قضت المحكمة الكبرى الجنائية الخامسة، بسجن شاب بحريني "23 سنة" لمدة سنتين لاعتدائه على سلامة رجال الشرطة ومهاجمتهم بالسكين، وقيادة سيارة الإسعاف وإتلافها بعد أن سيطرت عليه حالة من الغضب والحزن تجاه شقيقه المنتحر شنقاً.
وقالت المحكمة إنه نظراً لظروف الدعوى وملابساتها فإنها تأخذ المتهم بقسط من الرأفة.
وبدأت الواقعة ببلاغ قدم من أب بحريني يبلغ عن انتحار ابنه بالمنزل، فتوجهت دورية الشرطة لمكان الحادث وتقابل رجال الأمن مع المتهم وكان في حالة عصبية شديدة فتم احتواؤه وتهدئته، وبعدها قرر بأن شقيقه انتحر بسبب وجود خلافات بين المنتحر ووالدهما، ودخل شقيقه لغرفته وأغلق الباب على نفسه وعلق الحبل على رقبته وربطه بالمروحة ثم انتحر شنقاً، وحاول إنقاذه بقطع الحبل.
وحضرت سيارة الإسعاف وتم الكشف عليه من قبل المسعفين أثناء تواجد دورية الشرطة، وما إن أبلغوه بوفاة شقيقه حتى انتابت المتهم حالة هستيرية وتوجه لإحدى الغرف وأحضر سكيناً، وهاجم بها رجال الشرطة، وما إن شاهده رجال الشرطة والمسعفون وهو حامل السكين بيده على الفور حتى خرجوا مسرعين من المنزل، ولحقهم المتهم حتى سقط شرطي من أعلى السلم بالطابق الأول وأصيب بيده ورجله فتم نقله لسيارة الدورية بمساعدة السائق والمسعفين.
وتمت الاستعانة بدورية إسناد حاول رجالها السيطرة على المتهم لكنه قفز إلى سيارة الإسعاف بعد أن أتلف الزجاج الخلفي وقادها، وارتطم بسيارة مستأجرة من قبل والده من مكتب تأجير للسيارات.
وقامت دورية الشرطة المساندة بملاحقة المتهم ومحاولة السيطرة عليه واعتراض طريقه، فقام بالاصطدام بسيارتهم وتعرض شرطيان لإصابات متفرقة، فتم التعامل معه بطلقات الغاز التحذيرية فترك المتهم سيارة الإسعاف ولاذ بالفرار لداخل أحد المباني حيث تمت محاصرته حتى استطاعوا الإمساك به.
وقال المجني عليه الأول إن سيارة الإسعاف ودورية الشرطة وصلتا بنفس التوقيت، إلا أن المتهم كال إليهم الاتهامات وتعدى عليهم بالضرب لوصولهم بعد أن فارق شقيقه الحياة، منوهاً إلى أن البلاغ الوارد للشرطة هو عن وجود حالة انتحار شاب بمنزله بمدينة حمد، والمتهم قام بقص الحبل.
وأسندت النيابة العامة للمتهم عدة تهم وهي أنه اعتدى على سلامة جسم عدد من رجال الشرطة وأفضى الاعتداء إلى مرضهم وعجزهم عن القيام بأعمالهم الشخصية لمدة تزيد عن 20 يوماً، وحاز وأحرز بقصد التعاطي حشيشاً ومؤثراً عقلياً.
ووجهت له تهمة أنه استعمل سيارة الإسعاف المملوكة لقوة دفاع البحرين دون موافقة مالكها أو صاحب الحق في استعمالها، وأتلف سيارة الإسعاف وسيارة أخرى مستأجرة من قبل والده.
واعترف المتهم باستعماله سيارة الإسعاف وإتلافها وأنه كان في حالة من الغضب، لكنه أنكر الاعتداء على رجال الشرطة.
وعاقبت المحكمة بالحبس سنة عن تهم الاعتداء على رجال الشرطة واستعمال سيارة الإسعاف دون موافقة مالكها، وتهمة إتلاف السيارة المستأجرة وسيارة الإسعاف للارتباط، وإدانته بالحبس سنة عن حيازة المخدرات بقصد التعاطي.