حصدت جامعة الخليج العربي جوائز البحث الإحصائي الخليجي خلال مشاركتها في مسابقة (البحث الإحصائي للشباب) التي أقامها المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ضمن فعاليات المنتدى الإحصائي الخليجي الأول الذي أقيم أخيراً في الرياض تحت شعار "تعزيز الشراكات الإحصائية لدعم السياسات الاقتصادية والتنمية المستدامة في دول مجلس التعاون"، بتنظيم من الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية والمركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وفاز الباحثان في برنامج إدارة التقنية بقسم إدارة التقنية والابتكار بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي خالد الربيع، ولطيفة الفداغي بالجائزة الأولى والثانية في المسابقة التي نظمت في المنتدى الذي نظم لدعم التنمية بكافة أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على المستويين الوطني والإقليمي، بما في ذلك دعم السياسات الاقتصادية الجديدة لدول مجلس التعاون الخليجي ودعم أجندة التنمية المستدامة حتى العام 2030.
وبهذه المناسبة، قال عضو هيئة بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الدكتور ياس السلطاني المشرف على الرسائل العملية المقدمة من برنامج ادارة التقنية بقسم إدارة التقنية والابتكار، إن البحث الفائز بالمركز الأول حمل عنوان "استخدام البيانات الإحصائية للتنقيب والتنبؤ بجودة الهواء"، إذ بحث طالب الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي خالد الربيع سبل معالجة البيانات الضخمة باستخدام طرق التنقيب عن البيانات، وذلك لكون البيانات التي يتم جمعها من محطات الرصد لملوثات للهواء والبيانات التي يتم جمعها من محطات الأنواء الجوية أصبحت ذات أحجام كبيرة وتحتاج إلى التقنيات الحديثة لمعالجتها وتحليلها.
من جانبه، قال الباحث خالد الربيع، إن حصوله على الجائزة وفوزه بالمركز الأول سيدفعه ليواصل مشواره العلمي، ويواصل البحث في تحليل البيانات الضخمة، مشيراً إلى أنه تمكن من إيجاد أكثر من طريقة لتحليل البيانات الضخمة، إذ اكتشف خلال قيامه بالبحث وتحليل البيانات أن علاقة عدد من العناصر قد تتسبب بتلويث الهواء بدولة الكويت، وأشار إلى تأثير درجة الحرارة على تركيز غاز الأوزون الأرضي، مبيناً أنه غير مختص بعلوم البيئة ولكنه استنتج ذلك من خلال التحليل الإحصائي للبيانات.
إلى ذلك، حمل البحث الفائز بالمرتبة الثانية عنوان "إحصاء ومعالجة ونمذجة وتحليل البيانات التربوية لدولة الكويت"، إذ استخدمت الباحثة لطيفة الفداغي النمذجة والمحاكاة للتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية لإدارة العملية التعليمة للعشرين سنة القادمة، وذلك بتقدير أعداد الطلاب والمدارس والصفوف والكلفة المتوقعة وغيرها من المؤشرات التعليمية، وقد أثبتت هذه التقنية دقة نتائجها مقارنة مع الطرق الاحصائية والكمية الاخرى.
هذا، وقالت الباحثة الفداغي إن بحثها كان عن إحصاء ومعالجة ونمذجة البيانات الخاصة بقطاع التعليم بدولة الكويت، بحيث أجرت محاكاة لإدارات التعليم بالقطاعين العام والخاص من مرحلة رياض الاطفال حتى المرحلة الثانوية للتنبؤ بالأعداد المستقبلية واحتياجات التعليم للسنوات العشر القادمة، إذ اعتمدت دراستها على المنهج الكمي الذي يحتاج إلى أرقام ومعلومات حقيقية، وهو ما وجدته في دولة الكويت ما ساعدها على الخروج بنتائج دقيقة توافقت بنسبة 99% مع الأرقام الحقيقية، ما أعطى الأداة التي استخدمتها في البحث، وهي نموذج مطور من منظمة (اليونيسكو) مصداقية أكبر، بما يساعد في التخطيط ودعم السياسات المستقبلية، ولفتت الفداغي إلى أن الجائزة دافع مهم لها لمواصلة البحوث والاجتهاد للوصول إلى دراسات أخرى يستفيد منها المجتمع الخليجي.
وأوضح الدكتور السلطاني أن هذه البحوث تأتي ضمن البحوث التي تقوم بها كلية الدارسات العليا بجامعة الخليج العربي باستخدام أحدث التقنيات لوضع الحلول للمشاكل التي تواجهها دول مجلس التعاون، إذ تجتهد كلية الدراسات العليا بجامعة لإنتاج أبحاث علمية تطبيقية تمتاز بجودة عالية تواكب كل ما هو جديد في المجالات العلمية على المستوى المحلي والعالمي.