وليد صبري
شهد عام 2025 سلسلة من التحولات الجيوسياسية العميقة، شكّلت ملامح جديدة للمشهد الدولي، من تغييرات قيادية جذرية في القوى العظمى، إلى اندلاع مواجهات إقليمية غير مسبوقة، ومبادرات دبلوماسية مفاجئة غيّرت مسارات صراعات مستمرة منذ سنوات، في الوقت ذاته، شهد الشرق الأوسط خلال عام 2025 سلسلة من الأحداث المفصلية التي أعادت تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي والأمني في المنطقة، بين تصعيد الأزمات، ومحاولات التهدئة، وتحولات في موازين القوى، إلى جانب تطورات اقتصادية ودبلوماسية كان لها أثر مباشر على دول المنطقة ومستقبلها.
وكانت المنطقة ساحة للأحداث الساخنة خلال عام 2025، مع العديد من التطورات التي شهدتها المنطقة، والتي من أبرزها إعلان أول لوقف إطلاق النار في غزة في 15 يناير، والذي استمر لمدة شهرين، قبل إعلان أحمد الشرع رئيساً جديداً لسوريا في يناير، ثم استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة في مارس، ومن ثم تشكيل حكومة انتقالية في سوريا في مارس بعد 23 وزيراً، ثم ضربات أمريكية متعددة على مواقع المتمردين الحوثيين باليمن، خلال فترة من مارس إلى مايو رداً على الاعتداءات الإرهابية الحوثية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأتت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة قطر لترسّخ عمق العلاقات الخليجية الأمريكية مع توقيع اتفاقيات استثمارية ضخمة. وفي تطور غير مسبوق، اندلعت حرب بين إسرائيل وإيران في يونيو استمرت نحو 12 يوماً، ثم جاء الاعتداء الإيراني على قطر ليشكل منعطفاً آخر في السياسة الدولية، مع الإدانات العربية والدولية والتأكيد على أمن الدوحة.
وشهد شهر سبتمبر فرض العقوبات الأممية على إيران بعد فشل المفاوضات الأوروبية مع طهران. ثم جاء التوصل إلى اتفاق جديد ثانٍ لوقف إطلاق النار في غزة وعقد قمة شرم الشيخ للسلام في مصر في 13 أكتوبر بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتأكيد إنهاء الحرب في القطاع.
عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض
مطلع يناير 2025، عاد دونالد ترامب إلى منصب رئيس الولايات المتحدة، ليصبح الرئيس السابع والأربعين في تاريخ البلاد، مُعلناً عن حقبة جديدة تحت شعاره الشهير "أمريكا أولاً". وفور تولّيه الرئاسة، أصدر سلسلة أوامر تنفيذية انعكست على السياسة الداخلية والخارجية معاً، بدأت بفرض رسوم جمركية جديدة على شركاء تجاريين كبار مثل الصين والاتحاد الأوروبي، مما أشعل موجة جديدة من الحرب التجارية. كما أطلق حملة ترحيل جماعي للمهاجرين غير النظاميين، بذريعة "حماية الأمن القومي"، وهو القرار الذي قوبل بانتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان وبعض المحاكم الفيدرالية، التي اعتبرته تشريعاً يُقوّض المؤسسات الديمقراطية.
تحوّل ألمانيا.. فريدريش ميرتس مستشاراً بعد صعود اليمين
في فبراير 2025، شهدت ألمانيا انتخابات مبكرة للبوندستاغ في ظل تفكك حكومة الائتلاف الثلاثي السابقة. وحقّق الاتحاد المسيحي الديمقراطي (CDU) بقيادة فريدريش ميرتس فوزاً كبيراً، بينما سجّل حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) تقدماً غير مسبوق، خاصة في الولايات الشرقية.
وفي مايو، تم تشكيل حكومة ائتلافية واسعة جمعت المحافظين مع الديمقراطيين الأحرار، وانتُخب ميرتس مستشاراً جديداً لألمانياً. وتميّزت سياسته المبكرة بالتشدّد في ملفات الهجرة، وزيادة الإنفاق الدفاعي، وتبنّي موقف أكثر براغماتية تجاه روسيا.
