وليد صبري

"الوطن" تحاور راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية رئيس جمعية البيارق البيضاء القس هاني عزيز:

المسيحيون في البحرين ينعمون بالحرية الكاملة في العقيدة والعبادة في ظل رعاية جلالة الملك المعظم

الشعب البحريني يتوارث التسامح الديني والتعايش السلمي من الأجداد إلى الآباء ثم الأبناء

19 كنيسة مسجلة بوزارة التنمية الاجتماعية تمثل طوائف المسيحيين في البحرين

مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح منارة ممتدة من البحرين إلى العالم

البحرين نموذج إقليمي في التسامح الديني والتعايش بين الأديان

الكنائس مفتوحة طوال الأسبوع واحتفالات الأعياد تقام بكل أريحية

قيادة البحرين ترسّخ ثقافة قبول الآخر وحماية التعدد الديني

المسيحيون في البحرين جزء من النسيج الوطني ويتمتعون بالأمن والاستقرار

الحرية الدينية في البحرين أساس للاستقرار والسلام المجتمعي

من دلمون حتى المملكة اليوم.. التسامح الديني إرث حضاري بحريني

الأمن والاستقرار أساس الحرية الدينية في البحرين

"الإنجيلية الوطنية" أقدم كنيسة في البحرين والخليج منذ عام 1906

الكنيسة الكاثوليكية في البحرين أكبر تجمع مسيحي وأقدم حضور كاثوليكي بالخليج

"القلب المقدس" أول كنيسة كاثوليكية في البحرين منذ عام 1939

"سيدة العرب" أكبر كاتدرائية كاثوليكية في الخليج العربي

الأقباط الأرثوذكس يمارسون عباداتهم بـ"الإنجيلية" لحين بناء كنيسة خاصة

"الجريك الأرثوذكس".. تنوع عربي ويوناني وعبادة منتظمة في كنيسة بابكو

أنشطة الكنيسة الإنجيلية الوطنية تبدأ بوقفات السلام ولا تنتهي بإفطار رمضان

مشاركات فاعلة لمسيحيي البحرين في المبادرات المجتمعية والإنسانية

جمعية البيارق البيضاء.. السلام والتعايش رسالة إنسانية عابرة للأديان

أكد راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية رئيس جمعية البيارق البيضاء القس هاني عزيز أن المسيحيين في مملكة البحرين ينعمون بالحرية الكاملة في العقيدة والعبادة في ظل رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، مشدداً على أن البحرين تمثل نموذجاً إقليمياً متقدماً في التسامح الديني والتعايش بين الأديان، حيث يمارس المسيحيون شعائرهم بكل أريحية من خلال 19 كنيسة مسجلة ومعتمدة لدى وزارة التنمية الاجتماعية.

وقال القس هاني عزيز، في حوار لـ"الوطن" بمناسبة احتفالات المسيحيين في البحرين بأعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية، إن الكنائس مفتوحة طوال الأسبوع، واحتفالات الأعياد تقام في أجواء من الأمن والاستقرار، في تجسيد واضح لكون الحرية الدينية أساساً للاستقرار والسلام المجتمعي، مشيراً إلى أن الشعب البحريني يتوارث التسامح الديني والتعايش السلمي من الأجداد إلى الآباء ثم الأبناء، باعتباره إرثاً حضارياً ضارباً في عمق التاريخ من دلمون حتى المملكة اليوم.

وأضاف أن قيادة البحرين ترسخ ثقافة قبول الآخر وحماية التعدد الديني، لافتاً إلى أن مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح يشكل منارة إنسانية ممتدة من البحرين إلى العالم.

