أنهت جامعة الخليج العربي، سلسلة ورش عمل حول المرونة النفسية ودورها في إدارة الوقت والضغوط، قدمتها كل من رئيسة برنامج إعداد المهارات القيادية والمهنية بالجامعة ورئيس قسم الطب النفسي د.هيفاء القحطاني، بمشاركة الاخصائية النفسية بالمملكة العربية السعودية ياسمين البريك، ضمن برنامج تنمية المهارات القيادية والمهنية لطلبة كلية الطب والعلوم الطبية بالجامعة.
وشارك في الورشة 200 من طلبة السنة الأولى في كلية الطب والعلوم الطبية، وزعوا على 4 مجموعات مستقلة، حيث تناولت الورشة مفهوم القلق من منظور علمي ونفسي، والضغوطات التي قد يلاقيها الطلبة في بداية حياتهم الجامعية، ومهارات تنظيم الوقت ومواجهة صعوبات الاغتراب والبعد عن الأهل وقلة الترفيه، والموازنة بين متطلبات دراسة الطب والأمور الحياتية الأخرى.
وتخلل الورشة التدريب على العديد من التمارين التي تعين على الاسترخاء والتخلص من الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار ايجابية تطور من الأداء في الحياة الدراسية والحياة العامة، بالإضافة إلى التدريب على مهارات أخرى لتحسين نوعية النوم والغذاء، وقد أثرى الطلبة التدريب برسومات معبرة عكست طبيعة الضغوط النفسية التي يمرون بها.
وقالت القحطاني إن ورشة العمل استهدفت طلبة السنة الأولى كون هذه الشريحة من الطلبة انتقلت تواً من مرحلة المدرسة الى مرحلة الجامعة التي يترتب عليها المزيد من المسؤوليات، كما إن شريحة كبيرة منهم وفدوا إلى جامعة الخليج العربي في البحرين قادمين من عدة دول خليجية، مما يجعلهم بعيدين عن أسرهم والبيئة التي تعودوا العيش في وسطها، وهذا يترتب عليه قيامنا بمهمة الإعداد النفسي لهؤلاء الطلبة.
وتناولت الورشة كذلك، مجموعة من التمارين التي هدفت لمساعدة الطلبة على المرونة النفسية وتحويل نقاط الضغط إلى نقاط قوة تدفعهم إلى التميز، كما أكدت دور الاسترخاء في زيادة الإنتاجية والتركيز، حيث اعتمدت بعض التمارين على قياس درجة استرخاء الطلبة بواسطة جهاز الارتجاع الحيوي الذي يقوم بقياس حرارة الجسد والنبض ويعطي مؤشرات "غرافيكية" على شاشة العرض تبين مدى استرخاء الطالب.
ودربت الاخصائيتان النفسيتان الطلبة على تمارين التنفس المساعدة على تخفيف التوتر، ومنحت جوائز لأكثر الطلبة استجابة للتمرين. وفي جانب متصل أقيم في الورشة تمرين عجلة الحياة، وتم خلاله تقييم التجانس والتوازن في الجوانب المختلفة للحياة ومنها الجانب المهني، العائلي، الاجتماعي، المادي، والاهتمامات والهوايات الشخصية.
وأوضحت القحطاني أن هذا المؤشر يقيم عن طريق رسم بياني اهتمام الطلبة بكل جانب من جوانب الحياة المشار إليها، ويؤدي هذا التمرين في النهاية للخروج برسم بياني يبين مدى توازن الطلاب في إيفاء مختلف التزامات الحياة بحيث يكون نمط الحياة الأمثل هو الذي يوصل مختلف مجالات الحياة بشكل عجلة مستديرة، وينبغي على الطلاب مراجعة عجلة الحياة في فترات منتظمة ليتمكنوا من تحقيق التوازن بين مختلف متطلبات الحياة بحيث لا يطغى جانب على الآخر.
وأضافت "نهدف من خلال هذه الورش مساعدة الطلبة على أن تصبح رحلتهم الدراسية التي تستمر لست سنوات رحلة سلسة وسعيدة ومتزنة في مختلف جوانبها. قالت إن الورشة سترفع توصياتها لإدارة الجامعة على ضوء التقييم العام، حيث ستوصي بزيادة النشاط الترفيهي داخل الجامعة، والموازنة بين الأنشطة الصفية واللا صفية لضمان تخفيف الضغوط على الطلبة.