الحرب الروسية الأوكرانية.. جهود حثيثة للتوصل للسلام
شكّلت عودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، نقطة انطلاق جهود جدية تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا التي انطلقت بعد الغزو الروسي للبلاد في فبراير 2022. وترافقت الجهود مع رضا ترامب عن نظيره الروسي فلاديمير بوتين تارة وسخطه عليه تارة أخرى، في سلوك اعتمده أيضاً مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وفي فبراير، وبخ ترامب ونائبه جيه دي فانس الرئيس الأوكراني مباشرة أمام الإعلام في البيت الأبيض، واتهماه بإهانة الولايات المتحدة.
وجرت محادثات مباشرة بين الروس والأوكرانيين في إسطنبول وقمة بين ترامب وبوتين في ألاسكا، غير أن كل ذلك لم يسفر عن أي تقدّم باتجاه السلام. وفيما يواصل الكرملين رفضه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ويحافظ على مطالبه بتنازل أوكرانيا عن أراضٍ يحتلها، أعلنت واشنطن في أكتوبر عقوبات على قطاع النفط الروسي.
وفي نهاية نوفمبر، أُجريت مفاوضات دولية بناء على خطة أمريكية، اعتبرت كييف وحلفاؤها أن النسخة الأولية منها منحازة لموسكو. لكن مفاوضات بين الأمريكيين والأوروبيين منتصف ديسمبر أحرزت تقدّماً، بحسب الطرفين.
وعلى الصعيد الميداني، يواصل الجيش الروسي تقدمه في الشرق، بعدما تمكن في مارس من صد القوات الأوكرانية بشكل كامل في منطقة كورسك الروسية الحدودية. وضاعفت موسكو ضرباتها على منشآت للطاقة وشبكة سكك حديد في أوكرانيا، بينما استهدفت كييف منشآت نفطية في روسيا.
تفاقم الأزمة في السودان
في السودان، استمر الصراع الدامي بين الجيش وقوات الدعم السريع طوال عام 2025، مع تصاعد حدة المعارك في دارفور والخرطوم. وفي أكتوبر، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور. وبحلول نهاية العام، تشرّد أكثر من 8 ملايين سوداني داخلياً وخارجياً، بينما واجهت وكالات الإغاثة صعوبات جمة في إيصال المساعدات بسبب القتال العشوائي وانهيار البنية التحتية. وقد وصفت الأمم المتحدة الحرب في السودان بـ"حرب الفظائع".
شرارة كشمير تهدّد جنوب آسيا
في أبريل 2025، أدّى هجوم مسلح في منطقة كشمير المتنازع عليها إلى مقتل عشرات الجنود الهنود، ما دفع الهند إلى شنّ عملية عسكرية داخل الأراضي الباكستانية في 7 مايو. ووصفت إسلام آباد التصعيد بأنه "إعلان حرب"، وردّت بحشدها العسكري على طول خط السيطرة. ورغم جهود الوساطة من الصين والولايات المتحدة، كادت المنطقة أن تندلع في حرب شاملة، خاصةً مع التلويح الضمني باستخدام أسلحة نووية. وانتهى التصعيد باتفاق هشّ على وقف إطلاق النار في يوليو، لكن التوترات ظلت كامنة.
حصاد جولة ترامب التاريخية في الخليج العربي.. تعهدات تريليونيـة وصفقات بمئات المليـارات
اختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته إلى ثلاث دول في الخليج العربي يوم الجمعة 16 مايو 2025، والتي امتدت لفترة 4 أيام، وأسفرت عن تعهدات بصفقات استثمارية تصل في مجموعها من الدول الثلاث إلى نحو 3.2 تريليون دولار -قد تصل إلى 3.6 تريليون- والمرتقب ضخها خلال السنوات المقبلة.
بدأ ترامب الجولة بزيارة السعودية، والتي عقد فيها لقاءً مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي ووقعت اتفاقيات بأكثر من 300 مليار دولار وحضر منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، كما زار مدينة الدرعية، وحضر القمة الأمريكية الخليجية، وعقد لقاءً مع الرئيس السوري أحمد الشرع. انتقل ترامب بعدها إلى قطر، حيث عقد جلسة مباحثات مع صاحب السمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، ثم شهد توقيع العديد من الصفقات التي فاقت 240 مليار دولار، وزار قاعدة العديد في قطر صباح الخميس. غادر ترامب الدوحة إلى الإمارات وعقد مباحثات مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وزار مسجد الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، وفي قصر الوطن بالعاصمة تم الإعلان عن صفقات تتجاوز 200 مليار دولار، وقبل مغادرته إلى واشنطن حضر ترامب منتدى أعمال إماراتي أمريكي، وزار بيت العائلة الإبراهيمية.