وتابع القس هاني عزيز أن المسيحيين في البحرين جزء أصيل من النسيج الوطني ويتمتعون بالأمن والاستقرار، مستعرضاً خريطة الكنائس والطوائف المسيحية في المملكة، حيث تعد الكنيسة الإنجيلية الوطنية أقدم كنيسة في البحرين والخليج منذ عام 1906، فيما تمثل الكنيسة الكاثوليكية أكبر تجمع مسيحي وأقدم حضور كاثوليكي في الخليج، وتعد كنيسة القلب المقدس أول كنيسة كاثوليكية في البحرين منذ عام 1939، بينما تشكل كاتدرائية سيدة العرب أكبر كاتدرائية كاثوليكية في الخليج العربي، لافتاً إلى أن الأقباط الأرثوذكس يمارسون عباداتهم في الكنيسة الإنجيلية إلى حين بناء كنيسة خاصة، وأن الجريك الأرثوذكس يجسدون تنوعاً عربياً ويونانياً من خلال عباداتهم المنتظمة في كنيسة بابكو.

وأشار إلى أن أنشطة الكنيسة الإنجيلية الوطنية تبدأ بوقفات السلام ولا تنتهي بإفطار رمضان، في ظل مشاركات فاعلة لمسيحيي البحرين في المبادرات المجتمعية والإنسانية، ودور بارز لجمعية البيارق البيضاء التي تحمل رسالة السلام والتعايش كقيمة إنسانية عابرة للأديان.

وإلى نص الحوار:

هل لنا أن نتعرف على الكنائس والمذاهب المسيحية في البحرين؟ والكرسي البابوي لكل منها؟ وما هي الكنيسة الأكبر عدداً؟ وما هي أقدم كنيسة أرثوذكسية في المملكة؟

- توجد في مملكة البحرين الكنائس المسيحية المختلفة، كل كنيسة خاصة بطائفة أو مذهب معين ولكنْ الكل مسيحيون، وهناك ثلاث طوائف أساسية في المسيحية وهي: الكاثوليك، والأرثوذكس، والإنجيليين، وكل طائفة لها كنيسة في المملكة.

1- طائفة الكاثوليك: توجد الكنيسة الكاثوليكية، وهي كنيسة القلب المقدس، وهي تعد أول كنيسة كاثوليكية في البحرين والخليج العربي وشُيِّدت عام 1939، وهي تضم أكبر عدد من المسيحيين في البحرين، معظمهم من المسيحيين من خلفية هندية وفلبينية، وهي تتبع الفاتيكان، ولها مرجعية هي بابا الفاتيكان وكان منذ القريب هو البابا فرانسيس الذي رحل، والآن تتبع البابا ليون. وتعد الطائفة الكاثوليكية أكبر طائفة مسيحية في البحرين، ويبلغ عددهم بين 10 آلاف إلى 20 ألف شخص.

2- طائفة الأرثوذكس: وهي تنقسم إلى:

- طائفة الأقباط الأرثوذكس، وتمثلها كنيسة مسيحية أرثوذكسية مصرية، وكل أبناء الطائفة مصريون، وهي تتبع الكنيسة القبطية في جمهورية مصر العربية، وهم يتبعون قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وقد أنعمت عليهم مملكة البحرين بقطعة أرض لكنها لم تُبنَ حتى الآن، وهم يمارسون عباداتهم وشعائرهم في الكنيسة الإنجيلية، إلى حين بناء الكنيسة الأرثوذكسية، ويعد عددهم كبيراً بعد الكاثوليك، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن كلمة أقباط في اللغة القبطية تعني مصري، وبالتالي هي تُسمى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أي الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، وهناك نحو 100 عائلة قبطية أرثوذكسية في البحرين.

- طائفة السريان الأرثوذكس ومعظمهم من الجالية الهندية، ويمارسون عباداتهم وشعائرهم في كنيسة تمثلهم قرب السلمانية، وهي كنيسة سانت ماري القديسة العذراء مريم، ويتبعون الكنيسة في أنطاكيا، ويبلغ عددهم ما بين 3 آلاف إلى 5 آلاف شخص.

- طائفة الجريك الأرثوذكس، وهم الأرثوذكس اليونانيون، ويتكونون من جاليات عربية مع جاليات يونانية وقبرصية وغربية، ويبلغ عددهم نحو 600 شخص، ولهم قسيس، وقد أنعمت عليهم المملكة أيضاً بقطعة أرض لكنها لم تُبنَ حتى الآن، وهم يمارسون عباداتهم وشعائرهم في كنيسة صغيرة في بابكو.

