قال رئيس اللجنة المالية والقانونية في مجلس المحرق البلدي غازي المرباطي إن انهيار بناية فريج ستيشن بمجمع 206 يوم الإثنين الماضي الموافق 21 مارس بسبب تقاعس إدارة الخدمات الفنية بالجهاز التنفيذي ببلدية المحرق الجاري "لم يكن الأول من نوعه".
فقد ذكرت هذه الحادثة بما حصل سابقاً في مجمع 213 عندما انهار جدار ضخم على مجموعة سيارات في الصباح الباكر، وبفضل العناية الإلهية لم تقع وفيات أو إصابات.
علماً أن هذا الجدار يتبع منزلاً خطراً هدمته إدارة الخدمات الفنية لكنها تركت الجدار بدون إزالة، حتى إنها لم تتخذ أية تدابير احترازية متعلقة بأمن وسلامة محيط الموقع، فما بالك وسط فريج مكتظ بالأهالي والمارة والأطفال الذين يلعبون ببراءة وفرح، غير مدركين للخطر المحدق بهم الناجم عن إهمال إدارة الخدمات الفنية.
وتابع واصفاً الوضع المهول آنذاك: "لقد صدمنا بمشاهد مروعة عندما سحقت مجموعة مركبات مملوكة للأهالي المحيطين بالمنزل، وعلى إثره هرعت الجهات المختصة للوقوف على هذا الحادث وكانت الأيادي تبتهل بالدعاء ألا يكون أحد قد تعرض لمكروه وقد يكون محشوراً بداخل المركبات، وليت البلدية اعترفت بخطئها في حينه حتى تتداركه مستقبلاً، لكنها كابرت وهونت من شأن الحادثة.
وللأسف فإن إدارة الخدمات الفنية لم تتعلم من تلك الدروس إلى أن أعاد التاريخ نفسه، فكان يوم 21 مارس عنواناً لتقاعس جديد على نفس المستوى من الأهمية، حتى أصبح الإهمال شعاراً مدموغاً على الإدارة، وذلك حينما تلقت البلدية بتاريخ 7 مارس شكوى رسمية من أحد المواطنين القاطنين بالقرب من موقع الحادثة أرسلها عبر موقع تواصل الحكومي وفصل فيها مظاهر الخطر والضرر الذي سيتعرض له الناس حيث أن القائم بعملية الهدم بدأها قبل عدة أيام من تاريخ الشكوى وكانت مظاهر الفوضى وتطاير الأنقاض والزجاج قد بدت تشكل خطورة فعلية على حياة الناس.
مواصلاً المرباطي أن البلدية للأسف الشديد لم تحرك ساكناً تجاه هذه الخطر، لا من خلال عمليات الرقابة المعتادة الدورية طيلة 3 أسابيع متواصلة رغم أن هذا الحدث كان في شارع حيوي ومشاهد بالعين المجردة، كما أنها لم تتجاوب نهائياً مع الشكوى التي أرسلها المواطن المذكور مستخدماً القنوات الرسمية الصحيحة ومستخرجاً رقم متابعة صادر رسمياً من الجهة المعنية!
وختم المرباطي بأن الوضع أصبح يتطلب إعادة النظر في سياسة وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني حيال اختيار الكفاءات ذات الخبرة والاختصاص لتوضع في المكان المناسب، لأن حياة البشر ليست لعبة.