حضر المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ممثلاً بمديرته الدكتورة شادية طوقان، مؤتمر التنسيق المعني بحماية التراث الثقافي في مناطق النزاع في العراق، والذي نظم لمدة يومين نهاية فبراير الماضي في مقر اليونسكو في باريس، بالإضافة لورشة عمل خاصة بإعادة إعمار مدينة حلب القديمة السورية في مقر اليونسكو في بيروت.
فبخصوص مؤتمر باريس فقد خلص إلى وضع خطة عمل طارئة على الأجلين المتوسط والبعيد من أجل الحفاظ على مواقع البلد الأثرية التي تعود لآلاف السنين وما فيها من غنى وتنوع، بالإضافة إلى المتاحف والتراث الديني والمدن التاريخية. واتفق مسؤولون من الحكومة العراقية وحوالي 80 عالم آثار جاؤوا من جميع أنحاء العالم للمشاركة بالاجتماع على إنشاء لجنة توجيهية مشتركة بين اليونسكو والعراق تتمثل مهامها في تنسيق ودعم المبادرات العديدة على الصعيدين الوطني والدولي لإعادة ترميم التراث الثقافي في العراق.
وأشارت الدكتورة طوقان إلى "أهمية تواجد المركز الإقليمي في كافة النشاط الذي يقام في اليونسكو بهدف حماية التراث الإنساني العالمي المتواجد في العالم العربي"، مؤكدة أن ذلك "ينصب في صلب اهتمامات واستراتيجية المركز الإقليمي الذي يسعى للحفاظ على الموروث الإنساني لمنطقتنا ويعمل منذ إنشائه وبإشراف مباشر من رئيسة مجلس إدارته معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على أن يبقى متواصلاً مع مسؤولي التراث المادي في كافة الدول العربية، وبالأخص المهددة بالخطر".
والجدير بالذكر أن جلسة اجتماع ممثلي الدول الأعضاء لدى اليونسكو تضمنت بنداً يهدف إلى حشد الدعم وجمع التمويل اللازم من أجل تنفيذ أولويات الحماية الاستراتيجية والتي جرى تحديدها خلال الاجتماع. كما اعتبرت الإجراءات التي تم وضعها طارئة لا سيما ما يعنى منها بالحاجة إلى تقييم شامل للدمار وحماية وتسييج المواقع المعرضة للخطر.
هذا وتضمنت ورشة العمل التي أقيمت في بيروت، والتي جمعت القطاع العام والخاص وعدداً من الأكاديميين والخبراء السوريين، والذين تباحثوا في مقر مكتب اليونيسكو سبل إعادة إعمار مدينة حلب القديمة، والمسجلة على قائمة التراث الإنساني المهدد بالخطر، بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة، والتي أثرت على نسيجها العمراني القديم. واستطاع المركز خلال حضوره أن يثري ورشة العمل عبر استعداده لتقديم الدعم الفني اللازم للخبراء العاملين على الحفاظ على مدينة حلب القديمة.