ينطلق بمقر جامعة الخليج العربي بالمنامة أعمال المؤتمر الدولي الأول "للوقاية المتكاملة لنخيل التمر" منتصف مارس الجاري، الذي تنظمه المنظمة الدولية للمكافحة الحيوية والوقاية المتكاملة (IOBC-WPRS) بالاشتراك مع جامعة الخليج العربي، والمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، وسط مشاركة دولية وعربية واسعة.
وقال رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر ورئيس قسم علوم الحياة بجامعة الخليج العربي الدكتور عبدالعزيز محمد عبدالكريم إن هذا المؤتمر الذي يرعاه رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد عبدالرحمن العوهلي يعتبر ثمرة تعاون للعديد من الجهات الدولية والوطنية، حيث يعقد بشراكة استراتيجية مع "تمكين"، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP، وبدعم من شركة الخليج للبتروكيماويات GPIC.
يهدف المؤتمر إلى التوصل إلى أحدث الوسائل العلمية الحديثة للوقاية المتكاملة لنخيل التمور، وسوف يناقش المؤتمر العديد من المحاور التي ستتناول أنواع آفات النخيل، وطرق المكافحة المختلفة لآفات النخيل بالتقنيات الزراعية والحيوية والكيميائية. بالإضافة إلى مناقشة إستراتجيات الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات، وبدائل المبيدات الكيميائية والتي منها ميثال البرومايد المستخدم في مكافحة آفات التمور المخزونة، والتقنيات الحيوية واستخداماتها في مجال مكافحة الآفات. بالإضافة إلى الاستفادة من تقنيات الاستشعار عن بعد في تحديد ورصد مناطق انتشار آفات النخيل.
إلى ذلك، يشارك في المؤتمر نخبة من المتحدثين حيث يقدم الكلمات الافتتاحية للمؤتمر الأستاذ الدكتور ديفيد هوغ من جامعة وسكنسن-ماديسون (UW-Madison) في الولايات المتحدة الأمريكية، والأستاذ الدكتور عبدالرحمن فرج الله من جامعة البترجي في جدة بالمملكة العربية السعودية.
وستفتتح الجلسات العلمية بأوراق للدكتور خوسيه فاليريو من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة FAO، والأستاذ الدكتور لويس لوبيز من جامعة إلكنتيه في إسبانيا، إلى جانب الأستاذ الدكتور محمد بصري من جامعة محمد الخامس في المغرب.
وأوضح رئيس المؤتمر الدكتور عبدالعزيز محمد عبدالكريم أنه إلى جانب هؤلاء يشارك في المؤتمر نحو 70 مشاركاً من خارج البحرين، كما يستعرض المؤتمر 56 ورقة علمية، يقدمها مشاركون من دول مجلس التعاون الخليجي، والأردن، وفلسطين، ومصر، والسودان، وتونس، والجزائر، والمغرب، وباكستان. بالاضافة إلى الهند، اسبانيا، الولايات المتحدة الامريكية.
وقدم الدكتور عبدالعزيز لمحة حول آفات النخيل المختلفة التي سيتناولها المؤتمر ومنها مرض البيوض وهو واحد من الأمراض الفطرية التي تنتقل عن طريق التربة إلى النخيل وتسبب في إعدام ملايين النخيل في دول المغرب العربي، وهو من أخطر الأمراض الذي يهدد النخيل.
كما بين أن حشرة سوسة النخيل الحمراء تعد من أخطر الآفات الحشرية لنخيل التمر والتي تكمن خطورتها في صعوبة اكتشافها في مراحلها الأولى مما أدى إلى إعدام مئات الآلاف من النخيل في الوطن العربي.
وفي سياق متصل، يعكف فريق من الباحثين بجامعة الخليج العربي على إيجاد الوسائل المساعدة في مكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء، لما يشكله هذا الموضوع من أهمية محلية ودولية. ومن الجهود التي تعمل عليها جامعة الخليج العربي الاستعانة بتقنية الاستشعار عن بعد في رصد مناطق إنتشار الاصابة بحشرة سوسة النخيل الحمراء وتحديد النخيل المصاب.
وتعد جامعة الخليج العربي دراسة أخرى حول العلاقة بين الكائنات الحيوية الدقيقة المتعايشة في حشرة سوسة النخيل الحمراء بهدف الحد من فاعليتها، من خلال تحديد البكتيريا المساعدة في هضم السكريات المعقدة من ألياف النخيل والتي تعتبر مصدر الغذاء الرئيس للسوسة.
ويقوم بتنفيذ هذه المشاريع البحثية كل من الأستاذ الدكتور عبدالرزاق بناري بقسم الجيومعلوماتية، والدكتور عبدالعزيز عبدالكريم الأستاذ المشارك بقسم علوم الحياة، بالإضافة إلى باحثين آخرين بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي.
إلى ذلك يعتبر هذا المؤتمر باكورة أعمال فريق عمل الوقاية المتكاملة لنخيل التمر ضمن المنسقين الدوليين لبرامج وقاية المحاصيل البستانية والحقلية بالمنظمة الدولية للمكافحة الحيوية.
ويهدف فريق عمل الوقاية المتكاملة لنخيل التمر إلى تعزيز البحث العلمي والتطوير التقني وتدريب الباحثين والأخصائيين، والفنيين، والمهتمين من القطاع الخاص في أنشطة نظم الإدارة المتكاملة للآفات، والمكافحة الحيوية في بساتين النخيل وبيوت التعبئة والتخزين.
وبهذه المناسبة تقدم رئيس المؤتمر الدكتور عبدالعزيز عبدالكريم بالشكر والعرفان إلى رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي على استضافة المؤتمر والأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي الشيخة مرام آل خليفة على اشتراك المبادرة في التنظيم للمؤتمر، بالإضافة إلى الشريك الاستراتيجي تمكين، وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وكذلك جميع من شارك في الإعداد للمؤتمر.