لم يخبرني أحد أن المرض قد يكون رسالة..
حين تم تشخيصي بمرض السكري، لم يكن مجرد تقرير طبي ينتهي بتوقيع الطبيب. كان كأن الله أراد أن يوقظ في داخلي وعياً غائباً، ويمنحني فرصة لأعيد ترتيب أولوياتي، وأتأمل في ذاتي، وفي نعمة الصحة التي كنا نظنها دائمة.
السكري لم يكن تحدياً جسدياً فقط، بل كان درساً في الصبر، وفي التوازن، وفي معرفة النفس. كامرأة، كنت مطالبة دائماً أن أكون القوية، الحاضرة، المعطاءة، دون أن يحق لي التراجع أو التعب. لكن السكري علمني شيئاً مختلفاً: أن القوي هو من يعرف متى يتوقف، متى يطلب الدعم، ومتى يعترف بأنه إنسان.
رسالة لكل امرأة..
إلى كل امرأة تقرأ هذه السطور، أقول لك من القلب: لا تهملي نفسك. صحتك ليست عبئاً، ولا ضعفاً، بل هي أعظم أمانة بين يديك. لا تنتظري الألم حتى تستيقظي، ولا تؤجلي الراحة لأجل الجميع وتنسين نفسك. خذي وقتك لتفهمي جسدك، لتسمعي احتياجاته، ولتداوي أوجاعك قبل أن تكبر.
السكري جعلني أؤمن أن العناية بالنفس ليست أنانية، بل شجاعة. وأن الضعف لا يُنقص منّا شيئاً، بل يُظهر إنسانيتنا.
درسي الأهم؟
أن الله يبتلينا أحياناً ليُقرّبنا منه، ليُعيدنا لأنفسنا، لنُدرك أن الحياة ليست سباقاً، بل توازن. وأن الألم يمكن أن يكون بداية جديدة، مليئة بالنور، والرضا، واليقين.
نصيحتي لكِ:
عيشي كل يوم بوعي. لا تهملي فحصك، ولا تسكتي عن تعبك. تحدثي، استشيري، واطلبي المساعدة. لا تستصغري ألمك، ولا تؤجلي صحتك. فأنتِ تستحقين حياة صحية، كريمة، ومتزنة.
ليس ما يصيبنا عقوبة، بل قد يكون رحمة في ثوب ابتلاء.
* عضو جمعية السكري البحرينية