بحضور سمو الشيخ فيصل بن راشد آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للبيئة والشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، استضاف المركز ووسط حضور دبلوماسي وتواجد العديد من المهتمين بقضايا التراث العالمي والبيئة، فعالية تثقيفية خاصة بالبيئة بالتعاون ما بين المركز الإقليمي والمجلس الأعلى للبيئة، وسفارة ألمانيا وجمعية "كلين أب بحرين".وفي كلمته توجه سمو الشيخ فيصل بن راشد آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للبيئة بالشكر إلى كل الجهات المشاركة في إقامة فعالية عرض فيلم "محيط من البلاستيك"، مشيراً إلى أن عرض هذا الفيلم سيزيد الوعي بالموارد البيئية المحيطة ويعزز وسائل حماية المحيطات والبحار من التلوث، وقال سموه "إن مستقبل المحيطات سيظل تحدياً قائماً مع استمرار عمليات التلوث التي تؤثر على مكوناته من مخلوقات بحرية وشعب مرجانية والعالم أمام تحدٍّ كبير لوقف هذا التلوث، ولا بد لنا من اتباع بعض الأساليب الحديثة والاستراتيجية للوقاية من النفايات، وتتمثل في خفض نسبة القمامة البلاستيكية بشكل كبير جداً، كذلك يجب العمل على إعادة تدويرها وعدم القاء المخلفات في مياه المحيطات".وأضاف سموه "إن حفظ البحار والمحيطات من التعرض للبلاستيك والتلوث هي مسألة ملحة لجميع البلدان، حيث تشكل القمامة البلاستيكية البحرية تهديداً متزايداً سريعاً في الحياة البحرية، ونحن نشجع جميع بلدان العالم للانضمام إلى الجهود الكبيرة ووضع تدابير فعالة لتجنب العبث بالحياة البحرية في المحيطات".وبين سموه "إن المجلس الأعلى للبيئة برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى رئيس المجلس الأعلى للبيئة يحرص على إقامة شراكات طويلة من التعاون مع المنظمات المعنية من أجل دعم عمل المجلس في تحقيق التنمية المستدامة".وفي تصريح لها قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي: "يسعدنا أن يستقبل المركز الإقليمي هذه الاحتفالية التي تعكس نموذجاً في التعاون البناء ما بين مختلف الجهات من أجل قضايا التراث الطبيعي والمحافظة على بيئة صالحة لتنمية مكتسبات الإنسان الحضارية".وأشارت إلى أن موضوع هذه الفعالية يندرج ضمن استراتيجية المركز الرامية إلى نشر الوعي بالتراث الطبيعي والثقافي الإنساني عبر كافة الوسائل. وأشادت بجهود المجلس الأعلى للبيئة والسفارة الألمانية لدى مملكة البحرين وجمعية "كلين أب بحرين" من أجل تنظيم هذا اللقاء الذي يسلط الضوء على جزء هام من المواضيع التي تشغل الرأي العام العالمي وتعمل لأجل حلها المنظمات الدولية لمستقبل آمن وتنمية مستدامة.فيما أعرب السفير الألماني الفريد سيميز عن سعادته لمشاركة السفارة في تنظيم هذه الفعالية، مشيراً إلى أنه دعم جهود إقامتها حرصاً على زيادة الوعي بخطورة التلوث الذي يحدثه البلاستيك وأثره السلبي على البيئة وصحة الإنسان.وفي سياق متصل أكد علي القصير مؤسس جمعية "كلين أب بحرين" أن الجمعية تسعى إلى نشر الوعي بحركة التغيير العالمية نحو الحفاظ على البيئة البحرية، مشيراً إلى أنه من دواعي الفخر أن تكون البحرين ضمن هذا الحراك العالمي.أما كاي ميثيغ من "طارق فقيه للهندسة"، والذي ساهم في دعم عرض الفيلم، فشكر كل الجهات التي عملت على إنجاح الفعالية، مشيراً إلى أهمية التنبيه بالخطر الذي يواجه الإنسان بسبب مخلفات الصناعة الحديثة.الجدير بالذكر أن فيلم (محيط من البلاستيك) أنتج عام 2013 وأخرجه غريغ ليسون ومن خلاله تم توثيق الضرر الذي يسببه رمي المواد البلاستيكية في مياه المحيطات حسب ما توصلت له آخر الأبحاث العلمية، حيث سيتم إثبات أن البلاستيك يتحلل إلى أجزاء صغيرة في المياه تتسلل إلى النظام الغذائي عند الأسماك، لتصل هذه القطع الصغيرة "السامة" في نهاية المطاف إلى البشر عند استهلاكهم للأسماك المتعرضة لمثل هذه المواد.وتبع عرض الفيلم جلسة نقاشية لعدد من المختصين في المجال البيئي يتناولون موضوع التأثير السلبي للمواد البلاستيكية على الطبيعة. ويأتي هذا النشاط ضمن عمل المركز المتواصل من أجل استضافة فعاليات تعرف بالتراث الطبيعي وأهمية الحفاظ عليه، والذي تشكل المسطحات المائية جزءاً هاماً منه.ويعمل المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ضمن استراتيجيته على مساعدة الدول العربية لتسجيل مواقعها الطبيعية على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، كما يقوم بدور توعوي للحفاظ على الإرث الطبيعي والثقافي للمجتمعات العربية.