ظلت البحرين لعقود طويلة تسمى بأم المليون نخلة لما اشتهرت به من مياه عذبة وعناية فائقة بالنخيل والأشجار ما جعلها واحة في مياه الخليج، لكن يبدو أن كل ذلك صار من الماضي، حيث شارفت المياه الجوفية على الجفاف، وتقلصت المساحات الخضراء لأدنى مستوياتها منذ سنوات، أما الأسماك فتراجعت كمياتها الهائلة ولم تجد محاولات الاستزراع السمكي لأن المسؤول لا يهتم والإنتاج في تراجع إن لم يكن متوقفاً في الأساس.

بتلك العبارات تتحدث مجموعة من موظفي قطاع الزراعة بوزارة البلديات حول معاناتهم مع إدارة القطاع وهي معاناة موثقة في تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية كل عام، متحدثين عن تجاوزات إدارية واسعة النطاق.

وأوضحوا أن "قطاع الزراعة له دوام حكومي خاص يختلف عن ساعات العمل المحددة من قبل ديوان الخدمة المدنية وذلك بعد الدوام الحكومي المعتمد، حيث يبدأ دوام المسؤول التنفيذي عن القطاع ومجموعة من المستشارين في ساعة متأخرة على مشارف انتهاء الدوام الحكومي الاعتيادي ويستمر حتى المساء، وهو ما أفقد إدارة هذا القطاع التواصل مع باقي أقسام وإدارات شؤون الزراعة".

ولفتوا إلى أن هناك حالات هروب جماعية للكفاءات الوطنية وسط استهتار أحد المسؤولين، حيث يعمل حالياً في قطاع الزراعة والثروة البحرية أكثر من 600 موظف ما تزال إنتاجيتهم محدودة.