دعا البروفيسور الايرلندي ميتلاند هيسلوب من جامعة درهام بالمملكة المتحدة العلماء والاستاتذة والباحثين في الجامعات العربية إلى البحث عن السبل والحلول التي تساعد جميع أفراد المجتمع بمختلف طبقاته وشرائحه واتجاهاته إلى المشاركة الفاعلة والمؤثرة في تحقيق التنمية المجتمعية، منوها في الوقت نفسه بالرؤى الاقتصادية المتقدمة التي وضعتها عدد من الدول العربية سيما مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية.
جاء ذلك أثناء تقديمه لورقة علمية تحت عنوان "أهمية المعرفة في التنمية المجتمعية والتحديات التي تواجه تنمية المعرفة في الوقت المعاصر" في الجلسة الافتتاحية لملتقى البحث العلمي الخامس بالجامعة الأهلية، تحت رعاية الرئيس المؤسس للجامعة ورئيس مجلس أمنائها البروفيسور عبدالله يوسف الحواج، والذي تضمن أوراقا علمية ودراسات تقدم بها 30 أستاذا وباحثا من منتسبي الجامعة، بالاضافة إلى استعراض 16 لوحة علمية و8 من الكتب الجديدة لأساتذة الجامعة وباحثيها.
ورحب رئيس الجامعة الأهلية البروفيسور منصور العالي بالبروفيسور ميتلاند هيسلوب، وجميع ضيوف الجامعة في الملتقى من ممثلي بعض الوزارات والشركات والسفارات والملحقيات الثقافية، مؤكدا على اهتمام الجامعة الأهلية بأن تكون انتاجاتها من الدراسات والبحوث العلمية في خدمة القضايا والتحديات التي تواجهها المنطقة، سواء كانت تحديات اقتصادية أو اجتماعية أو تربوية أو صحية، منوها بما يتصف به أساتذة الجامعة وطلبتها من روح مبادرة وإرادة طموحة اتجاه الابتكار والبحث العلمي، مؤكدا على أن ما يميز الجامعات العريقة والرائدة عن معاهد التدريس، هو ما تحققه من إنجازات وخطوات مشهودة في مجالات الابتكار والبحث العلمي، بحيث يكون البحث العلمي جزء لا يتجزأ من أنشطة الأستاذ والطالب الجامعي في جميع الأوقات.
وعبر رئيس الجامعة عن أمله في أن يكون ملتقى البحث العلمي لهذا العام موفقا، وأن يحقق إضافة نوعية للأساتذة والمشاركين، وأن تنعكس أطروحاته وفوائده على عموم العملية التعليمية في الجامعة.
كذلك، أكدت عميدة كلية الدراسات العليا والبحوث الدكتورة ماريا ديفيس بأن الكلية تتبنى سياسة تشجيع البحث العلمي وتبني مختلف المبادرات العلمية والبحثية المعتبرة التي يتقدم بها أساتذة الجامعة وطلبتها وعموم منتسبيها، منوهة إلى أن فعاليات الملتقى تشمل مساهمات الأساتذة البحثية واستعراض الكتب الجديدة لأساتذة الجامعة في المعرض المصاب، بالاضافة إلى 16 لوحة علمية لمجموعة من أساتذة الجامعة وباحثيها.
وتناول البروفيسور ميتلاند هيسلوب موضوع "أهمية المعرفة في التنمية المجتمعية والتحديات التي تواجه تنمية المعرفة في الوقت المعاصر"، متطرقا إلى تاريخ المعرفة في العالم والدور الكبير للحضارة الإسلامية في تطوير الفلسفة المعرفية، وتأكيد حق الإنسان في الاجتهاد من أجل بناء المعرفة والوصول للحقائق وتركيبها.