وتعهّدت السعودية بضخ 600 مليار دولار خلال فترة أربع سنوات في فرص شراكة مع الولايات المتحدة، بينما كشف البيت الأبيض عن التزام قطر بتعزيز التبادل الاقتصادي بقيمة 1.2 تريليون دولار، في حين أكدت الإمارات التزامها باستثمارات تبلغ قيمتها 1.4 تريليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة.
أول بابا أمريكي في تاريخ الفاتيكان
في مايو 2025، انتُخب الكاردينال الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست (ليو الرابع عشر) بابا للكنيسة الكاثوليكية، ليكون الأول من خارج أوروبا منذ القرن السادس عشر، والأول من الأمريكيتين. ويُعرف بريفوست بانفتاحه على القضايا الاجتماعية، وحرصه على الإصلاح الإداري داخل الكرسي الرسولي. وركزت رسالته الأولى على "الوحدة في زمن الانقسام"، داعياً إلى حوار بين الأديان وحماية المهاجرين والضعفاء.
رفع العقوبات عن سوريا.. انعطافة جيوسياسية كبرى
في مايو 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في الرياض رفع جميع العقوبات الأمريكية عن «الحكومة الانتقالية السورية»، مشيراً إلى أن نظام بشار الأسد قد سقط فعلياً في ديسمبر 2024 بعد سلسلة انتفاضات داخلية وتدخلات إقليمية. وفتح القرار الباب أمام استثمارات غربية وعربية ضخمة، في محاولة لإعادة إعمار ما دمّره أكثر من عقد من الحرب. واعتبر محللون القرار جزءاً من استراتيجية أمريكية جديدة لإعادة ترتيب التحالفات في المشرق العربي.
وفي نوفمبر، زار الشرع الولايات المتحدة، وكانت أول زيارة لرئيس سوري إلى واشنطن منذ استقلال سوريا عام 1946، حيث التقى بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض لمناقشة ملفات العلاقات الثنائية، العقوبات، وإعادة دمج سوريا في المجتمع الدولي.
تصعيد غير مسبوق.. تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران
في يونيو 2025، نفّذت إسرائيل سلسلة غارات جوية غير مسبوقة على مواقع عسكرية واستراتيجية داخل الأراضي الإيرانية، استمرت قرابة 12 يوماً، واستهدفت منشآت نووية وقواعد صواريخ في إصفهان وشيراز وأصفهان. وشاركت الولايات المتحدة بشكل مباشر في بعض الضربات، مستندة إلى «تحالف دفاعي طارئ» ضد «التهديد النووي الإيراني». ولم يعلن عن الخسائر بدقة، لكن المصادر الإيرانية تحدثت عن تدمير جزئي لمنشأة نطنز، بينما أكدت طهران أنها ستردّ «في الوقت والمكان المناسبين».
وأعلنت إيران مقتل عدد من كبار القادة وعلماء نوويين في قصف إسرائيلي، استهدف منشآت نووية إيرانية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين لمنع طهران من تطوير سلاح نووي.
بدورها ردت إيران على الهجوم الإسرائيلي وسط توسع رقعة العمليات العسكرية من الطرفين وارتفاع غير مسبوق في عدد الضحايا، في صراع هدد الاستقرار الإقليمي وأثار قلقاً دولياً متزايداً.
إدانات عربية ودولية للاعتداء الإيراني على قطر
أدانت دول عربية وغربية الهجوم الإيراني على قطر. وأدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية «بأشد عبارات الإدانة والاستنكار» الهجوم الصاروخي الذي قامت به إيران ضد أراضي دولة قطر.
وأكد بيان للأمين العام للمجلس جاسم محمد البديوي أن «هذا الاعتداء يُعد انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر، ومساساً مباشراً بأمن دول المجلس كافة». واعتبر البيان الهجوم الإيراني «خرقاً لجميع الأعراف والمعاهدات والقوانين الدولية والأممية».
لبنان في 2025.. حكومة جديدة ونزع سلاح «حزب الله» يتصدّران المشهد
دخل لبنان عام 2025 مثقلاً بالأزمات، ورغم تقدّمه خطوة إلى الأمام تحت ضغط الوقائع، ظلّت حركته مقيّدة بانهيار اقتصادي ومالي لم تُعالَج جذوره بعد، وباستقرار أمني هش بقي رهينة الاستهدافات الإسرائيلية التي لم تتوقف.
