أكد رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد العوهلي أن الوقاية المتكاملة لنخيل التمر تعد حاجة أساسية في عصرنا الراهن لما يواجه العالم من تهديدات ومخاطر، ناتجة عن عدة عواملة منها التغيرات الاقتصادية والمناخية، موضحاً أن نخيل التمر يعد قاعدة اقتصادية صلبة لدول مجلس التعاون الخليجي حيث تحوز مختلف دول العالم على 100 مليون نخلة تمر، يشكل نصيب العالم العربي منها 75% فيما يمثل نصيب دول الخليج وحدها 40% من مجمل نخيل العالم وتنتج دول الخليج 40% من مجمل إنتاج التمور العالمي.ولفت إلى أن أهمية نخيل التمور لا تنحصر في قيمتها الغذائية فحسب انما كذلك لما يعول عليها كمصدر مستقبلي لإنتاج الوقود الحيوي.جاء ذلك لدى رعاية رئيس جامعة الخليج العربي حفل افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الأول "للوقاية المتكاملة لنخيل التمر" الذي تنظمه المنظمة الدولية للمكافحة الحيوية والوقاية المتكاملة (IOBC-WPRS) بالاشتراك مع جامعة الخليج العربي، والمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، وسط مشاركة دولية وعربية واسعة، إذ يعتبر المؤتمر ثمرة تعاون العديد من الجهات الدولية والوطنية، حيث يعقد بشراكة استراتيجية مع تمكين، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP، وبدعم من شركة الخليج للبتروكيماويات GPIC.وأشار إلى أن تمور النخيل تشكل مصدراً رئيساً من نظام الأمن الغذائي، حيث تحتوي التمور على كم وفير من المعادن وتحوز على ما يكفي من السعرات الحرارية اليومية للإنسان، وتعتبر التمور والألبان حصيلة غذائية متكاملة للإنسان، وهي ما يجعل منها مصدراً للاستدامة والأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي، كما يجعلها خطاً دفاعياً قوياً لمناطق المجاعة المنكوبة لما تحتويه من حصيلة غذائية غنية.ولفت إلى أننا نعيش في عصر العولمة انسياباً للسلع والخدمات، وهو ما يتسبب في تزايد الآفات المهاجرة الوافدة بواسطة السلع المنتقلة من بلد إلى آخر، وتعتبر دول الخليج منطقة اقتصادية نابعة بالحياة تستقبل عدداً وفيراً من السلع والبضائع الوافدة من مختلف دول العالم وهو ما يجعلها من الدول المعرضة لخطورة انتقال الآفات المختلفة المهددة للقطاع الزراعي بشكل عام وأشجار نخيل التمور بشكل خاص، لذا فإن كل هذه العوامل تجعل من موضوع هذا المؤتمر غاية استراتيجية هامة لدول الخليج العربي.إلى ذلك، يهدف المؤتمر إلى التوصل إلى أحدث الوسائل العلمية الحديثة للوقاية المتكاملة لنخيل التمور، عبر العديد من المحاور التي ستتناول أنواع آفات النخيل، وطرق المكافحة المختلفة لآفات النخيل بالتقنيات الزراعية والحيوية والكيميائية. بالإضافة إلى مناقشة استراتيجيات الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات، وبدائل المبيدات الكيميائية والتي منها ميثال البرومايد المستخدم في مكافحة آفات التمور المخزونة، والتقنيات الحيوية واستخداماتها في مجال مكافحة الآفات. بالإضافة إلى الاستفادة من تقنيات الاستشعار عن بعد في تحديد ورصد مناطق انتشار آفات النخيل.ويجمع المؤتمر نخبة من المتحدثين حيث يقدم الكلمات الافتتاحية للمؤتمر الأستاذ الدكتور ديفيد هوغ من جامعة وسكنسن-ماديسون (UW-Madison) في الولايات المتحدة الأمريكية، والأستاذ الدكتور عبدالرحمن فرج الله من جامعة البترجي في جدة بالمملكة العربية السعودية.وستفتتح الجلسات العلمية بأوراق للدكتور خوسيه فاليريو من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة FAO، والأستاذ الدكتور لويس لوبيز من جامعة إلكنتيه في إسبانيا، إلى جانب الأستاذ الدكتور محمد بصري من جامعة محمد الخامس في المغرب.وكشف رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر الدكتور عبدالعزيز محمد عبدالكريم أن 70 مشاركاً من خارج البحرين، يشاركون في استعراض 56 ورقة علمية، يقدمها علماء متخصصون من دول مجلس التعاون الخليجي، والأردن، وفلسطين، ومصر، والسودان، وتونس، والجزائر، والمغرب، وباكستان. بالإضافة إلى الهند، اسبانيا، الولايات المتحدة الامريكية.وقال المتحدث الرئيس في المؤتمر أستاذ علوم الأحياء في جامعة البترجي في المملكة العربية السعودية الأستاذ الدكتور عبدالرحمن فرج الله إن حماية نخيل التمور تشكل حماية لموروث حضاري للدول العربية فالنخلة متصلة بالاقتصاد والثقافة والمكون الاجتماعي، كما تشكل قيمة جمالية للمجتمع.موضحاً أن ارتفاع كلفة زراعة النخيل، وتراجع محصوله، بات يشكل تهديداً مغرياً لأصحاب الأراضي الزراعية للتحول إلى الاستثمار في القطاع العمراني وهو ما يهدد هذا الموروث الغني. داعياً للحفاظ على صحة شجر نخيل التمر عبر التركيز على أبحاث العلوم الجينية لوقاية النخيل، وتطوير المعامل المتخصصة عند المداخل الحدودية للكشف عن الأشجار المريضة التي تحمل آفات وافدة مما يعتبر من أكبر المخاطر التي تواجه أشجار نخيل التمر.واستعرض المشرف العام على وحدة الآفات وأمراض النبات بجامعة الملك فيصل بالمملكة العربية السعودية الدكتور خالد عبدالله الهديب طرق مكافحة آفات النخيل المختلفة ومنها مرض البيوض وهو واحد من الأمراض الفطرية التي تنتقل عن طريق التربة إلى النخيل وتسببت في إعدام ملايين النخيل في دول المغرب العربي، وهو من أخطر الامراض التي تهدد النخيل. كما حشرة سوسة النخيل الحمراء التي تعد من أخطر الآفات الحشرية لنخيل التمر والتي تكمن خطورتها في صعوبة اكتشافها في مراحلها الأولى مما أدى إلى إعدام مئات الآلاف من النخيل في الوطن العربي.من جانبه، عرض الفريق البحثي في جامعة الخليج العربي جهوده في إيجاد الوسائل المساعدة على مكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء، عبر توظيف تقنية الاستشعار عن بعد في رصد مناطق انتشار الإصابة بحشرة سوسة النخيل الحمراء وتحديد النخيل المصاب.وتعد جامعة الخليج العربي دراسة أخرى حول العلاقة بين الكائنات الحيوية الدقيقة المتعايشة في حشرة سوسة النخيل الحمراء بهدف الحد من فاعليتها، من خلال تحديد البكتيريا المساعدة في هضم السكريات المعقدة من ألياف النخيل والتي تعتبر مصدر الغذاء الرئيس للسوسة.