وتطرق إلى تجربة العالم الموسوعي أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم الذي عاش في القرنين العاشر والحادي عشر الميلادي، وتوصل إلى أن الباحث عن الحقيقة ليس من يدرس كتابات القدماء، على حالتها ويضع ثقته فيها، بل هو من يعلق إيمانه بهم ويتساءل ما الذي جناه منهم، ويبحث عن الحجة، ولا يعتمد على أقوال إنسان طبيعته يملؤها كل أنواع النقص والقصور، وبالتالي فإن من الواجب على من يحقق في كتابات العلماء، إذا كان البحث عن الحقيقة هدفه، هو أن يشكك في جميع ما يقرأه، ويستخدم عقله حتى النخاع لبحث تلك الأفكار من كل جانب، وعليه أن يتشكك في نتائج دراسته أيضاً، حتى يتجنب الوقوع في أي تحيز أو تساهل، هكذا علق ابن الهيثم على نظرية اليوناني بطليموس الخاصة برؤية هذا الأخير لعلم الفلك في كتابه الأشهر "المجسطي"، ذلك الذي فتن الكثيرين في بلاد الأغريق القديمة وصولاً إلى زمن الحسن بن الهيثم، الذي جعل منه هذا التعليق وسواه على أعمال القدماء رائداً للمنهج العلمي، حيث لا حقيقة مطلقة وأبدية في العلوم الطبيعية والتطبيقية.
وأوضح بأن تاريخ المعرفة يشهد بأن العرب عاشوا عصرا ذهبيا في القرون الثامن إلى الثالث عشر الميلادي، حيث كانت تحكم الأمة العربية والاسلامية الدولة العباسية، وكانت بغداد والحواضر العربية الأخرى في أوج عطاءاتها العلمية والمعرفية، حيث المدارس والمعاهد والمكتبات تملأ المدن العربية، وكانت السلطات تقدمها دعمها الكبير للعلماء والفنانيين والنخب المثقفة، في الوقت الذي كانت أوروبا تعاني فيه من الأمية الشديدة والتخلف العلمي.
وذكر بأن الرؤى الاقتصادية الخليجية متقدمة وطموحة وتستوعب العديد من الأبعاد المطلوبة في التنمية المجتمعية سيما التعليم، مشددا على الحاجة إلى توعية الجماهير بهذه الخطط وإيمانهم بها لتأخذ فضاءها المطلوب في الأوساط المجتمعية لا أن تكون المؤسسات الرسمية المعنية بها وحسب، وإنما من خلال استلهام المجتمع لها بمختلف قطاعاته وشرائحه.
وأكد على الحاجة إلى زيادة وتيرة النقاش الاجتماعي، بما يساعد الرؤى التنموية لدول الخليج أن تأخذ تأثيرها المطلوب مجتمعيا، من خلال المناقشات الصريحة والهادئة، والتي من شأنها أن تسد الفجوة بين فئات المجتمع وشرائحه.
هذا وقد حظيت ورش الملتقى وفعالياته باهتمام عدد واسع من أساتذة الجامعة وطلبتها، وأثارت العديد من الأفكار والمناقشات التي عبرت عن رضا واهتمام بالغين بالأوراق العلمية المقدمة في الملتقى.
جدير بالذكر أن كلية الدراسات العليا والبحوث بالجامعة الأهلية تهدف إلى نشر ثقافة الاكتشاف والابتكار والاختراع لدى أفراد المجتمع، بالإضافة إلى تهيئة البيئة المناسبة لاجراء الدراسات والبحوث بحيث يتمكن الدارسون من إدارة أبحاثهم على نحو مبتكر، من خلال ترسيخ أسس البحث العلمي وتسليح الطلبة بقواعده ومختلف متطلباته، بما يمكن الطلاب والدارسين من الوصول إلى اكتشافات وابتكارات جديدة تتفق مع المعايير العليا وتكون قادرة على اجتياز الفحص الدقيق لتصل لمرحلة النشر في المجلات العلمية المحكمة. الأمر الذي من شأنه أن يقود الدارسين البحرينيين بشكل عام وطلبة الجامعة الأهلية على مستوى الماجستير والدكتوراه بشكل خاص إلى الحصول على ارقى الدرجات العلمية والأكاديمية، وصولا للمساهمة الفعلية في مسيرة العلم والمعرفة.