3- الكنيسة الإنجيلية الوطنية: هي أقدم كنيسة في البحرين وفي الخليج العربي، وهي تنتمي إلى الكنيسة الإنجيلية المصلحة في أمريكا، وقد بُنيت تلك الكنيسة في مملكة البحرين في عام 1906 على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى كانت خلف المبنى المقام حالياً، وكان الوصول إليها عبر سلالم خشب، ثم في وقت لاحق أنعم صاحب السمو الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه بقطعة أرض، وتم من خلالها التوسعة، وهي تعد هدية من الأمير الراحل، وهناك نحو 30 جماعة مسيحية تمارس العبادات والشعائر وتقيم الفعاليات المختلفة في مبنى الكنيسة بتوقيتات مختلفة، وكل جماعة لها وقتها المحدد، وتتسع الكنيسة لنحو 700 شخص. وبالتالي تشعر أن كل الجنسيات قد اجتمعت في الكنيسة الإنجيلية الوطنية، فهناك الجنسيات العربية، والغربية، والهندية، والباكستانية.

كم عدد أبناء الطائفة المسيحية في البحرين؟ وكم عائلة مسيحية في البحرين؟

- ليس هناك إحصائية دقيقة لهذا الأمر، لكن نستطيع أن نقول إن هناك نحو 100 ألف مسيحي في البحرين، يشملون مسيحيين من البحرين وكذلك من الهند، والفلبين، والعرب، والأجانب. كذلك بالنسبة لعدد العائلات، فيمكن أن نقول إن هناك 25 ألف عائلة مسيحية في المملكة (بمتوسط 4 أفراد في العائلة).

كيف تقيمون ما يتمتع به أتباع الديانة المسيحية من حرية؟

- في البحرين هناك حرية في العبادة، وهذا ما يرسخه ويؤكده خطابات وأحاديث حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، حفظه الله ورعاه، وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وبالتالي جميع المسيحيين في مملكة البحرين يعبدون الله ويقيمون الشعائر الدينية في ظل حرية كاملة، وبكل أريحية، ودون أية ضغوط، كما أنهم يحتفلون بكل أعيادهم الدينية، والكنائس مفتوحة طوال اليوم على مدار الأسبوع. ورغم أن مساحة المملكة صغيرة، إلا أن الكنائس التي تمثل كافة الطوائف المسيحية في المملكة والمسجلة والمعتمدة في وزارة التنمية الاجتماعية نحو 19 كنيسة، وأحدث بناء لكنيسة أو كاتدرائية، فهي كاتدرائية سيدة العرب القديسة العذراء مريم، وهي تعد أكبر كاتدرائية في مملكة البحرين وفي الخليج العربي.

كيف تقيمون التعايش السلمي والتسامح الديني في البحرين؟

- البحرين تحظى بالتعايش السلمي والتسامح الديني وتمثل أنموذجاً عالمياً في نبذ العنف والكراهية، وفي هذا الصدد لابد أن نشير إلى خطابات وأحاديث حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حيث دائماً ما يركز على التعايش والتسامح، ويشدد على مسألة قبول الآخر، وأن كل من يعيش على أرض مملكة البحرين الطيبة المباركة، هم من رعايا جلالته حفظه الله ورعاه، وبالتالي كل شخص مواطن ومقيم في البحرين هو في رعاية جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، فنجد أنه في كل خطاب يقدمه جلالة الملك المعظم يكون مشمولاً بعطر ورائحة التسامح والتعايش، ويخطو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على خطى جلالة الملك المعظم في الانفتاح على الأديان وحب الإنسان واحترامه لأنه إنسان.

