أكدت الإعلامية سوسن الشاعر، أن عاصفة الحزم صحوة أوقفت مداً طائفياً إيرانياً، جاهرت إيران بوصولها لصنعاء عن طريق الانقلابيين الحوثيين، لولا أن عاصفة الحزم كانت سدا حال دونها وأرغم العالم أجمع لا إيران فقط أن يرانا بعين غير تلك التي كان يرانا بها قبل العاصفة.
وأضافت أنه لا يحق وفقا للدستور ووفقا لقانون الجمعيات السياسية في البحرين أن تتشكل جمعية سياسية "حزب" على أسس دينية أو مذهبية، وما حدث هو أن جمعية الوفاق وبعض الجمعيات الدينية الأخرى تشكلت ومنحت التراخيص قبل صدور القانون، وفقاً لما نقلته "العربية".
والإعلامية سوسن الشاعر تعمل منذ سنوات على نشر الوعي السياسي والاجتماعي، من خلال ما تكتبه من مقالات في جريدتي "الشرق الأوسط الدولية"، و"الوطن البحرينية"، وبرنامجها التلفزيوني "كلمة أخيرة"، إلى جانب مساهمتها النشطة على مواقع التواصل_الاجتماعي ، حيث حصلت على عدد من الجوائز المحلية والإقليمية في هذا المجال، ومنها وسام الكفاءة من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.
وبدأت سوسن الكتابة عام 1989 في عدد من الصحف المحلية والخليجية والعربية، منها "الأيام البحرينية، والوطن السعودية، واليوم السعودية، والوطن البحرينية، والشرق الأوسط الدولية"، إلى جانب برنامجها التلفزيوني "كلمة أخيرة".
وساهمت سوسن في تأسيس وعضوية عدد من الجمعيات الأهلية العاملة في مجال رعاية الأطفال وخدمة المجتمع_البحريني، وحصولها على عدد جوائز بحرينية وخليجية وعربية في مجال الإعلام؛ منتدى الإعلام العربي (2009)، وجائزة مهرجان القاهرة للبرامج الحوارية 2007، وأفضل برنامج اجتماعي (1996).
وفيما يلي نص الحوار كاملا:
هل نحتاج إلى ضوابط لما يسمى بالحرية الإعلامية؟
ليست هناك حرية من دون ضوابط، وإلا تحولت إلى فوضى وتعدت على حقوق الآخرين، لكل الحريات ضوابط تمنع تجاوزها حدود الآخرين وحقوقهم، فإن كان الإعلام يتعلق "بخبر" فالضوابط عديدة لأنك مقيد بتحري الدقة والمصداقية وإن كان الإعلام متعلقاً "برأي" فمساحة الحرية أكبر والقيود والضوابط أقل، إنما في النهاية لا تترك الحريات من دون ضوابطها التي لا تفقدها روحها وجوهرها.
اليوم انتشرت المنصات الإعلامية التي يستطيع من خلالها أي أحد نشر آرائه وأطروحاته، فأيهما برأيك مؤثر أكثر مقال منشور بصحيفة رسمية، أم مقال ممنوع من النشر في تويتر؟
المقال الممنوع من النشر سيكون أكثر انتشاراً بحكم كونه أكثر إثارة، إنما ليس بالضرورة سيكون أكثر تأثيراً.
أغلقت قبل فترة جمعية الوفاق. هل تؤيدين إغلاق الجمعيات السياسية الدينية؟ وما النظرة التصحيحية لمثل هذه الجمعيات حتى تتعايش ببلد كالبحرين؟
لا يحق وفقا للدستور ووفقا لقانون الجمعيات السياسية في البحرين أن تتشكل جمعية سياسية "حزب" على أسس دينية أو مذهبية. وما حدث هو أن جمعية الوفاق وبعض الجمعيات الدينية الأخرى تشكلت ومنحت التراخيص قبل صدور القانون، وكان من المفترض أن توقف ويطلب منها تصحيح أوضاعها بعد صدور القانون، إنما تركت وذلك كان خطأ سياسيا وقانونيا تحمل المجتمع آثاره المدمرة.
