أكد الرئيس المؤسس ورئيس مجلس أمناء الجامعة الأهلية البروفيسور عبدالله الحواج، على أهمية البحث العلمي في خطط واستراتيجيات الجامعات والكليات، منوها إلى أن دور الجامعات لا يقتصر على التدريس الأكاديمي والتدريب العملي مع ما لهما من أهمية، وإنما يمتد لعمل الأبحاث والدراسات التي تسهم في الارتقاء بالمجتمع في النواحي الانسانية والطبيعية.

جاء ذلك على هامش تكريمه للأساتذة والباحثين المشاركين في ملتقى البحث العلمي الخامس للجامعة، الذي تنظمه كلية الدراسات العليا والبحوث بالجامعة الأهلية بشكل سنوي، حيث عقد الملتقى طوال يومين متتاليين بهدف استعراض بحوث ودراسات أعضاء الهيئة الأكاديمية وطلبة الدراسات العليا بالجامعة.

وأكد البروفيسور الحواج على تبني الجامعة سياسة تشجيع البحث العلمي ودعم وتشجيع مختلف المبادرات العلمية والبحثية المعتبرة التي يتقدم بها أساتذة الجامعة وطلبتها وعموم منتسبيها.

وتضمنت فعاليات ملتقى البحث العلمي بالقاعة الرئيسة في مقر الجامعة الأهلية بمجمع التأمينات تقديم 30 ورقة علمية، فضلا عن معرضي الكتب الجديدة لأساتذة الجامعة واللوحات العلمية.

تقنين استخدام الأبناء للهواتف الذكية

ودعا البروفيسور مختار الهاشمي إلى مراجعة العلاقة التي تربط شرائح الشباب والمراهقين بالاجهزة والهواتف الذكية، وأن يكون لأو لياء الأمور دورا فاعلا في تقنين وتنظيم استخدام أبنائهم المراهقين لهذه الأجهزة، منوها إلى أن إدمان الهواتف الذكية أضحى ظاهرة موجودة في المجتمع وتترتب عليها آثار سلبية نفسيا واجتماعيا وصحيا على المراهقين.

وقدم الهاشمي دراسة حول إدمان المراهقين للهواتف الذكية، أو ضح فيها أن الادمان يعد المصطلح المستخدم للإشارة إلى فقدان السيطرة على سلوكيات الشخص، وعادة ما تكون له عواقب سلبية.

وأوضح أن إدمان تكنولوجيا المعلومات هوالاستخدام القهري للأجهزة الذكية، مثل الهواتف الذكية أو الإنترنت أو الألعاب أو أي أجهزة حاسوبية أخرى. وقد أدت هذه التكنولوجيات مجتمعة إلى تغيير الاتصال والتفاعل إلى الحد الذي يمكن أن يصبح فيه الشخص مدمنا عليها.

وأضاف الهاشمي: "أن الاستخدام المفرط لهذه المنصات قد يؤدي إلى مشاكل صحية، وعزلة اجتماعية وانخفاض عام في الإنتاجية، وقد هدفت هذه الدراسة إلى استكشاف تأثير الإدمان على الهواتف الذكية وتحديد القوة الدافعة وراء إدمان المراهقين على التكنولوجيا من وجهة نظر الوالدين.

وأجرى البروفيسور الهاشمي دراسته على 175 من أولياء أمور المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما. وأظهرت النتيجة الرئيسية للدراسة أن التمتع المتصور والعلاقات الاجتماعية، وتغيير المزاج، وتمضية الوقت هي القوى الدافعة الرئيسية وراء الإدمان على الهاتف الذكي.

من ناحية أخرى، تبين أن بحث المراهقين عن المعلومات لا يكون المحرك الرئيسي لإدمان الهواتف الذكية. وتتعلق الفوائد الرئيسية لهذه الدراسة بزيادة مستوى وعي الوالدين بإدمان الهواتف الذكية والاستخدام المقترح لتطبيقات الهواتف الذكية للتحكم في استخدام هذه التكنولوجيا من قبل المراهقين.

توظيف التكنولوجيا في البحوث العلمية

وتناول د.سعيد الحجار الخيارات الاحصائية في البحوث العلمية التطبيقية بين الأساليب التقليدية والاستفادة من التكنولوجيا، حيث قام بتسليط الضوء على بعض أدوات التكنولوجيا التعليمية، مثل البوربوينت، والبرمجيات الإحصائية، وشبكة الإنترنت، وذلك بهدف تمكين الباحثين من التمييز بين أثر استخدام الطرق التقليدية واستخدام التكنولوجيا في حل دراسات الحالة الإحصائية، متوصلا في نتائج دراسته إلى أهمية الاستفادة من التكنولوجيا وتوظيفها في البحث العلمي وكذلك في العملية التعليمية، وليس في إحصاءات التعليم والتعلم كأداة فحسب، وإنما أيضا كوسيلة تعلم بحد ذاتها.