لقد أنعم الله على البحرين، وحباها بملك محب للإنسانية، ومن أول الداعمين للتعايش والسلام بين الأديان، وهنا لابد من التشديد على أن التسامح والتعايش في البحرين ليس وليد الأمس، ولكنه هو وليد الحضارة في المملكة، وهي حضارة دلمون منذ آلاف السنين، لذلك نستطيع أن نؤكد على أن الشعب البحريني توارث التسامح الديني والتعايش السلمي من الأجداد إلى الآباء ثم إلى الأبناء، وبالتالي هو ميراث تتوارثه الأجيال، جيلًا بعد جيل، لذلك دائماً ما نجد الإنسان البحريني، هو إنسان متدين، متمسك بدينه، وبتقاليده، وعاداته، وهو في ذات الوقت ينفتح على الحضارات وعلى الآخر، ويأخذ من الحضارات ما يفيده، ويترك ما لا يفيده وما يتعارض مع دينه وعقيدته وعاداته وتقاليده، لذلك فإنه في البحرين الجميع يشارك إخوانهم من الطائفة المسيحية في الأعياد والمناسبات الدينية وكذلك العكس.

كيف تقيمون تأسيس البحرين لمركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح؟

- لقد أنشأ حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح، والذي يعد في الحقيقة، منارة للبحرين، تمتد من المملكة إلى البلاد المجاورة حول المملكة، وامتد نور تلك المنارة إلى كافة أرجاء العالم أجمع، وهنا تبرز المكانة الكبيرة التي يحظى بها حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه مع كل قادة دول العالم، لاسيما عندما يعقد أي مؤتمر يتعلق بالحضارات ونقدم الدعوة للقادة والرؤساء والسفراء والدبلوماسيين ورجال الدين، هنا نشعر بمكانة البحرين، خاصة مع الترحيب والاستجابة السريعة من أجل الحضور، وذلك لأنهم يعملون علم اليقين أن مملكة البحرين هي أيقونة التسامح الديني والتعايش السلمي.

جلالة الملك المعظم دعا خلال القمة العربية التي عقدت في المنامة في مايو 2024، إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط.. هل لنا أن نتطرق إلى هذا الأمر؟

- هذه الدعوة المباركة من حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه تؤكد على وجود القاعدة الأساسية المتواجدة في مملكة البحرين، وهي قاعدة التسامح والتعايش والسلام وقبول الآخر، ومن ثم حينما يدعو جلالته إلى مؤتمر سلام فهذا يرسخ مبدأ أن التسامح والتعايش متأصلان في المملكة، وفي شعبها، وهذا دليل على ما تنعم به البحرين من سلام وأمن واستقرار وعدالة وتسامح وتعايش.

استضافت البحرين الاجتماع السادس عشر لمجلس حكماء المسلمين، تزامناً مع الزيارة الرسمية التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية "الراحل"، للمملكة تلبية لدعوة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وانطلاق فعاليات ملتقى البحرين "حوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني".. حيث ترأس الاجتماع مع فضيلة شيخ الأزهر.. كيف تنظرون إلى هذه الزيارة؟

- هذا يعد حدثاً استثنائياً، حيث كانت زيارة بابا الفاتيكان الراحل، رداً على زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه للبابا في الفاتيكان، وفي الوقت ذاته، كان لي الشرف أن ألتقي بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وهذا الحدث الاستثنائي يبرز أجواء السلام والمحبة والتسامح والتعايش في مملكة البحرين، وقد اجتمع قداسة البابا الراحل مع الجالية الكاثوليكية في كنيسة القلب المقدس في الكاتدرائية الجديدة وفي استاد البحرين، وقد تمت الزيارة في أمن وأمان وسهولة ويسر وسلام.

ماذا عن أنشطة وفعاليات الكنيسة الإنجيلية الوطنية؟

- لقد رسمت الكنيسة الإنجيلية الوطنية خطاً تسير فيه، ألا وهو أن تكون الكنيسة هي من نسيج المجتمع، لذلك قامت الكنيسة الإنجيلية الوطنية بعدة فعاليات منها، وقفة سلام في الأماكن الأثرية، ودعاء لأجل السلام بكل لغات العالم، ومارثون للسلام، وإفطار رمضان في قاعة الكنيسة للعمال والوافدين، ومهرجان الملابس. إن الكنيسة الإنجيلية الوطنية تشارك في الفعاليات التي تقيمها الأديان والجمعيات المختلفة، كما تدعو الكنيسة كل الأديان والطوائف الأخرى في احتفالاتها.

