أوصى المؤتمر الدولي الأول للوقاية المتكاملة لنخيل التمر الذي عقد في جامعة الخليج العربي، بإعداد ورش عمل للقيادات العليا من رؤساء تنفيذيين ومدراء حكوميين حول طريقة إعداد خطط استراتيجية لمكافحة الآفات، ووضع دليل استرشادي موحد لأخصائي وقاية النبات في مجال النخيل واعتماده كمرجعية للتطبيقات الوقائية وفق خطوات عملية موحدة ومنظمة.
وأكد المؤتمر على أهمية رفع مستوى التدريب للمزارعين، وإدخال التقنيات الحديثة ضمن برامج مكافحة آفات النخيل خاصة التقنيات الحيوية لمكافحة الأمراض والآفات.
وأقيم المؤتمر بتنظيم من المنظمة الدولية للمكافحة الحيوية والوقاية المتكاملة "IOBC-WPRS" بالاشتراك مع جامعة الخليج العربي، والمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، وبشراكة استراتيجية مع "تمكين"، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP، وبدعم من شركة الخليج للبتروكيماويات GPIC، وشهد مشاركة 70 عالماً من مختلف دول العالم يمثلون نخبة من الخبراء في مجال المكافحة المتكاملة للنبات.
وأكد المشاركون في توصياتهم على المحافظة على النخيل كمصدر من مصادر الأمن الغذائي للدول المنتجة للتمور، مشددين على أهمية تبادل الخبرات وتوحيد الخطط والأبحاث التعاونية بين الجهات المتخصصة في مكافحة الأوبئة كل حسب مجال تخصصه، وتعميم الإجراءات الوقائية الموحدة بين المجموعات في مختلف الدول.
وأكد المؤتمر ضمن توصياته على تجسير الفجوة بين الباحثين والمزارعين من خلال عرض نتائج البحوث ضمن زيارات حقلية تجمع الباحثين والمزارعين عند بداية كل موسم بهدف شرح الأساليب العلمية الوقائية الموصي باتباعها خلال الزراعة.
وحرص المشاركون على إدماج التقنيات التكنولوجية في المكافحة من خلال تصميم تطبيق إلكتروني للهواتف الذكية يساعد المزارعين على رصد الآفات وتصويرها وتحديد موقعها ومشاركة المعلومات مع المتخصصين للتعرف على نوع الإصابة والتوجيه بالعلاج المناسب.
ودعوا لإنشاء خرائط لأماكن توزيع أهم آفات النخيل وتحديد مستوى انتشارها في كل منطقة من مناطق الدول المنتجة للتمور باستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد. وعلى مستوى الأبحاث أوصى المشاركون في المؤتمر بالتركيز على الأبحاث ذات العلاقة بالتقنيات الحيوية والمعالجة الجينية للآفات.
وعلى صعيد الشركاء دعا المشاركون في المؤتمر لإشراك رجال الجمارك، والأمن في برامج للتعريف بدور الحجر الزراعي الجمركي في الحد من انتشار الآفات.
وشهد اليوم الثاني من المؤتمر الكشف عن العديد من الإحصاءات والنتائج المهمة حيث كشف عضو الهيئة الأكاديمية في كلية العلوم والتقنيات في جامعة القاضي عياض بالمملكة المغربية د.عبدالحي الديهازي أن مرض البيوض قضى على 12 مليون شجرة من نخيل التمر منذ بداية انتشاره قبل 100 عام في المغرب، لافتاً إلى أن نخيل التمر تقلص في المغرب من 15 مليون شجرة إلى 5 ملايين شجرة بسبب هذا المرض الفطري الذي أفنى ثلثي نخيل المغرب.
ولفت الديهازي، إلى أن الدراسات كشفت أن هناك 6 أنواع من نخيل التمر مقاومة للمرض من أصل 220 نوعاً تتواجد في المغرب إلا أن هذه الأنواع تعرف بتدني جودة تمورها مقارنة بباقي الأنواع لذا فإن المغرب عملت على خطة وطنية لتهجين النخيل عبر التزاوج بين الأنواع المقاومة من النخيل والأنواع الحساسة، حيث أثمر المشروع الذي يشرف عليه معهد الزراعة في المغرب عن إنتاج نوع جديد من نخيل التمور سمي بـ"النجدة" وهو نوع يحتوي على نظام مناعي قوي لمرض البيوض ويمتاز في ذات الوقت بجودة عالية لإنتاجه التمري.
وكشف المهندس في مركز أبحاث وقاية الأرض في عمان محمد العوفي عن أن حشرة الحميرة تقضي سنوياً على%70 من محصول التمور في سلطنة عمان خاصة في نوع تمر الخلاص، وهي من أخطر الآفات التي تهدد السلطنة.
وقال خلال عرضه ورقة مشتركة أعدها مجموعة من الباحثين في مركز أبحاث وقاية الأرض، والمركز الدولي للأبحاث الزراعية في المناطق الجافة في عمان، إن الفريق البحثي تمكن من إثبات فاعلية 3 من المبيدات الحشرية الكيماوية بعد اختبار فاعليتها في حقول النخيل، حيث أظهرت هذه المبيدات وهي "كوراجين، رادينت، وديسيس" قدرتها على تخفيض انتشار حشرة الحميرة بنسبة 90%.
وعرضت عضو الهيئة الأكاديمية في كلية الزراعة بجامعة فلسطين التقنية د.رنا سمارة، مشروع بحثي لفاعلية الأعداء الحيوية المحلية لسوسة النخيل الحمراء في فلسطين، حيث تم عزل مجموعة من الأعداء الحيوية المقاومة لسوسة النخيل من مجموعة من أشجار نخيل التمر المصابة بسوسة النخيل، لاستخدامها في أغراض المكافحة البيولوجية، عزلها في المعزلات لاختبار فاعليتها في القضاء على سوسة النخيل، بعد إكثارها لأعداد كبيرة عبر العديد من التقنيات العلمية باستخدام المواد الفطرية.
ونوهت سمارة إلى أن هذا البحث كشف أن الأعداء الحيوية قادرة على القضاء على 20 إلى 40% من سوسة النخيل وعليه فقد أوصت الدراسة بإكثار الأعداء الحيوية، واختيار الفترة الزمنية المثلى لإطلاقها في حقول النخيل للحصول على أعلى النتائج.
في حين قالت الباحثة في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية خولة جمعة الوحشي إن إحصائية العام 2014 بينت أن 35 ألف نخلة تعرضت للإزالة في إمارة أبوظبي بسبب إصابتها بآفة سوسة النخيل، وأن هناك 125 ألف مصيدة للسوس في أبوظبي، حصدت 3 ملايين و 900 ألف سوسة خلال العام 2014، ويجرى الباحثون في جهاز أبوظبي العديد من الدراسات بهدف رصد فاعلية المبيدات الحشرية المستخدمة، وبحث أفضل السبل الوقائية لمكافحة الآفات.
يشار إلى أن المؤتمر يعد باكورة أعمال فريق عمل الوقاية المتكاملة لنخيل التمر ضمن المنسقين الدوليين لبرامج وقاية المحاصيل البستانية والحقلية بالمنظمة الدولية للمكافحة الحيوية.
ويهدف فريق عمل الوقاية المتكاملة لنخيل التمر إلى تعزيز البحث العلمي والتطوير التقني وتدريب الباحثين والأخصائيين، والفنيين، والمهتمين من القطاع الخاص في أنشطة نظم الإدارة المتكاملة للآفات، والمكافحة الحيوية في بساتين النخيل وبيوت التعبئة والتخزين.