دعا المؤتمر الدولي الـ27 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، الذي أقيم في القاهرة تحت عنوان "دور القادة وصانعي القرار في نشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب والتحديات"، برعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى أن يقوم العلماء المتخصصون بتصحيح المفاهيم الخاطئة والفهم الخاطئ للآيات والأحاديث التي يستخدمها الإرهابيون في تبرير التطرف والإرهاب أو التنظير لهما، بما يكشف المفهوم الصحيح لها.
وشارك نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة الأحد في اختتام أعمال المؤتمر، حيث أوصى المؤتمر بضرورة "التحول من ردّ الفعل إلى الفعل، والعمل على نشر ثقافة السلام من خلال برامج تعايش إنساني على أرض الواقع على مستوى كل دولة على حِدَة وعلى المستوى الإنساني والدولي".
وأكد ضرورة "التركيز على المشتركات الإنسانية والقواسم المشتركة بين الأديان في الخطاب الديني والثقافي والتربوي والإعلامي، وسن القوانين التي تُجَرّم التمييز على أساس الدين أو اللون أو العرق".
ودعا البيان الختامي للمؤتمر إلى العمل على ترسيخ أسس المواطنة المتكافئة في الحقوق والواجبات على أرضية إنسانية ووطنية مشتركة، وتعميق الانتماء الوطني لدى أبناء الوطن جميعاً، وترقية الشعور الإنساني وترسيخ أسس التعايش السلمي بين الناس جميعاً، منبهاً إلى ضرورة الإيمان بالتنوع واحترام المختلف في الدين أو اللون أو الجنس، والعمل معاً لصالح الأوطان والإنسان.
ولفت البيان إلى أهمية الاستفادة من جميع وسائل التوعية والتثقيف والإعلام المتاحة كالمساجد، المدارس، الجامعات، مراكز الشباب، قصور الثقافة، وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وجميع وسائل التواصل العصرية والفضاء الإلكتروني، لنشر ثقافة السلام ومواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
وأشار البيان إلى ضرورة كسر الحاجز النفسي في التعامل مع المختلف عبر التواصل المستمر بين علماء الدين والمثقفين ورجال السياسة والإعلام، وكذلك التواصل بين أصحاب الديانات المختلفة على كافة المستويات.
وأوصى بتبادل الخبرات والمعلومات والإحصاءات التي قام بها القادة الدينيون وآتت ثمارها المرجوة في تأصيل خطاب ثقافة السلام والتسامح ونبذ خطاب الكراهية والعنف لاختيار أفضلها، والإفادة منها في وضع إستراتيجية حقيقية للمواجهة عبر خطط وورش عمل وبرامج تدريب متنوعة.
وأكد المؤتمر أهمية رفع كفاءة الإعلام الوطني في جميع الدول المؤمنة بالسلام بما يجعله قادراً على مواجهة إعلام الجماعات المتطرفة، خاصة الإعلام الرقمي، مع وضع إستراتيجية إعلامية واضحة ومركزة لنشر ثقافة السلام وتنمية الحس الوطني والإنساني وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
وذهب البيان إلى ضرورة وضع مواجهة التطرف ونشر ثقافة السلام على جدول أعمال مؤتمرات القمم السياسية، للتعاون في وضع آلية دولية للمواجهة، داعياً في الوقت نفسه إلى العمل من خلال المؤسسات الدولية على تجريم التمييز بسبب الدين أو الإقصاء الديني.
وشدد البيان على أنَّ "ربط الإرهاب بالأديان ظُلم فادح لها، ويُدْخِلُ العالم في دوائر صراع لا تنتهي ولا تبقي ولا تذر".
وأكد أن الاهتمام بدور المرأة في العمل الدعوي والثقافي والإعلامي والأكاديمي أمر في غاية الأهمية لما لها من دور بارز وأثر واضح في كل هذه المجالات، وبخاصة في مجال تربية النشء وتنشئته على القيم الإيجابية والأخلاقية والسلوكية والوطنية.
ودعا إلى تعزيز أطر التواصل بين القيادات البرلمانية في مختلف برلمانات العالم لتحديد مفهوم الإرهاب ووضع قوانين موحدة لردع المتطرفين الإرهابيين بغض النظر عن دياناتهم، أو جنسياتهم، أو دولهم، والعمل على تجريم إيواء الإرهابيين أو دعمهم بأي صورة كانت، وتحويل ذلك إلى واقع لا استثناء فيه، داعياً في الوقت نفسه إلى عمل اللازم نحو تجريم الإرهاب الإلكتروني بشتى صوره وألوانه.
وغادر الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة والوفد المرافق القاهرة مساء الاثنين بعد أن أنهى مشاركته في أعمال المؤتمر.