وبين تشكيل حكومة جديدة بعد مخاض طويل، واستحقاقات سياسية وإدارية طال انتظارها، وقرارات مالية أعادت إشعال الجدل حول مصير الودائع والقطاع المصرفي، عاش لبنان على وقع محطات داخلية حساسة، ترافقت مع تداعيات حرب لم تنتهِ فصولها بالكامل.
في بداية العام، أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قائد الجيش اللبناني جوزيف عون رئيساً للبلاد. وفي 8 فبراير 2025، تمّ تشكيل حكومة جديدة من 24 وزيراً برئاسة نواف سلام، بعد مشاورات سياسية استمرت أكثر من ثلاثة أسابيع مع القوى والأحزاب الممثَّلة في البلاد. وجاءت الولادة الحكومية نتيجة مسار تفاوضي معقّد، واجه خلاله سلام عقبات متعددة قبل التوصل إلى الصيغة النهائية للتشكيلة.
وفي أولى مواقفه بعد التشكيل، حدّد سلام أولويات حكومته ببناء دولة القانون والمؤسسات، وإطلاق مسار إصلاحي يواكب جهود الإنقاذ الاقتصادي.
وأكد أن الحكومة ستباشر تنفيذ إصلاحات تتيح للبنان الاقتراب من استحقاقات إعادة الإعمار وجذب الاستثمارات، إلى جانب التزام تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 واتفاق وقف إطلاق النار.
وألقت قضية نزع سلاح «حزب الله» بظلالها على المشهد اللبناني، وشهدت الساحة اللبنانية تصعيداً دبلوماسياً أمريكياً غير مسبوق، بعد أن مارست واشنطن ضغوطاً على السلطات اللبنانية لنزع سلاح «حزب الله»، في رسالة تحمل إما الانخراط في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل، أو مواجهة احتمالات تصعيد عسكري قد يقود إلى حرب شاملة.
قمة ألاسكا التاريخية.. ترامب وبوتين يبحثان إنهاء الحرب الأوكرانية
في 15 أغطس 2025، انعقدت قمة استثنائية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا، في سابقة جغرافية نادرة. وتركّزت المباحثات على مستقبل الصراع في أوكرانيا، الذي دخل عامه الرابع دون تسوية واضحة. وأعلن الطرفان أن اللقاء "كان بنّاءً ومثمراً"، واتفقا على إطلاق مسار دبلوماسي جديد يهدف إلى التوصّل إلى تسوية سياسية تُنهي الحرب، مع تلميحات إلى احتمال تجميد خطوط التماس الحالية مقابل ضمانات أمنية متبادلة. وقد أثارت القمة انقساماً واسعاً في أوروبا، إذ رحّب البعض بها كفرصة للسلام، بينما اعتبر آخرون أن واشنطن تتخلى عن حليفتها كييف.
إدانات دولية للاعتداء الإسرائيلي على قطر
في سبتمبر، وسعت إسرائيل نطاق عملياتها لتصل إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث استهدفت غارات محدودة على مقرات تابعة لقيادة حماس. وقد أدانت الدوحة الهجوم بشدة، ووصفته بأنه "اعتداء على سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة".
العرض العسكري الصيني الأضخم في التاريخ الحديث
في سبتمبر، وسعت إسرائيل نطاق عملياتها لتصل إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث استهدفت غارات محدودة على مقرات تابعة لقيادة حماس. وقد أدانت الدوحة الهجوم بشدة، ووصفته بأنه «اعتداء على سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة».
في 3 سبتمبر 2025، نظمت جمهورية الصين الشعبية عرضاً عسكرياً ضخماً في ساحة تيان ببكين، بمناسبة الذكرى السنوية الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية والانتصار على اليابان. ووصفه مراقبون بأنه الأكبر في تاريخ البلاد من حيث الحشد والعتاد، إذ شمل صواريخ باليستية عابرة للقارات، وطائرات مقاتلة من الجيل السادس، وأنظمة دفاع جوي متطورة. وحضر العرض رؤساء وقادة من أكثر من ثلاثين دولة، في رسالة صينية واضحة حول صعودها كقوة عسكرية عالمية لا يمكن تجاهلها.