وقدم البروفيسور اسماعيل نوري ورقة علمية حول الفهم الشعبي للتاريخ، أو ضح فيها أن سؤال التاريخ يتعلق بالحياة مباشرة بل وبالتفاصيل التي تميزها. حيث الارتباط الوثيق بالمجتمع والسياسة والاقتصاد، ليبق التعالق حاضرا حول هذا المعطى الذي يبقى رهنا بإرادة القوة والسلطة والنفو.، لاعتبارات إرادة التوجيه التي تنطوي عليها مصالح النخبة في توضيب وتنظيم هذه التركيبة من المعنى والعمل على جعلها، وسيلة للتوجيه والسيطرة على عقلية الجماهير.

واضاف: "ما انفك التاريخ مرتبطا بأصحاب النفوذ والسراة والوجهاء وأصحاب السلطة العليا، حتى غدت مقولة ( التاريخ يكتبه المنتصرون) من البديهيات التي لا تقبل الجدل، فالجميع متفق عليها ولا تحتاج إلى مزيد من التوضيح، فيما انحصرت القراءة العلمية للتاريخ (النقد والتحليل والذاتي والموضوعي) بالمجمل من النصوص والوثائق والمصادر والمراجع، التي تصب في ذات الاتجاه.

تحرير التاريخ من الايدلوجيا لنتمكن من تفسيره

وأثار نوري أسئلة كبيرة في هذا الاتجاه، مستعينا بمقولة المؤرخ الفرنسي بول فين: "حرر التاريخ من الأيديولوجيا، عندها سيكون كل شيء قابلا للتفسير"، مرجعا مشكحلة توثيق التاريخ إلى التعبئة وما يتبعها من تحريض وتعصب للفكرة، تلك التي قال عنها المؤرخ البريطاني أنتوني سميث 2016 "عبء الناس حول فكرة ما، سرعان ما ستتحول إلى حقيقة لديهم".

وتوصل إلى أن احتكار المعنى التاريخي من قبل النخب قام على فكرة الترويج لشرعية المقولة التاريخية والترويج لها، بوصفها حقيقة، فيما التاريخ لا يقوم على الحقائق بقدر ما هووجهة نظر، منوها إلى أن التاريخ في كثير من الأحيان تم توظيفه للتلاعب بالعقول والتأثير بالمجمل من التفاصيل التي تحيط بالناس، من خلال المسعى نحو غرس قيم بعينها، والعمل على شرعنتها، وبالتالي التحكم بالمجمل من المعطيات التي تحدد مسار الشرعية، مما يجعل التاريخ يشكل عقبة في وجه كل تغيير محتمل.

وخلص نوري في ورقته إلى أن التاريخ مجرد وجهة نظر، لا تقوم على الحقائق، وأن تحليله يتطلب معرفة ووعي كبيرين، يكتبه المنتصر لكنه يظل بدرجة أكبر في ذاكرة المهزوم، وليس ماض فقط لأنه يتفاعل مع الزمن، ويشارك بقوة في تشكيل وعي الجماهير.

تنامي اهتمام الجمهور بالصحافة الالكترونية

وقدم د.رضا أمين دراسة بشأن اعتماد الجمهور البحريني على الأخبار المنشورة من قبل الصفحات الالكترونية للصحف المحلية، أشار فيها إلى أن ازدياد عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي من جهة، وارتفاع تكاليف إنتاج الصحف الورقية من جهة أخرى، حفز الصحف على إنشاء مواقع الكترونية وحاسابات على شبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر والفيس بوك والانستجرام، من أجل نشر عناوين الأخبار والصور والروابط. وقد شجعت هذه المبادرة الجمهور على متابعة حسابات الصحف على الانترنت للبحث عن الأخبار.

وكشف الدراسة التي شملت 200 فردا أن 45% من الجمهور البحريني يتصفح مواقع الصحف الإلكترونية على شبكة الإنترنت، بينما يتابع 86.3% حسابات صحيفة بحرينية واحدة على الأقل في شبكات التواصل الاجتماعي، وأن 91% ممن يتابعون حسابات الصحف الإلكترونية في شبكات التواصل الاجتماعي يتابعونها بغرض "التعرف على الأخبار العاجلة والمهمة"، بينما أفاد 54% ممن يتابعون هذه الحسابات أنهم يتابعونها كبديل لتصفح الصحيفة بشكلها الورقي.

واختتمت فعاليات ملتقى البحث العلمي بالجامعة الأهلية بمناقشة مضامين واتجاهات الأوراق البحثية والدراسات، بالإضافة إلى تكريم راعي الملتقى الرئيس المؤسس ورئيس مجلس الأمناء البروفيسور عبدالله الحواج الأكاديميين والباحثين المشاركين بأوراق عملهم ودراستهم البحثية في فعاليات الملتقى.

وتعمل كلية الدراسات العليا والبحوث بالجامعة الأهلية على تهيئة البيئة المناسبة لإجراء البحوث بحيث يتمكن الطلاب من إدارة أبحاثهم على نحو مبتكر، من خلال ترسيخ أسس البحث العلمي وتسليح الطلبة بقواعده ومتطلباته المختلفة، بما يمكن الطلاب والدارسين من الوصول إلى اكتشافات جديدة تتفق مع المعايير العليا وتكون قادرة على اجتياز الفحص الدقيق لتصل لمرحلة النشر في المجلات العلمية المحكمة. الأمر الذي من شأنه أن يقود طلبة الجامعة على مستوى الماجستير والدكتوراه إلى الحصول على الدرجات العلمية المأمولة.