في رأيكم.. ماذا يمثل افتتاح أكبر كاتدرائية كاثوليكية في الخليج العربي على أرض البحرين؟

- لقد توج حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه دعواته الدائمة بالسلام والتسامح والتعايش، بالموافقة على أن تُبنى أكبر كاتدرائية في البحرين والخليج العربي على أرض البحرين الكريمة. وشهد عام 2021 افتتاح أكبر كنيسة كاثوليكية في المنطقة وهي كنيسة سيدة العرب التي تفضل جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه بمنح قطعة أرض مساحتها 9000 متر مربع لتشييد الكاتدرائية عليها في منطقة عوالي، وتتسع لأكثر من 2300 شخص، فيما تتسع الساحة الخارجية إلى أكثر 6000 شخص من الزوار والمصلين. وأصبحت الكاتدرائية تستوعب آلاف المصلين وأيضاً أصبحت مزاراً خاصاً ومعروفاً لكل الزائرين للبحرين من الدول المختلفة.

هل لنا أن نتطرق إلى جهود الطائفة المسيحية في مواجهة التطرف الديني؟

- إن الكنيسة تنادي دائماً وتوعي رعاياها وكل المجتمع بأن العنف يولد عنفاً، والكنيسة تتبع تعاليم وأقوال السيد المسيح "أحبوا أعداءكم باركوا على كل من يلعنكم"، وأن ندعو إلى الله لكل من يسيئون إلينا، لذلك نستطيع أن نخمد نيران العنف قبل أن تشتعل، والكنيسة تقدم محاضرات توعية للبيوت والأم والأب والإخوان عن مخاطر العنف ومميزات أن نعيش في سلام ومحبة.

كيف تنظرون إلى الاكتشافات الأثرية المسيحية في البحرين، وبينها اكتشاف أول مبنى مسيحي في سماهيج بالمحرق يعود للقرن الرابع الميلادي؟

- بالنسبة للاكتشافات المسيحية التي تكشف عن آثار مسيحية موجودة من قبل آلاف السنين في البحرين، فهذا يعبر عن فخرنا أن آباءنا المسيحيين عاشوا هنا في أرض البحرين الطيبة وتركوا آثاراً روحية تقودنا لكي نتقرب إلى الله.

هل من نبذة عن جمعية "البيارق البيضاء"؟

- إنه ومنذ فجر التاريخ وبداية الكون، كان السلام الهدف والوسيلة ورسالة البشرية الأزلية التي تبني المجتمعات والحضارات وتجعلها متجددة وثرية بقدر ثراء آرائنا ومعتقداتنا وتنوعنا، وهو الذي يشكل الضمان الوحيد لاستمرار البشرية وانتصار المحبة والوئام بين كافة بني البشر وبناء مجتمع مزدهر يسوده التعاون والإخاء ونبذ الأنانية والتقوقع والتهاوي في بؤر الخلافات والعداوات والتقهقر والتراجع تحت ضربات الجهل والعنصرية ورفض الآخر.

وعلى ذلك، فإن مؤسسي الجمعية يؤكدون أن التمسك بالسلام وتعزيزه لا يمكن أن يتحقق دون وجود المجتمعات المدنية التي ترعاه وتعمل جاهدة في سبيل الوصول إليه وتعزيزه بكافة صوره وأشكاله عبر الأطر والقنوات القانونية المحلية والدولية.

وإيماناً بضرورة إيجاد وتبني الفكر الحقيقي والجاد في الحفاظ على الحقيقة التي فطرنا عليها، وهي أن الإنسان يكون داعماً لأخيه الإنسان في التسامح والعيش المشترك دون الرجوع إلى دينه وسنه ولونه وقدراته الجسمانية والعقلية وأصله أو فصله، فقد ارتأت الجمعية بأن تأخذ على عاتقها تحقيق الأهداف أدناه من منطلق إيمانها بكرامة الإنسان الأصيلة فيه وأهمية دور فئات المجتمع كافة في التنمية المستدامة وتحقيق رفاه الإنسان وازدهاره.

