قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الطيبة والتسامح سمة راسخة في الشعب البحريني.
وأكد عباس لدى استقباله صباح الخميس وفدا من الجمعية البحرينية للتسامح وتعايش الأديان، ، أهمية ثقافة التسامح والتعايش والحوار الحضاري باعتبارها الركيزة الأساسية في دعم الاستقرار وتحقيق التقدم، مشيدا برسالة الجمعية ورؤيتها، راجيا تعميم تجربتها في كل الدول العربية.
وأوضح عباس أن ما تملكه البحرين من موروث إنساني وما رسخه المشروع الإصلاحي الرائد على صعيد رعاية الحريات يُعد منجزا حضاريا تعتز وتفتخر به المملكة، مضيفاً ان ماعُرف عن شعب البحرين ومايتسم به من طيبة وسماحة وانفتاح على الثقافات المختلفة ظلت على الدوام جزء من هويته التاريخية المستمدة من عمقه الحضاري وتعاليم الدين الحنيف والعادات العربية الأصيلة.
وقال رئيس الجمعية يوسف بوزبون بالمناسبة:"إننا نؤكد لكم من جديد موقف جمعيتنا الراسخ الداعم للقضية الفلسطينية والساعي إلى تحقيق آمال الشعب الفلسطيني الأبي، بالتوصل إلى السلام العادل والشامل والدائم، بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، وهي القرارات التي تشهد على عدالة القضية الفلسطينية وتفرض على المنظمة الدولية وبوجه خاص اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه، أن تبذل المزيد من الجهد من أجل تنفيذها، مؤكدين لسعادتكم بأن جمعيتنا ستواصل جهودها وبشتى الطرق وبالتعاون مع أصحاب الأهداف النبيلة للوصول إلى هذه الأهداف وتحقيق هذه الغايات التي تلبي تطلعات الجميع في التعايش السلمي والسلام العادل".
وتابع بوزبون:" ولا يفوتنا هنا، أن نعرب عن تأييدنا الكامل لكافة الجهود الملموسة التي تقوم بها السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادتكم فخامة الرئيس، والعمل الدؤوب نحو تعزيز وجود الدولة الفلسطينية وكيانها في المحافل الدولية، فأصبحت فلسطين عضواً في المحكمة الجنائية الدولية وتم رفع علمها على مقرات الأمم المتحدة، بصفتها عضوا مراقبا، وهي نجاحات تاريخية تؤكد أن تحقيق العدالة والوصول إلى الاستقلال أمر ممكن في نهاية المطاف، لكنه يظل بحاجة إلى تضافر جهود المجتمع الدولي من اجل إنصاف الشعب الفلسطيني وحمايته، والوقوف بقوة لإلزام السلطات الإسرائيلية بوضع حد زمني لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية تنفيذاً لقرارات الأمم المتحدة ومبادرة الرباعية الدولية الخاصة بالتسوية السلمية للقضية الفلسطينية، والتوقف الفوري عن الممارسات اللاإنسانية التي تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، وهي الممارسات التي تمثل اعتداء صارخًا على حقوق الفلسطينيين، كما تثير الأضغان والأحقاد وتعبئ النفوس نحو مزيد من ردود الفعل المتصاعدة والمتبادلة".
ومن جهتها ألقت أمين سر الجمعية الدكتورة أمل الجودر كلمة جاء فيها:"
قد تفصل الاف الاميال من الاراضي والصحاري والمياه مملكه البحرين عن فلسطين ولكن ذلك على البعد الجغرافي فقط اما على البعد العاطفي و الروحي فكلا البلدين بلدا واحدا يقفون على ارضيه مشتركه من المبادئ الانسانيه فكلاهما يرفض العنف والارهاب يرفضه جمله وتفصيلا .... يرفضه اينما كان .... ولم كان .....و مهما كان من يقف وراءه . كلا البلدين يعشق التسامح ويؤمن بالتعايش ويرى في الاختلاف والتعدد اثراء وتنوع وابداع وحريه قرار في حين يرى في الاقصاء ضيق افق وجمود وتأخر . كلا البلدين يضرب بهم المثل في تعدد الاديان والاطياف فالمسجد والكنيسه والمعبد في جوار واحد
سياده الرئيس
كما تعلمون فان المشروع الاصلاحي لصاحب الجلاله الملك حمد بن عيسى ال خليفه ملك مملكه البحرين حفظه الله ورعاه يرتكز على رؤيه ثاقبه ويكفل للفرد حريه العقيده والدين ويؤمن بالتسامح والتعايش وقبول الاخر وما جمعيتنا هذه الا احدى مخرجات المشروع الاصلاحي لجلالته . وما احوج عالمنا اليوم الى نشر ثقافه قيم التسامح والتعايش، إلى نسيان الماضي، إلى طي صفحة الامس وخاصةً ما أفرزته الثورات العربية من تحجر كل طرف عند موقفه دون تراجع، ومن تصلُّب شرايين الآراء والمواقف ، ومن تصفية الحسابات على حساب القيم والمبادئ والأخلاق بل و الدين حتى وصل الامر إلى حدِّ القتل وإزهاق الروح والنفس التي حرّم الله قتلها بكل الاديان السماويه وتبرير ذلك كل بحسب توجهاته، والفرح بالانتصار على الآخر، سواءً بالكذب والبهتان، أو تزوير الحقائق وتزييفها، أو بالعنف ولإرهاب.
فعلا نحن اليوم واكثر من أي وقت مضى في حاجه الى ايجاد ثقافه التعايش والتسامح بين مختلف الاديان والمذاهب .ولا بد من تكاتف كل الجهود ... حكوميه رسميه كانت أو اهليه بل والقطاع الخاص في ترويج تلك الثقافه. وبهذا يمكننا العيش بامان والعمل وتحقيق الانتاجيه والتطور والتقدم الى الامام وتبادل المنافع والخبرات بكل يسر وسهوله بين مختلف الاطياف والجماعات.تتبنى جمعيتنا رؤيه "وطن متجانس " وتسعى بالمساهمه في ايجاد مجتمع متعايش بسلام محليا وخليجيا وعربيا وعالميا . وتقوم رسالتها على نشر المحبة والتسامح والتعايش بين معتنقي مختلف الأديان السماوية والمذاهب والحضارات والثقافات محليا وخليجيا وعربيا وعالميا. في حين تتلخص أهم اهداف الجمعيه على النحو الاتي :
1. نشر ثقافه التسامح الديني بين الناس جميعا
2. نبذ العنف والكراهيه والتطرف و التعصب
3. ترسيخ ثقافه الحوار بين الاديان والحضارات والثقافات
4. الدعوه للتعايش السلمي بغض النظر عن الانتماء الديني او العرقي او الفكري
ان فلسطين كانت وما زالت حاضره في قلوب كل بحريني بل وكل عربي ومسلم ولا أذيع سرا حين أقول ان حلمنا واملنا جميعا ان تحصل فلسطين على كامل حقوقها وتصبح دوله مستقله وذات سياده معترف بها من كافه اعضاء الامم المتحده".
ختاما اسمحوا لي سياده الرئيس بتقديم جزيل شكري وامتناني لقبول فخامتكم الاجتماع معنا متمنين لكم كل التوفيق والسداد وتحقيق الاهداف المرجوه".