اختتمت اليوم فعاليات مؤتمر الآثار الإسلامية من منظور عالميّ ، والذي أقيم برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ، وبتنظيم من هيئة البحرين للثقافة والآثار.

وقد قدمت خلال اليوم الأخير ست محاضرات تناولت الآثار الإسلامية في الأناضول ، وشبه الجزيرة الإيبيرية ، وأثيوبيا والقرن الأفريقي، والسودان، وشرق وغرب أفريقيا. قدمها عدد من المحاضرين العالميين منهم: البروفيسور تيموثي إينسول، الدكتور آندرو بيكوك، الدكتور خوسيه كارفاخال، الدكتور إنتصار صغيرون الزين، ستيفاني جونز، توم فيتون، والدكتورة آن هاور.

وتطرق الدكتور آندرو بيكوك في محاضرته إلى الآثار الإسلامية في الأناضول، حيث تناولت محاضرته انتشار المواقع الأثرية الكلاسيكية وتلك التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وتركيز الباحثين على هذه العصور عن غيرها ، فيما لم يتم التركيز على الآثار الإسلامية إلا في الآونة الأخيرة ، حيث جاءت أولى التحقيقات التي تمت بشكل منهجي على بعض المواقع الإسلامية في إطار أعمال الدراسات الأثرية الانقاذية التي رافقت إنشاء السدود في جنوب شرق الأناضول في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين.

ولفت في محاضرته إلى بعض أعمال التنقيب والمسح في الموقع الإسلامي الأثري الأبرز في تركيا وهي مدينة حصن كيفا المدمرة التي يرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر إلى الخامس عشر والتي يهددها حالياً خطر الغمر الكامل. كما تطرق إلى الآثار العثمانية في الأناضول، والتي تضم عمارة عسكرية ومدنية ودينية وآثار مادية لا تزال باقية.

يذكر إن أندرو بيكوك يعمل أستاذاً في التاريخ الشرق الأوسطي والإسلامي في جامعة سانت آندروز بالمملكة المتحدة، وكان سابقا مساعد مدير المعهد البريطاني للآثار في أنقرة حيث شارك في العديد من المشاريع الآثارية في تركيا.

من جانبه تطرق الدكتور خوسيه كارفاخال في محاضرته إلى الآثار الإسلامية في شبه الجزيرة الإيبيرية أو الأندلس كما عرفت لاحقاً. حيث استمر العهد الأندلسي نحو 800 سنة ولا تزال آثاره الثقافية ملموسة إلى يومنا هذا. إذ كانت نقطة البداية لتلك الفترة كانت عام 711 مع فتح المسلمين لشبه الجزيرة الأيبيرية وانتهت بحدثين رئيسييين، أولهما سقوط غرناطة من قبل القشتاليين، ثم طرد الموريسكيين، أحفاد المسلمين.

وتم خلال المحاضرة مناقشة المسار التاريخي للإسلام وأهم المعالم والآثار الرائعة التي تركها المسلمون، كما سنتناول كيف لا يزال سكان شبه الجزيرة الأيبيرية من إسبان وبرتغاليين متأثرين وبشكل كبير بتراثهم الإسلامي. إن التاريخ الأندلسي ينتمي إلى الشرق والغرب على حد سواء، وبالتالي فهو يمثل جسراً يربط الناس في الوقت الحاضر وأرضية مشتركة يمكن من خلالها إرساء أسس المستقبل.

يذكر إن دكتور خوسيه كارفاخال محاضر في علم الآثار الإسلامية في كلية لندن الجامعية بقطر، وهو متخصص في علم الآثار الأندلسية (أيبيريا الإسلامية) وتحليل الفخار. يركّز عمله على آثار الفترة الإسلامية المبكرة وهو مهتم على وجه الخصوص بجميع أنواع المواجهات واللقاءات الثقافية.

وقد قدم البروفيسور تيموثي إينسول محاضرة حول الآثار الإسلامية في أثيوبيا والقرن الأفريقي، وذلك لأن تلك الآثار لم تُبحث وتُستكشف كما يجب، ما يعدّ إغفالاً مهماً في ظل الروابط التي سجّلها التاريخ بين المجتمع الإسلامي الناشئ ومملكة أكسوم (الحبشة).