العمل السياسي في دول متعددة الأعراق والطوائف كالبحرين يجب أن يخلو من الصبغة المذهبية أو الدينية، كي يكون جامعا وموجها لجميع المواطنين من دون تمييز، خاصة والحريات الدينية مكفولة وفقا للدستور.
هناك 40 قناة إيرانية بدعم 60 مليون دولار وتوجه رسالتها للبحرين بشتى الطرق والأساليب، كيف تتمكن قناة واحدة بالبحرين من مواجهة هذا القنوات؟ وهل بالفعل أصبح إعلامنا الخليجي إعلام تبليغ؟ وهل نحن متأخرون في إعلامنا بالتأثير بالحدث؟
نستطيع من خلال تقديم المعلومة الصحيحة والرأي والنقاش الحر أن نسد ثغرة كبيرة. لو تركناها لاحتلتها تلك القنوات بنشر الإشاعات وإثارة البلبلة. إنما يعتمد قدر تأثيرنا بقدر سرعتنا وبقدر مساحة النقاش الحر المتاحة في قنواتنا. وردا على الشطر الأخير من السؤال نعم نحن متأخرون جداً.
بعد الثورة الإسلامية بإيران ظهر بعد الثمانينيات مصطلحات جديدة، كالتطرف والقاعدة والإسلاميين والصحويين والمعارضين، وانتشرت بدول الخليج التي كانت تعيش حالة من التعايش السلمي الديني. هل كانت هذه الثورة هي السبب؟
هي أحد أهم الأسباب التي حولت التشدد الذي كان لا يتجاوز بأي حال من الأحوال الاختلاف الفقهي إلى تطرف عنيف وأجازت حمل السلاح من عدة أطراف، مما نتج عنه هذا الاقتتال الطائفي في أكثر من دولة عربية.
نشاهد اليوم الكثير من المنظمات الحقوقية بالبحرين..من الذي أنشأها؟ وما الأهداف من ورائها؟
شهدت البحرين نمواً مطرداً في مؤسسات المجتمع المدني، حيث يصل عدد المؤسسات الأهلية إلى 600 في بلد تعداد مواطنيه لم يصلوا إلى 600 ألف نسمة، وسهلت الدولة منح التراخيص للأنشطة المدنية جنباً إلى جنب منح الحقوق السياسية لمواطنيها.
ومارس المواطنون البحرينيون حقهم في الانتخاب والترشيح للسلطات التشريعية والبلديات، وكذلك في تأسيس النقابات العمالية والاتحادات النوعية، وأيضا في تأسيس المنظمات الحقوقية، وهو أمر محمود لولا أن بعضاً من تلك الجمعيات حادت عن طريقها وضلت طريقها فأصبحت رهنا لأجندات سياسية مما أبعدها عن تحقيق الأهداف المرجوة منها.
وتشكلت منها القوى الناعمة لخلق الفوضى ونشرها في منطقتنا ولعبت دوراً بارزاً في دعم الاضطرابات التي سادت في المنطقة العربية فيما سمي "بالربيع العربي".
دعا الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز إلى اتحاد خليجي، ألا ترين أن هذا الاتحاد تأخر كثيراً؟ وما رسالتك لدول مجلس التعاون؟
نعم تأخرنا كثيراً، وليست هناك رسالة سوى أن الأمر لم يعد ترفاً أو خياراً بل مصيراً حتمياً ودونه الضياع.
كنتِ من مؤيدي عاصفة الحزم منذ انطلاقتها كيف ترينها اليوم بعد مضي عامين من بدايتها؟
ما زلتُ مؤيدة لها ولي الفخر والاعتزاز بموقفي، فعاصفة الحزم صحوة أوقفت مداً طائفياً إيرانياً، جاهرت إيران بوصولها لصنعاء عن طريق الانقلابيين الحوثيين، لولا أن عاصفة الحزم كانت سدا حال دونها وأرغم العالم أجمع لا إيران فقط أن يرانا بعين غير تلك التي كان يرانا بها قبل العاصفة.