جاء ذلك أثناء تقديمه لورقة علمية تحت عنوان "أهمية المعرفة في التنمية المجتمعية والتحديات التي تواجه تنمية المعرفة في الوقت المعاصر" في الجلسة الافتتاحية لملتقى البحث العلمي الخامس بالجامعة الأهلية، تحت رعاية الرئيس المؤسس للجامعة ورئيس مجلس أمنائها البروفيسور عبدالله يوسف الحواج، والذي تضمن أوراقا علمية ودراسات تقدم بها 30 أستاذا وباحثا من منتسبي الجامعة، بالاضافة إلى استعراض 16 لوحة علمية و8 من الكتب الجديدة لأساتذة الجامعة وباحثيها.
ورحب رئيس الجامعة الأهلية البروفيسور منصور العالي بالبروفيسور ميتلاند هيسلوب، وجميع ضيوف الجامعة في الملتقى من ممثلي بعض الوزارات والشركات والسفارات والملحقيات الثقافية، مؤكدا على اهتمام الجامعة الأهلية بأن تكون انتاجاتها من الدراسات والبحوث العلمية في خدمة القضايا والتحديات التي تواجهها المنطقة، سواء كانت تحديات اقتصادية أو اجتماعية أو تربوية أو صحية، منوها بما يتصف به أساتذة الجامعة وطلبتها من روح مبادرة وإرادة طموحة اتجاه الابتكار والبحث العلمي، مؤكدا على أن ما يميز الجامعات العريقة والرائدة عن معاهد التدريس، هو ما تحققه من إنجازات وخطوات مشهودة في مجالات الابتكار والبحث العلمي، بحيث يكون البحث العلمي جزء لا يتجزأ من أنشطة الأستاذ والطالب الجامعي في جميع الأوقات.
وعبر رئيس الجامعة عن أمله في أن يكون ملتقى البحث العلمي لهذا العام موفقا، وأن يحقق إضافة نوعية للأساتذة والمشاركين، وأن تنعكس أطروحاته وفوائده على عموم العملية التعليمية في الجامعة.
كذلك، أكدت عميدة كلية الدراسات العليا والبحوث الدكتورة ماريا ديفيس بأن الكلية تتبنى سياسة تشجيع البحث العلمي وتبني مختلف المبادرات العلمية والبحثية المعتبرة التي يتقدم بها أساتذة الجامعة وطلبتها وعموم منتسبيها، منوهة إلى أن فعاليات الملتقى تشمل مساهمات الأساتذة البحثية واستعراض الكتب الجديدة لأساتذة الجامعة في المعرض المصاب، بالاضافة إلى 16 لوحة علمية لمجموعة من أساتذة الجامعة وباحثيها.
وتناول البروفيسور ميتلاند هيسلوب موضوع "أهمية المعرفة في التنمية المجتمعية والتحديات التي تواجه تنمية المعرفة في الوقت المعاصر"، متطرقا إلى تاريخ المعرفة في العالم والدور الكبير للحضارة الإسلامية في تطوير الفلسفة المعرفية، وتأكيد حق الإنسان في الاجتهاد من أجل بناء المعرفة والوصول للحقائق وتركيبها.