وتتضمن أهداف الجمعية:

1- نشر ثقافة السلام:

الأصل في الإنسانية السلام والمحبة وقبول الآخر، والأصل في الإنسانية ديمومة البشرية وحمل الأمانة لتسليمها لأجيال المستقبل، وإن نشر وتحقيق السلام يؤدي إلى تحقيق التنمية المستدامة ومبادئ العدل والقانون الدولي والمحلي وتعزيز العلاقات الودية وضمان كافة الحقوق الأساسية كحق التعليم والسكن والصحة والأمن والأمان.

ومن هذا المنطلق، تدعم الجمعية الدور الحكومي وغير الحكومي الموجود على الساحة لنشر السلام.

2- ترسيخ مبدأ الحوار:

تهدف الجمعية إلى ترسيخ مبدأ الحوار المستند إلى المعرفة والعدل والانفتاح والاحترام المتبادل ورفض الكراهية وإقصاء الآخر مع الاعتراف بدور الحوار الفعال والموضوعي في خلق مجتمع متكاتف حتى مع وجود الاختلاف في المعتقد والجنس واللون والرأي.

وتدعو الجمعية أصحاب كافة الديانات والحضارات والثقافات والمعتقدات إلى تفعيل مبدأ الحوار الذي يعد القاعدة والأداة الأساسية لترسيخ وحدة الإنسانية بما تتضمنه من تنوع واختلاف، وتتعهد الجمعية أن تتخذ كافة السبل لتهيئة مناخ الحوار القائم على التعاون الإيجابي البناء بين كافة بني البشر.

3- اعتماد مبدأ المساواة بين المرأة والرجل:

اعتماد مبدأ المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والكرامة الإنسانية والشراكة المتوازنة بالاستناد إلى مفهوم العدالة التي تعد الأساس المشترك لكل القيم الأخلاقية والأسس والمعتقدات بمختلف مصادرها وأطيافها، والعمل على نشر ثقافة المساواة بين المرأة والرجل من أجل مجتمع مزدهر وأسرة مستقرة دون إقصاء أو تهميش لأي فرد فيها، فالأمومة والتربية مسؤولية مشتركة بين المرأة والرجل بما يحقق السلام والطمأنينة داخل الأسرة ويحقق السلام في المجتمع بأكمله.

4- تجسيد التنوع:

يعد التنوع أحد أهم ركائز الطبيعة وإحدى مقوماتها الجوهرية وهو شرط لاستمرارية الحياة وتحقيق التوازن في الطبيعة والبيئة إذ تنعدم الحياة بدونه ويطمس مستقبل البشرية، وبالتالي يسيطر التحكم على البشر والفكر الواحد والرأي الواحد وتغدو الطبيعة بلون واحد يتم فيها إنكار الاختلاف وثراء الأفكار والرؤى وتنوعها.

من هنا، فإن التنوع في المجتمع يعد مصدر قوة للبشرية وعامل إثراء لها يساهم في خلق مجتمع متقدم، وبفضل التنوع يتحقق الإبداع والعيش الحر الكريم الذي يقوم على أساس احترام الآخر والتكاتف والاعتدال والحداثة بجميع أمور الحياة لينعم كافة الأفراد بالسلام والطمأنينة بغض النظر عن الجنس أو العمر أو القدرات الجسمية.

5- دعم التعايش والتسامح بين أطياف المجتمع:

وُجدنا للتعايش في وحدة متنوعة، ليس لإلغاء وإقصاء الآخر، فنحن نستطيع أن نُعمِر أرضنا معاً ونملأها بالخير والحب والسلام والأمان، ومسامحين بعضنا البعض ليس عن كبرياء، بل عن تواضع وتعاطف مقدمين بعضنا البعض في الكرامة، فنبني جسور الثقة بيننا، مجتهدين أن نحفظ وحدتنا برباط السلام، في بيئة متناغمة من التنوع الفكري والثقافي والديني الذي يقوم على أساس بناء المجتمع وتحقيق وحدته، وكل ذلك بهدف حماية مجتمعنا من أي تصدع بالتكاتف والتعاون وحفظ الكرامة، لأننا إخوة في الإنسانية، ولا يربطنا سوى التسامح والمحبة والعمل.