عاشراً: اليوم كيف ترين مستقبل دول الخليج فيما بينها؟ وهل يلوح بالأفق مع سياسة ترمب توافق خليجي أميركي؟
أرى أعلى درجات التنسيق على المستوى الأمني والمستوى الدبلوماسي ونأمل أن يتسع مجال التنسيق ليشمل المستوى الاقتصادي، كذلك أما بالنسبة للعلاقات الأميركية الخليجية في السنوات الأربع القادمة فهي في أعلى درجات التوافق وما يهمنا هو تذكير أنفسنا أنها قد تكون أربعاً فقط.
هل تفتقد دول الخليج للرؤية السياسية تجاه أمريكا؟
أحدثت الحقبة الأوبامية شرخاً كبيراً في التحالف الأميركي الخليجي وهزت العديد من المسلمات التاريخية يستدعي ذلك بذل جهد كبير من جميع الأطراف لترميم الضرر وإعادة تثبيت ما كان متعارفاً عليه سابقاً.
إنما من المعروف أن المصالح السياسية ليست دائما تسير في ذات الاتجاه. قد يكون الضرر الذي أحدثته تلك الإدارة ذو فائدة نبهتنا إلى ضرورة الاعتماد على النفس وأن أي تحالف يتكل فيه طرف على آخر كل هذا الاتكال معرض للانهيار في أي لحظة. نحن بحاجة إلى إعادة صياغة تحالفاتنا وتنويعها وبنائها على مصالح مشتركة فعلية يحتاجنا فيها الطرف الآخر بقدر حاجتنا له. والعمل على تقوية القدرات العسكرية والاقتصادية الذاتية.
غياب مفهوم الدولة الوطنية لدى الجيل الجديد، هل يهدد دول الخليج؟
بالتأكيد فهو الرابط الذي يشد الإنسان لأرضه، ويجعل من شركائه في الوطن رابطه ووحدته، ويعرف للإنسان حدوده السياسية التي تقف عند حدوده الجغرافية، فيصبح المواطن للمواطن بنيان، وتصبح الأرض عنواناً، ويصبح العقد الذي يجمع بينك وبين شركائك ونظامك السياسي المرجعية الوحيدة التي تحتكم إليها في تنظيم علاقتك بالآخرين.
ومن دون ذلك ستكون الولاءات عابرة للقارات وتختلط المصالح والأجندات وتخلق الفوضى، وهذا ما فعلته #الجماعات_الدينية التي حالت دون تعزيز مفهوم المواطنة كي تخدم أجندتها التي ترى في أمميتها بديلا عن الأوطان.
وأضافت أنه لا يحق وفقا للدستور ووفقا لقانون الجمعيات السياسية في البحرين أن تتشكل جمعية سياسية "حزب" على أسس دينية أو مذهبية، وما حدث هو أن جمعية الوفاق وبعض الجمعيات الدينية الأخرى تشكلت ومنحت التراخيص قبل صدور القانون، وفقاً لما نقلته "العربية".
والإعلامية سوسن الشاعر تعمل منذ سنوات على نشر الوعي السياسي والاجتماعي، من خلال ما تكتبه من مقالات في جريدتي "الشرق الأوسط الدولية"، و"الوطن البحرينية"، وبرنامجها التلفزيوني "كلمة أخيرة"، إلى جانب مساهمتها النشطة على مواقع التواصل_الاجتماعي ، حيث حصلت على عدد من الجوائز المحلية والإقليمية في هذا المجال، ومنها وسام الكفاءة من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.
وبدأت سوسن الكتابة عام 1989 في عدد من الصحف المحلية والخليجية والعربية، منها "الأيام البحرينية، والوطن السعودية، واليوم السعودية، والوطن البحرينية، والشرق الأوسط الدولية"، إلى جانب برنامجها التلفزيوني "كلمة أخيرة".
وساهمت سوسن في تأسيس وعضوية عدد من الجمعيات الأهلية العاملة في مجال رعاية الأطفال وخدمة المجتمع_البحريني، وحصولها على عدد جوائز بحرينية وخليجية وعربية في مجال الإعلام؛ منتدى الإعلام العربي (2009)، وجائزة مهرجان القاهرة للبرامج الحوارية 2007، وأفضل برنامج اجتماعي (1996).
