أقام مركز عبدالرحمن كانو الثقافي الثلاثاء، محاضرة بعنوان "الفكر الرافديني القديم بين الصعود إلى السماء والنزول إلى العالم الأسفل" للأستاذ الدكتور قصي منصور التركي وأدار الحوار د.عبدالعزيز صويلح.

واستهل الصويلح الحديث حول ما ستدور حوله المحاضرة من عناصر رئيسة تتمثل في صفات الفكر العراقي القديم الذي يمثل الفكر الإنساني ورغبة الإنسان في معرفة الغيبيات، مبيناً أن الجزء الأول من المحاضرة يناقش أن إنسان حضارة بلاد الرافدين كان يسعى للتعرف على ما في هذا الكون الشاسع من فضاء وكواكب ويدور الشق الآخر حول التعرف على سكان بلاد الرافدين وفلسفاتهم الخاصة فيما يتعلق بعالم الأموات.

فيما عبر د.قصي التركي عن إعجابه بما يقدمه مركز عبدالرحمن كانو الثقافي من اسهامات مهمة في مجال الشعر والثقافة، موضحاً أن الحديث في المحاضرة سيدور حول عن كونين فسيحين بينهما بعد شاسع في الفكر والجغرافيا والواقع العلمي وهما السماء والأرض في مخيلة الإنسان الرافديني القديم والذي تمثل أفكاره أفكار الإنسان الشرقي القديم بشكل عام.

وقال قصي، إن الكتابة بدأت عند السومريين إذ أبدعوا وكتبوا أغلب فنون الحضارة وأخذت الحضارات المجاورة الكثير منهم وهذا يدل عليه النقص الشديد في كتابة الحضارات المجاورة.

وعرض قصي أشكال الكتابة المسمارية التي استخدمها الإنسان في الحضارة السومرية للتعبير عن الأرض وأشكال الأختام التي كانت مستخدمة في ذلك الوقت ليؤكد في خضم حديثه عن مدى العلاقة الوثيقة التي جمعت الحضارة السومرية مع حضارة دلمون آنذاك.

ووضح قصي من خلال عرضه للمنحوتات الحجرية اكتشافات السومريين الدقيقة المتعلقة بعدد الكواكب في المجموعة الشمسية وما يحاكيه الواقع من اكتشافات متأخرة مطابقة لذلك.

ودلل قصي على معرفة البابليين والحضارات القديمة للكرة الأرضية قبل الميلاد بعرض منحوتة طينية تحمل شكل دائري محفور محدد الاتجاهات ممثلاً الكرة الأرضية باتجاهاتها الأربعة.

وعرض بعض الأساطير والقصص التي امتلأت المنحوتات الحجرية الأثرية برموزها مبينا علاقتها بإيمان الإنسان القديم بقدرته على الصعود للسماء.