وقد استعرضت المحاضرة الآثار الموجودة في الصومال، حيث تشير إلى انتشار الإسلام في منطقة المرتفعات الشرقية، والمشاركة الفاعلة في شبكات التجارة في البحر الأحمر والمحيط ا لهندي من قبل المدن الحجرية المهجورة في سهل الصومال. بالإضافة إلى مدينة هَرَر، مدينة الأولياء والعلماء المسلمين الواقعة في المرتفعات الشرقية، وذلك من خلال تقييم الآثار الكائنة في المواقع المحيطة بها، لاسيما موقع Harlaaالذي كان مركزاً تجارياً هاما.

يذكر إن البروفيسور تيموثي إينسول هو عالم آثار وأستاذ الآثار الأفريقية والإسلامية في معهد الدراسات العربية والإسلامية التابع لجامعة إكستر بالمملكة المتحدة. تتمحور بحوثه حول علم الآثار الأفريقي اللاحق (العصر الحديدي) والآثار الإسلامية العالمية. ألّف وحرّر 10 دراسات وحرّر 7 كتب و 3 نشرات دوريّة خاصة. يعكم إينسول منذ عام 2000 على إنجاز أبحاث آثارية في البحرين.

هذا وقدمت الدكتور إنتصار صغيرون الزين محاضرة بعنوان " الآثار الإسلامية في السودان " بما ينعكس من خلال الفنون والهندسة المعمارية، وذلك عبر الإسلام الأصولي والصوفي ومدارسهما. هذا وتعمل الدكتورة انتصار صغيرون الزين أستاذاً في قسم علم الآثار بجامعة الخرطوم وهي أيضاً المدير الميداني مساعد والمدير المشارك لبعض مشاريع قسم الآثار ومدير مشروع مدينة الخندق.

فيما قدم كل من الدكتورة ستيفاني جونز والسيد توم فيتون محاضرة حول " الآثار الإسلامية في ساحل شرق أفريقيا"، خصوصاً في الصومال وموزمبيق، حيث اشتهرت الموانئ التجارية، وقد بنيت فيها المساجد والمقابر من قبل السكان الأصليين والمهاجرين العرب خلال القرنين السادس والسابع للميلاد.

وقد ذكرا أنه شيد أولى مساجد زنجبار والساحل الشمالي لكينيا في القرن الثامن الميلادي ومن المحتمل أنها شيدت من قبل التجار الوافدين إلى المنطقة ، لكن سلسلة التغيرات الاجتماعية والمعمارية الآثارية التي حدثت في المدن السواحلية أثناء القرون التالية تشير إلى انتشار الإسلام على نطاق واسع، الأمر الذي أسهم في تأسيس تقليد حضري فريد من نوعه.

يذكر أن دكتورة ستيفاني جونز تعمل محاضرة في علم الآثار في جامعة نيويورك. وقد أدارت أعمالاً ميدانية على الساحل السواحلي لكينيا وتنزانيا منذ ما يقرب من 20 عاما، فيما عمل السيد توم فيتون سابقاً كاختصاصي مسوح أثناء دراسته الموانئ والمشاهد الساحلية الإسلامية المبكرة في الخليج العربي.

وفي محاضرة الآثار الإسلامية في غرب أفريقيا التي قدمتها الدكتورة آن هاور، تم تناول الآثار الإسلامية الممتدة من جنوب الصحراء الكبرى إلى الساحل الأطلسي ومن السنغال إلى بحيرة تشاد. كما تطرقت إلى المستوطنات التي سكنتها المجتمعات الإسلامية من 900 ميلادية حتى القرن التاسع عشر ميلادي.

يذكر إن آن هاور تعمل أستاذاً لعلم الآثار الأفريقية في جامعة إيست آنجليا، وهي خبيرة في آثار غرب أفريقيا، وتحديداً آثار النيجر وبنين، بالإضافة إلى كونها متخصصة في تحليل الخزفيات