أكد تقرير صحافي ازدياد نفوذ ودعم إيران في صفوف فصيل مسلح من الإرهابيين في البحرين، مشيراً إلى أن أحد رجال الدين من البحرين يعيش في المنفى ألقى خلال تجمع عدد من المهاجرين بمدينة قم في إيران لتأبين أحد الإرهابيين، كلمة داعياً فيها إلى التحريض ضد نظام الحكم.
وأشار التقرير، الذي نشرته وكالة رويترز، إلى أنه ترافق تسارع وتيرة عمليات تفجير وحوادث إطلاق نار أغلبها غير متقنة مع تضييق الحكومة الخناق على الإرهابيين.
وبين أن شقيقا رضا الغسرة المطلوبين أيضا بتهمة التطرف حضرا في لقاء التأبين الذي عقد في مدينة قم واستمع الحاضرون لرسالة مسجلة من رضا يقول فيها إن الزورق الخاص بالهاربين من سجن جو في طريقه إلى إيران.
ولفت إلى أن الإرهابي السندي زعيم جماعة "ألوية أشتر" المتشددة التي نفذت تفجيرات وعمليات إطلاق نار استهدفت الشرطة البحرينية قد كلف الغسرة بتكوين خلايا من المتشددين بمساعدة إيرانية في البحرين، مشيراً إلى أن الجماعة وصفت رضا الغسرة عقب وفاته بأنه "القائد الشهيد".
وألمح التقرير إلى أنه في 2011 أدت اشتباكات مع الشرطة قادها متطرفون إلى مقتل 24 من رجال الشرطة عبر شبان يلقون بالحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة.
ولفت إلى تحليل لبيانات النائب العام البحريني على مدى سنوات عن المشتبه في انضمامهم لعضوية ألوية أشتر إلى أن هذه الجماعة تعمل من خلال خلايا يقل عدد أفراد كل منها عن عشرة شبان يشرف عليهم متشددون مهاجرون مثل السندي يقيمون في إيران.
وبحسب التقرير فإن هؤلاء الشبان يتم تجنيدهم خلال رحلات دينية أو دراسية إلى إيران وإن المشتبه بهم يتلقون تدريباً على استخدام الأسلحة والمتفجرات في إيران أو العراق، خاصة وأن للسندي حلفاء أقوياء في إيران التي يعيش فيها منذ خرج إلى المنفى عام 2012.
وذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية وضعت السندي على قائمة الإرهابيين في 17 مارس لينضم بذلك إلى قادة في تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، وقالت الوزارة إنها استندت في قرارها إلى الصلات التي تربط السندي بألوية أشتر التي "تتلقى تمويلاً ودعماً من حكومة إيران".
وأكد التقرير أن الوثائق الأمنية تشير إلى أن السندي تلقى أموالاً من الحرس الثوري الإيراني وكلف الغسرة بتنظيم تدريب عسكري للمتشددين البحرينيين في إيران على أيدي رجال الحرس الثوري وفي العراق على أيدي رجال كتائب حزب الله، وأن ألوية أشتر أعلنت التحالف مع كتائب حزب الله المدعوم من إيران وذلك في بيان نشر على الإنترنت في فبراير الماضي، لافتاً إلى أن السندي تحدث عن علاقته بالغسرة في رسالة إلى أتباعه على تطبيق تليجرام للتراسل في مارس الماضي وجاء فيها "عرفته عاشقاً لأهل البيت، مستعداً للتضحية في أعلى مراتب التضحية، مصمماً على خيار المقاومة"، وأن ياسر شقيق رضا الغسرة اعترف في مكالمة مع إحدى وكالات الأنباء من إيران بأن شقيقه رضا مقاتل لكنه نفى أنه تلقى مساعدة من إيران وامتنع عن التعليق على العلاقات التي ربطت بين شقيقه والسندي.
وبين التقرير أنه في مارس تحدث السندي لقناة إيرانية فقال إنه فخور لأن أمريكا تعتبره عدواً لها.
وشدد التقرير على أنه في يناير دعا السندي المعارضة في البحرين إلى التخلي عن الاحتجاجات التي كانت في أغلبها سلمية في الساحات العامة وإلى حمل السلاح، وقال في كلمة ألقاها في مدينة قم "نحن في تيار الوفاء الإسلامي نعلن أننا بدأنا مرحلة جديدة وأعلناها في بيان التأبين للشهداء، قبضة في الميدان وقبضة على الزناد، وسنتحمل هذه النتائج بأكملها ونحن جادون في هذا الأمر".
ونوه التقرير إلى أنه يبدو أن إعلاء إيران من شأن السندي يشير إلى موافقة على برنامجه، فإلى جوار علم إيراني وراية كتب عليها عبارة "الموت لاحدى الأنظمة العربية الحاكمة" وقف السندي يلقى خطبة الجمعة في أبرز مساجد البلاد في مدينة قم في سبتمبر الماضي فيما يمثل تكريماً استثنائياً، كما كان للسندي موقع الصدارة في مؤتمر أهل البيت عام 2013 وهي رابطة عالمية أسسها خامنئي عام 1990، وأبدى السندي امتنانه للإيرانيين لاسيما خامنئي الذي وصفه بأنه قائد المسلمين جميعاً، أما الزعيم الأعلى الإيراني فأشار في خطاب ألقاه في الصيف الماضي إلى ما وصفهم بالشبان البحرينيين الأبطال الذين يتقدون حماساً للقتال ضد نظام الحكم".