وتطرق إلى تجربة العالم الموسوعي أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم الذي عاش في القرنين العاشر والحادي عشر الميلادي، وتوصل إلى أن الباحث عن الحقيقة ليس من يدرس كتابات القدماء، على حالتها ويضع ثقته فيها، بل هو من يعلق إيمانه بهم ويتساءل ما الذي جناه منهم، ويبحث عن الحجة، ولا يعتمد على أقوال إنسان طبيعته يملؤها كل أنواع النقص والقصور، وبالتالي فإن من الواجب على من يحقق في كتابات العلماء، إذا كان البحث عن الحقيقة هدفه، هو أن يشكك في جميع ما يقرأه، ويستخدم عقله حتى النخاع لبحث تلك الأفكار من كل جانب، وعليه أن يتشكك في نتائج دراسته أيضاً، حتى يتجنب الوقوع في أي تحيز أو تساهل، هكذا علق ابن الهيثم على نظرية اليوناني بطليموس الخاصة برؤية هذا الأخير لعلم الفلك في كتابه الأشهر "المجسطي"، ذلك الذي فتن الكثيرين في بلاد الأغريق القديمة وصولاً إلى زمن الحسن بن الهيثم، الذي جعل منه هذا التعليق وسواه على أعمال القدماء رائداً للمنهج العلمي، حيث لا حقيقة مطلقة وأبدية في العلوم الطبيعية والتطبيقية.
وأوضح بأن تاريخ المعرفة يشهد بأن العرب عاشوا عصرا ذهبيا في القرون الثامن إلى الثالث عشر الميلادي، حيث كانت تحكم الأمة العربية والاسلامية الدولة العباسية، وكانت بغداد والحواضر العربية الأخرى في أوج عطاءاتها العلمية والمعرفية، حيث المدارس والمعاهد والمكتبات تملأ المدن العربية، وكانت السلطات تقدمها دعمها الكبير للعلماء والفنانيين والنخب المثقفة، في الوقت الذي كانت أوروبا تعاني فيه من الأمية الشديدة والتخلف العلمي.
وذكر بأن الرؤى الاقتصادية الخليجية متقدمة وطموحة وتستوعب العديد من الأبعاد المطلوبة في التنمية المجتمعية سيما التعليم، مشددا على الحاجة إلى توعية الجماهير بهذه الخطط وإيمانهم بها لتأخذ فضاءها المطلوب في الأوساط المجتمعية لا أن تكون المؤسسات الرسمية المعنية بها وحسب، وإنما من خلال استلهام المجتمع لها بمختلف قطاعاته وشرائحه.
وأكد على الحاجة إلى زيادة وتيرة النقاش الاجتماعي، بما يساعد الرؤى التنموية لدول الخليج أن تأخذ تأثيرها المطلوب مجتمعيا، من خلال المناقشات الصريحة والهادئة، والتي من شأنها أن تسد الفجوة بين فئات المجتمع وشرائحه.
هذا وقد حظيت ورش الملتقى وفعالياته باهتمام عدد واسع من أساتذة الجامعة وطلبتها، وأثارت العديد من الأفكار والمناقشات التي عبرت عن رضا واهتمام بالغين بالأوراق العلمية المقدمة في الملتقى.
جدير بالذكر أن كلية الدراسات العليا والبحوث بالجامعة الأهلية تهدف إلى نشر ثقافة الاكتشاف والابتكار والاختراع لدى أفراد المجتمع، بالإضافة إلى تهيئة البيئة المناسبة لاجراء الدراسات والبحوث بحيث يتمكن الدارسون من إدارة أبحاثهم على نحو مبتكر، من خلال ترسيخ أسس البحث العلمي وتسليح الطلبة بقواعده ومختلف متطلباته، بما يمكن الطلاب والدارسين من الوصول إلى اكتشافات وابتكارات جديدة تتفق مع المعايير العليا وتكون قادرة على اجتياز الفحص الدقيق لتصل لمرحلة النشر في المجلات العلمية المحكمة. الأمر الذي من شأنه أن يقود الدارسين البحرينيين بشكل عام وطلبة الجامعة الأهلية على مستوى الماجستير والدكتوراه بشكل خاص إلى الحصول على ارقى الدرجات العلمية والأكاديمية، وصولا للمساهمة الفعلية في مسيرة العلم والمعرفة.