انعقاد مؤتمر شرم الشيخ بحضور جلالة الملك المعظم والرئيس الأمريكي
انعقدت قمة شرم الشيخ للسلام في مصر بحضور حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومشاركة أكثر من 20 دولة، لمناقشة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتعزيز السلام الإقليمي. وأكدت وثيقة شرم الشيخ، الالتزام بتحقيق رؤية شاملة للسلام في الشرق الأوسط، كما رحبت الوثيقة بإقامة ترتيبات سلام شاملة ومستدامة في غزة. ووقع على وثيقة شرم الشيخ في «قمة السلام» كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ودعت الوثيقة الموقعة في شرم الشيخ : « إلى التسامح والاحترام وتكافؤ الفرص لكل فرد، مع ضمان أن تكون المنطقة مكانا يمكن للجميع أن يطمح فيه إلى السلام والأمن والازدهار الاقتصادي، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الأصل العرقي». وأكد الموقعون على الوثيقة سعيهم «لتحقيق رؤية شاملة للسلام والأمن والازدهار المشترك في المنطقة، استنادا إلى مبادئ الاحترام المتبادل والمصير المشترك».
سنايي تاكايتشي.. أول رئيسة وزراء لليابان
في أكتوبر، أصبحت سنايي تاكايتشي أول امرأة تتولّى منصب رئيسة الوزراء في اليابان، بعد فوز حزب الليبراليين الديمقراطيين في انتخابات برلمانية مبكرة. وتميّزت خطاباتها باتجاه يميني واضح، تجاهلت فيه سياسات «الانفتاح» التي اتبعها سلفها، وركّزت على تعزيز الهوية الوطنية، وزيادة الإنفاق العسكري، وتبني موقف أكثر صرامة تجاه الصين وكوريا الشمالية. ويشير محللون إلى أن رئاستها قد تمثّل بداية عصر جديد من السياسة اليابانية المحافظة.
في أكتوبر 2025، وبعد أكثر من عامين من الحرب المدمرة التي خلّفت دماراً هائلاً في قطاع غزة، تم التوصل إلى هدنة شاملة برعاية أمريكية مباشرة. وعرف الاتفاق باسم «خطة ترامب للتسوية»، وشمل تبادلاً واسعاً للأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين «أحياء وأموات»، وفتح معابر إنسانية دائمة، وضخّ مساعدات إغاثية طارئة. ومع ذلك، انتقد مراقبون دوليون الخطة لكونها «دون الحد الأدنى من المتطلبات الإنسانية»، خاصةً في ظل استمرار الحصار الجزئي وتفشي الأوبئة في القطاع المحاصر.
وقف إطلاق النار في غزة.. صفقة ترامب تدخل حيز التنفيذ
في أكتوبر 2025، وبعد أكثر من عامين من الحرب المدمرة التي خلّفت دماراً هائلاً في قطاع غزة، تم التوصل إلى هدنة شاملة برعاية أمريكية مباشرة. وعرف الاتفاق باسم "خطة ترامب للتسوية"، وشمل تبادلاً واسعاً للأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين "أحياء وأموات"، وفتح معابر إنسانية دائمة، وضخّ مساعدات إغاثية طارئة. ومع ذلك، انتقد مراقبون دوليون الخطة لكونها "دون الحد الأدنى من المتطلبات الإنسانية"، خاصةً في ظل استمرار الحصار الجزئي وتفشي الأوبئة في القطاع المحاصر.
مجلس الأمن يصوت لصالح مبادرة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء المغربية
اعتمد مجلس الأمن الدولي، قراراً بشأن خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، مع تجديد مهمة حفظ السلام لمدة عام واحد.
«يونيسف»: 2025 الأسوأ لملايين الأطفال بسبب الجوع والحروب
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» أن الجوع والحروب والأمراض شكلت حياة ملايين الأطفال خلال عام 2025، وفق ما نشرت «وكالة الأنباء الألمانية».
وأوضحت المنظمة في تقريرها السنوي لعام 2025 أن أطفالاً في مناطق النزاعات مثل أوكرانيا والسودان يواجهون يومياً خطر الموت.
وقال المدير التنفيذي لـ«يونيسف» في ألمانيا، كريستيان شنايدر، الذي زار الشهر الماضي عائلات في أوكرانيا: «الأطفال في مناطق الحرب بعيدون تماماً عن طفولة تستحق هذا الاسم».