وفيما يلي نص الحوار كاملا:
هل نحتاج إلى ضوابط لما يسمى بالحرية الإعلامية؟
ليست هناك حرية من دون ضوابط، وإلا تحولت إلى فوضى وتعدت على حقوق الآخرين، لكل الحريات ضوابط تمنع تجاوزها حدود الآخرين وحقوقهم، فإن كان الإعلام يتعلق "بخبر" فالضوابط عديدة لأنك مقيد بتحري الدقة والمصداقية وإن كان الإعلام متعلقاً "برأي" فمساحة الحرية أكبر والقيود والضوابط أقل، إنما في النهاية لا تترك الحريات من دون ضوابطها التي لا تفقدها روحها وجوهرها.
اليوم انتشرت المنصات الإعلامية التي يستطيع من خلالها أي أحد نشر آرائه وأطروحاته، فأيهما برأيك مؤثر أكثر مقال منشور بصحيفة رسمية، أم مقال ممنوع من النشر في تويتر؟
المقال الممنوع من النشر سيكون أكثر انتشاراً بحكم كونه أكثر إثارة، إنما ليس بالضرورة سيكون أكثر تأثيراً.
أغلقت قبل فترة جمعية الوفاق. هل تؤيدين إغلاق الجمعيات السياسية الدينية؟ وما النظرة التصحيحية لمثل هذه الجمعيات حتى تتعايش ببلد كالبحرين؟
لا يحق وفقا للدستور ووفقا لقانون الجمعيات السياسية في البحرين أن تتشكل جمعية سياسية "حزب" على أسس دينية أو مذهبية. وما حدث هو أن جمعية الوفاق وبعض الجمعيات الدينية الأخرى تشكلت ومنحت التراخيص قبل صدور القانون، وكان من المفترض أن توقف ويطلب منها تصحيح أوضاعها بعد صدور القانون، إنما تركت وذلك كان خطأ سياسيا وقانونيا تحمل المجتمع آثاره المدمرة.
العمل السياسي في دول متعددة الأعراق والطوائف كالبحرين يجب أن يخلو من الصبغة المذهبية أو الدينية، كي يكون جامعا وموجها لجميع المواطنين من دون تمييز، خاصة والحريات الدينية مكفولة وفقا للدستور.
هناك 40 قناة إيرانية بدعم 60 مليون دولار وتوجه رسالتها للبحرين بشتى الطرق والأساليب، كيف تتمكن قناة واحدة بالبحرين من مواجهة هذا القنوات؟ وهل بالفعل أصبح إعلامنا الخليجي إعلام تبليغ؟ وهل نحن متأخرون في إعلامنا بالتأثير بالحدث؟
نستطيع من خلال تقديم المعلومة الصحيحة والرأي والنقاش الحر أن نسد ثغرة كبيرة. لو تركناها لاحتلتها تلك القنوات بنشر الإشاعات وإثارة البلبلة. إنما يعتمد قدر تأثيرنا بقدر سرعتنا وبقدر مساحة النقاش الحر المتاحة في قنواتنا. وردا على الشطر الأخير من السؤال نعم نحن متأخرون جداً.
بعد الثورة الإسلامية بإيران ظهر بعد الثمانينيات مصطلحات جديدة، كالتطرف والقاعدة والإسلاميين والصحويين والمعارضين، وانتشرت بدول الخليج التي كانت تعيش حالة من التعايش السلمي الديني. هل كانت هذه الثورة هي السبب؟
هي أحد أهم الأسباب التي حولت التشدد الذي كان لا يتجاوز بأي حال من الأحوال الاختلاف الفقهي إلى تطرف عنيف وأجازت حمل السلاح من عدة أطراف، مما نتج عنه هذا الاقتتال الطائفي في أكثر من دولة عربية.
نشاهد اليوم الكثير من المنظمات الحقوقية بالبحرين..من الذي أنشأها؟ وما الأهداف من ورائها؟
شهدت البحرين نمواً مطرداً في مؤسسات المجتمع المدني، حيث يصل عدد المؤسسات الأهلية إلى 600 في بلد تعداد مواطنيه لم يصلوا إلى 600 ألف نسمة، وسهلت الدولة منح التراخيص للأنشطة المدنية جنباً إلى جنب منح الحقوق السياسية لمواطنيها.
