أكدت ورشة عمل "مهارات التواصل مع المواطنين" أنه بحسب استطلاع رأي تم إجراؤه مؤخرًا على عينة من 100 مواطن؛ أن 92% منهم شكوا من نقص أو انعدام فهمهم لمجال عمل النواب وآليات التعاطي معه؛ الأمر الذي يعد مؤشرًا واضحًا على ضعف التواصل بين النائب والمواطنين، ويجب معالجته من خلال تكثيف نشاط التواصل لشرح مهام النواب وأدوارهم وفتح قنوات للتواصل مع المواطنين.

تأتي هذه الورشة التي أقيمت اليوم الإثنين وبمشاركة عدد من أعضاء مجلس النواب، في مقر الأمانة العامة بالمجلس؛ وضمن برنامج "مهارات برلمانية للنواب" المُعد من قبل معهد البحرين للتنمية السياسية بالتعاون مع المجلس ضمن برامج المعهد لعام 2017 الرامية إلى تنمية الوعي السياسي ورفع مستوى العمل التشريعي لدى مجلسي النواب والشورى.

وقدم الورشةالدكتور أحمد الخزاعي، مدير شركة الخزاعي للاستشارات، حيث استعرض مفهوم التواصل، والذي يعني "حالة من الفهم المتبادل بين طرفين. يكون أحدهما مرسلاً و الآخر مستقبلاً وفي وقت آخر يتبادل كلا الطرفين المواقع من حيث الارسال والاستقبال"، مضيفًا أنه يمكن تعريفه كذلك بأنه "عملية تبادل للأفكار والآراء والمعلومات عبر وسائط متنوعة لفظية وغير لفظية، كالكلام والكتابة والأصوات والصور والألوان والحركات والإيماءات أو بواسطة أي رموز مفهومة لدى الأطراف المشاركة فيه".

وأكّد الخزاعي أن عملية التواصل تكتسب أهميتها في القدرة على تعديل السلوك وتغيير القناعات، وتحقيق الفهم والإدراك، والمساعدة على اتخاذ القرارات، والتعبير عن الأفكار والمشاعر و الآراء، وتقويم وتشخيص المشكلات واقتراح العلاج، والتأثير في المواقف والاتجاهات والقيم، وتسهيل عملية البحث والاستقصاء، وإعطاء المعلومات أو الحصول عليها.

وقدّم الخزاعي شرحًا للمشاركين حول توظيفات التواصل الإعلامية؛ والتعبيرية؛ والإقناعية؛ موضحًا أن التوظيفات الإعلامية للتواصل تُمثّل جوهر وظائف التواصل لأنها تحمل رسائل واضحة من قبل المرسل إلى المُستقبِل وفق منظورات متفق عليها تهدف إلى إشراكه في صناعة الحدث سواء كان الحدث سياسيًا أو اجتماعيًا.

وقال الخزاعي إن التوظيفات التعبيرية للتواصل تخص النخبة من المجتمع لأنها تقدم خطابًا تجريديًا بأدوات فكرية عالية قد تكون اللغة إحداها ولكنها ليست هذه اللغة المفهومة من قبل عامة الناس، وهذه الوظيفة نجدها عند المسرحيين، الشعراء، الرسامين، وغيرهم من الذين يصدق عليهم وصف الإبداع، فهؤلاء يتخذون من عملية التواصل وظيفة تعبيرية تُعبّر عن مكنوناتهم الداخلية.

أما التوظيفات الإقناعية للتواصل فأشار الخزاعي إلى أنها تتمحور حول تقديم خطاب عقلاني يحاكي العقل والمنطق ويحاجج الجمهور بأدلة وبراهين واضحة تهدف إلى إقناع الجمهور بفلسفة معينة تحتويها الرسالة المرسلة من قبل المرسل إلى جمهور معين، وكثيرًا ما نرى ذلك في الحملات الدعائية قبيل الانتخابات.

وقد تطرق المحاضر خلال الورشة إلى دَور مقرات الأعضاء في التواصل مع المواطنين، ومواصفات مقر النائب، والآليات والمناهج المساعدة للأعضاء لتعميق التواصل مع المواطنين، والعناصر الأساسية للتواصل مؤكدًا على أهمية تعزيز التواصل بين النائب وناخبيه بهدف ضمان نجاح العمل البرلماني في تحقيق أهدافه.

من جانبهم أشاد النواب المشاركون في الورشة بما قدمته الورشة من محتوى تهدف إلى تعزيز قدرات النائب على التواصل مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وتجسير العلاقة بينه وبين المواطنين، وترفع قدراتهم فيما يتصل بمهارات توصيل المعلومات والآراء والأفكار إلى المواطنين؛ مؤكدين أهمية الاستمرار في تقديم هذا النوع من الورش من أجل رفع الوعي وتنمية المهارات اللازمة للنائب من أجل الارتقاء بالعمل التشريعي في مملكة البحرين.

يُذكر أن معهد البحرين للتنّمية السّياسيّة معهد وطني يهدف في المقام الأول إلى نشر ثقافة الديمقراطية ودعم وترسيخ مفهوم المبادئ الديمقراطية السّليمة، وتأسس بموجب المرسوم رقم (39) لسنة 2005 وهو يعمل على رفع مستوى الوعي السّياسيّ والتّنموي والنّهوض بالمسيرة السّياسيّة في البحرين، وزيادة المعرفة بين جميع أفراد المجتمع وتوعيتهم بالعمل السياسي وبحقوقهم وواجباتهم التي كفلها الدستور ونظمتها التشريعات ذات العلاقة.