وأضاف: «الخوف يسيطر على حياتهم ليلاً ونهاراً، وكثير منهم يعاني من الاكتئاب واضطرابات النوم وتأخر النمو». كما أشار إلى أن المدارس وأماكن اللعب في أوكرانيا تتعرض للقصف.
اعتمد مجلس الأمن الدولي، قراراً بشأن خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، مع تجديد مهمة حفظ السلام لمدة عام واحد.
"القمة الخليجية" في البحرين.. ترسيخ لوحدة الصف الخليجي
جاء البيان الختامي للقمة الخليجية التي عقدت في مملكة البحرين برئاسة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، محمّلاً برسائل عديدة تعكس توجهاً خليجياً أكثر صراحة نحو تعزيز الأمن المشترك، والدفع باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية، والعمل على إطفاء الحروب في العالم العربي عبر دعم المسارات السياسية، ورفض التدخلات الخارجية.
إلى جانب هذا المسار السياسي، برزت خطوات تكاملية لافتة داخل البيت الخليجي من خلال إنشاء هيئة طيران مدني خليجية، واعتماد منصة صناعية موحدة، ما يشير إلى رغبة الدول الأعضاء في مأسسة التعاون الاقتصادي، والارتقاء به إلى مستوى أشمل.
البيان، الذي امتد إلى 162 بنداً، أكد منذ بدايته أن أمن دول المجلس «كل لا يتجزأ»، وأن أي تهديد يستهدف إحداها يُعدّ تهديداً للجميع، مستنداً إلى النظام الأساسي للمجلس، واتفاقية الدفاع المشترك.
كما شدد على التنفيذ الدقيق والمستمر لرؤية خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لتعزيز العمل الخليجي المشترك، بما يشمل استكمال المنظومتين الدفاعية، والأمنية، وتوحيد المواقف السياسية، وبناء شراكات دولية واسعة، مع تكليف الهيئات المختصة بوضع جدول زمني واضح لاستكمال التنفيذ.
وفي محور «العمل الخليجي المشترك»، أشار البيان إلى استمرار المشاورات حول الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وتكليف المجلس الوزاري، والهيئة المتخصصة باستكمال الإجراءات اللازمة.
إيران في 2025.. ضغوط داخلية وخارجية ونفوذ إقليمي منحسر
تستعد إيران لدخول العام الجديد 2026، وقد تغيّر المشهد الإقليمي تماماً عما كان عليه في السابق. المفاوضات بشأن ملفها النووي مجمّدة حتى إشعار آخر، بعد الضربات الإسرائيلية والأمريكية التي تلقتها والتي أفقدتها الكثير من النفوذ في المنطقة، خاصة مع تراجع دور الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة لاسيما «حزب الله» في لبنان.
ولا يختلف المشهد الخارجي عن الوضع الداخلي كثيراً. ومع نهاية العام اتسعت الاحتجاجات في إيران، مع انتقالها من الأسواق التجارية في طهران إلى جامعات ومدن أخرى، في وقت تزامن فيه الحراك مع إجراءات أمنية وتحذيرات رسمية، وخطوات حكومية اقتصادية طارئة وإعلانات عن تعطيل مؤسسات عامة.
وبينما دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى الإنصات للمحتجين عبر الحوار، حذّر رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف من محاولات استغلال التطورات، وسط تفاعلات داخلية وخارجية رافقت أحدث موجة من الاحتجاجات، عكست حساسية المرحلة التي تمر بها البلاد.
تصعيد الحرب التجارية بين أمريكا والصين
مع إسدال الستار على عام 2025، يتضح أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تجاوزت بكثير كونها نزاعاً حول الرسوم الجمركية أو فائض الميزان التجاري. لتتحول إلى صراع طويل الأمد على إعادة هندسة النظام الاقتصادي العالمي. فقد مثَّل هذا العام محطة مفصلية رسَّخت انتقال المواجهة من أدوات تقليدية إلى سباق شامل يشمل التكنولوجيا، وسلاسل الإمداد، والمعايير الدولية، والتحالفات الجيوسياسية.
وعلى امتداد أشهر عامٍ اتسم بالتقلبات، حافظ الطرفان على نهج «التصعيد المحسوب»، بحيث ارتفعت وتيرة الإجراءات من دون الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة. وسط إدراك متبادل بأن كلفة الانفصال الاقتصادي الكامل ستكون باهظة على الاقتصاد العالمي برمته.