ومارس المواطنون البحرينيون حقهم في الانتخاب والترشيح للسلطات التشريعية والبلديات، وكذلك في تأسيس النقابات العمالية والاتحادات النوعية، وأيضا في تأسيس المنظمات الحقوقية، وهو أمر محمود لولا أن بعضاً من تلك الجمعيات حادت عن طريقها وضلت طريقها فأصبحت رهنا لأجندات سياسية مما أبعدها عن تحقيق الأهداف المرجوة منها.
وتشكلت منها القوى الناعمة لخلق الفوضى ونشرها في منطقتنا ولعبت دوراً بارزاً في دعم الاضطرابات التي سادت في المنطقة العربية فيما سمي "بالربيع العربي".
دعا الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز إلى اتحاد خليجي، ألا ترين أن هذا الاتحاد تأخر كثيراً؟ وما رسالتك لدول مجلس التعاون؟
نعم تأخرنا كثيراً، وليست هناك رسالة سوى أن الأمر لم يعد ترفاً أو خياراً بل مصيراً حتمياً ودونه الضياع.
كنتِ من مؤيدي عاصفة الحزم منذ انطلاقتها كيف ترينها اليوم بعد مضي عامين من بدايتها؟
ما زلتُ مؤيدة لها ولي الفخر والاعتزاز بموقفي، فعاصفة الحزم صحوة أوقفت مداً طائفياً إيرانياً، جاهرت إيران بوصولها لصنعاء عن طريق الانقلابيين الحوثيين، لولا أن عاصفة الحزم كانت سدا حال دونها وأرغم العالم أجمع لا إيران فقط أن يرانا بعين غير تلك التي كان يرانا بها قبل العاصفة.
عاشراً: اليوم كيف ترين مستقبل دول الخليج فيما بينها؟ وهل يلوح بالأفق مع سياسة ترمب توافق خليجي أميركي؟
أرى أعلى درجات التنسيق على المستوى الأمني والمستوى الدبلوماسي ونأمل أن يتسع مجال التنسيق ليشمل المستوى الاقتصادي، كذلك أما بالنسبة للعلاقات الأميركية الخليجية في السنوات الأربع القادمة فهي في أعلى درجات التوافق وما يهمنا هو تذكير أنفسنا أنها قد تكون أربعاً فقط.
هل تفتقد دول الخليج للرؤية السياسية تجاه أمريكا؟
أحدثت الحقبة الأوبامية شرخاً كبيراً في التحالف الأميركي الخليجي وهزت العديد من المسلمات التاريخية يستدعي ذلك بذل جهد كبير من جميع الأطراف لترميم الضرر وإعادة تثبيت ما كان متعارفاً عليه سابقاً.
إنما من المعروف أن المصالح السياسية ليست دائما تسير في ذات الاتجاه. قد يكون الضرر الذي أحدثته تلك الإدارة ذو فائدة نبهتنا إلى ضرورة الاعتماد على النفس وأن أي تحالف يتكل فيه طرف على آخر كل هذا الاتكال معرض للانهيار في أي لحظة. نحن بحاجة إلى إعادة صياغة تحالفاتنا وتنويعها وبنائها على مصالح مشتركة فعلية يحتاجنا فيها الطرف الآخر بقدر حاجتنا له. والعمل على تقوية القدرات العسكرية والاقتصادية الذاتية.
غياب مفهوم الدولة الوطنية لدى الجيل الجديد، هل يهدد دول الخليج؟
بالتأكيد فهو الرابط الذي يشد الإنسان لأرضه، ويجعل من شركائه في الوطن رابطه ووحدته، ويعرف للإنسان حدوده السياسية التي تقف عند حدوده الجغرافية، فيصبح المواطن للمواطن بنيان، وتصبح الأرض عنواناً، ويصبح العقد الذي يجمع بينك وبين شركائك ونظامك السياسي المرجعية الوحيدة التي تحتكم إليها في تنظيم علاقتك بالآخرين.
ومن دون ذلك ستكون الولاءات عابرة للقارات وتختلط المصالح والأجندات وتخلق الفوضى، وهذا ما فعلته #الجماعات_الدينية التي حالت دون تعزيز مفهوم المواطنة كي تخدم أجندتها التي ترى في أمميتها بديلا عن الأوطان.