النص الذي أكدته سياسات مملكة البحرين تجاه جامعة الدول العربية منذ انضمامها لعضويتها في 11 سبتمبر 1971م. وأوضح معاليه أن مشاركة البحرين في أعمال الجامعة لم تكن بروتوكولية، بل اتسمت بالفاعلية والحرص على تطوير وتفعيل آليات التكامل العربي، انطلاقًا من قناعة المملكة بأهمية دور الجامعة كتنظيم إقليمي يجمع الدول العربية على أسس مشتركة، مشيرًا إلى انضمام البحرين إلى عدد من مؤسسات الجامعة حتى ما قبل عضويتها فيها، ومن ذلك على سبيل المثال الانضمام إلى المنظمة العربية للصحة في فبراير 1971م، وميثاق الوحدة الثقافية العربية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في 14 أبريل 1971م. ويستعرض الكتاب في فصوله الخمسة نشأة جامعة الدول العربية وتطورها، والقضايا العربية في فكر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وفكر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وجهود المملكة في دعم الجامعة من خلال مشاركاتها المنتظمة في القمم والاجتماعات الوزارية، ودورها في الوساطة وتسوية الخلافات، إضافة إلى طرح رؤى ومبادرات تخدم العمل العربي المشترك، إلى جانب دعم الجامعة لقضايا ومبادرات البحرين مثل إنشاء محكمة حقوق الإنسان العربية، وإطلاق جائزة عربية باسم صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، وتخصيص يوم وطني للتطوع. كما يستعرض الإصدار مخرجات القمة العربية الثالثة والثلاثين التي انعقدت في البحرين في مايو 2024، برئاسة جلالة الملك المعظم، إضافة إلى مخرجات القمة الاستثنائية في القاهرة عام 2025 تحت عنوان "قمة فلسطين". ويُعد هذا الكتاب مرجعًا مهمًا لفهم تطور العمل العربي المشترك ودور البحرين في ترسيخ التضامن العربي من خلال فكر قيادتها ومبادراتها الفاعلة في إطار جامعة الدول العربية.
«دراسات»: تدشين كتاب يوثق مسيرة البحرين مع جامعة الدول العربية
خلال المنتدى السنوي السابع ..