6- التنمية البشرية المستدامة والانتماء إلى المفهوم الكوني:

تعد التنمية البشرية المستدامة ضرورة إنسانية حتمية بمختلف مجالاتها البشرية والاقتصادية والاجتماعية والمؤسسية والبيئية والتكنولوجية لتلبية الاحتياجات والمتطلبات البشرية الحاضرة والمستقبلية، ولضمان مستقبل الأجيال القادمة، بما يكفل استمرارية عملية تطور الموارد البشرية والمادية والتي أساسها ضمان حقوق الإنسان واعتماد تطبيق واحترام مبادئ المساواة والعدالة وعدم التمييز، والتي تقوم على المفهوم العالمي للمبادئ الإنسانية المشتركة والمستندة إلى وحدة الهدف العالمي ووحدة المصير وتبادل الخبرات والتجارب بين بني البشر.

وتعمل الجمعية على تحقيق أهدافها العليا عبر الآليات الآتية:

1- عقد وتنظيم مؤتمرات وورش عمل وندوات ومختلف الفعاليات الاجتماعية والثقافية بهدف ترسيخ مبدأ السلام والتفاهم والعيش المشترك بين أطياف المجتمع وللتوعية بقيم التسامح ونشر ثقافة الحوار واحترام الآخر.

2- تعزيز ودعم التعاون الإقليمي والدولي لتحقيق وترسيخ قيم السلام والتنوع وقبول الآخر.

3- التنسيق مع مؤسسات حقوق الإنسان والجمعيات الاجتماعية في مملكة البحرين وفي العالم بما يساهم في إيجاد جيل مفكر وخلاق وقادر على المشاركة في تحقيق التنمية المستدامة.

4- توثيق أنشطة الجمعية بإصدارات دورية تبرز الجانب الإنساني والثقافي والاجتماعي لتحقيق السلام للوطن والعالم بأسره.

وتنقسم أنواع العضوية إلى:

1- عاملة.

2- انتساب.

3- شرف.

وتتضمن شروط العضوية:

أولًا: العضوية العاملة:

1- ألا يقل عمره عن ثمانية عشر عاماً وقت التقديم على العضوية.

2- ألا يكون قد حكم عليه في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة إلا إذا رد إليه اعتباره.

3- أن يوافق ويلتزم بالنظام الأساسي للجمعية ولوائحها الداخلية.

4- دفع الاشتراكات السنوية للجمعية.

5- في حال انتساب العضو إلى أي نشاط اجتماعي آخر عليه إخطار مجلس الإدارة بذلك وإلا يعتبر مخلاً بشروط الجمعية.

ثانياً: العضوية المنتسبة:

1- العضو الذي يطلب الانتساب إلى الجمعية ويوافق عليه مجلس الإدارة بثلثي أعضائه.

2- لا يحق له حضور الجمعية العمومية وانتخاباتها.

3- لا يحق له الترشح لعضوية مجلس الإدارة.

4- دفع الاشتراكات السنوية للجمعية.

ثالثاً: العضوية الشرفية:

هي العضوية التي قد تمنحها الجمعية للعضو الذي قدم خدمات جليلة مادية كانت أو معنوية وله حق حضور الاجتماعات ومناقشة أعمال الجمعية وبرنامجها السنوي دون أن يكون له الحق في التصويت أو الترشح لعضوية مجلس الإدارة كما لا يطلب منه دفع الاشتراكات الشهرية.

هل من كلمة أخيرة؟

- دائماً ما كنت أكرر في أحاديثي عن أهمية الحرية، ولكن بعد أحداث ما يسمى بـ"الربيع العربي" أدركت أن الأمن والأمان هما أقوى من الحرية، لأنهما هما من يجلبان الحرية، وليس العكس، فعندما تنعم الدولة بالأمن والأمان فهي تنعم باقتصاد قوي يقود إلى الرخاء، وفي هذا الصدد، لابد أن أوجه التحية والشكر والتقدير إلى جميع منتسبي قوة دفاع البحرين، والحرس الوطني، ووزارة الداخلية، على ما يبذلونه من جهود لحماية مملكة البحرين في الداخل والخارج.