أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، أهمية دور الكلمة الحرة والنزيهة في تنمية الحاضر وصناعة المستقبل، وقال: "إن الصحافة بما لها من قوة وتأثير في الرأي العام وما تمتلكه من أدوات عليها أن تكون وسيلة للبناء ودعم خطوات المجتمع في مجال التنمية المستدامة التي يسعى إليها الجميع".

وأضاف سموه أن للصحافة ووسائل الإعلام رسالتها الحيوية القادرة على الارتقاء بالمجتمع وتعزيز جهوده في مجال التنمية، فالصحافة تصل إلى الجميع وأداة لتنوير العقول وتحفيزها على الإبداع والابتكار.

وأكد سموه أن مهمة تشكيل الوعي المجتمعي ليست بالمسألة الهينة وإنما تحتاج إلى أن تتبنى الصحافة والإعلام ووسائل التواصل الأخرى جملة من القيم التي تسهم في توجيه الطاقات إلى كل ما يعزز التماسك المجتمعي ويحفظ للدول والشعوب أمنها واستقرارها عبر تواصل حضاري.

وشدد سموه على أن النهوض بالمجتمعات يحتاج إلى رسالة صحافية وإعلامية تقوم على مرتكزات وطنية تحفظ للمجتمعات خصوصيتها وتحفز الناس في ذات الوقت للسير في ركب التنمية والتحديث.

وحيا سموه في رسالة وجهها إلى العالم بمناسبة "اليوم العالمي لحرية الصحافة 2017" الذي يصادف الأربعاء ويقام هذا العام تحت شعار: "عقول واعية من أجل الأوقات الحرجة: دور وسائل الإعلام في النهوض بمجتمعات سلمية ومنصفة وشاملة"، جهود الصحافيين البحرينيين وما يقومون به من دور في تعريف العالم بالصورة الحقيقية لمملكة البحرين كبلد رائد في مجال الحريات والنماء على كافة المستويات.

ونوه سموه إلى ما تحظى به الصحافة البحرينية من رعاية واهتمام من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الذي يدعم الحريات الإعلامية ويؤمن بأهمية الكلمة المؤثرة في الحفاظ على أمن واستقرار وتقدم البلاد.

وأكد سموه أن حرية الرأي والتعبير مكفولة في مملكة البحرين بنصوص الدستور والقانون، والتي أتاحت للمنتسبين للعمل الصحافي أجواء الحرية والانفتاح اللازمة للتعبير عن أرائهم وتوجهاتهم بما لا يمس بالوحدة الوطنية أو التماسك بين أبناء المجتمع الواحد.

وقال سموه: "إننا فخورون بأبنائنا وبناتنا من الصحافيين البحرينيين الذين عبروا بأفكارهم وأطروحاتهم عن تطلعات الوطن والمواطنين في إطار من الموضوعية القائمة على أخلاقيات مهنة الصحافة، وكانوا ولايزالون خط دفاع لا غنى عنه في الدفاع عن الوطن والحفاظ على ما تحقق من منجزات".

وأعرب سموه في هذه المناسبة عن تقديره لعطاءات الأجيال المتعاقبة من كتاب الأعمدة والصحافيين البحرينيين الذين استطاعوا أن يتركوا بصمات ذات تأثير كبير في تنمية وتنوير المجتمع، مؤكداً سموه ثقته في أن الجيل الحالي من الصحافيين والصحفيات قادر على استكمال مسيرة الرواد بكل إخلاص.

ودعا سموه رجال الصحافة والإعلام إلى أن يسخروا أقلامهم إلى كل ما يخدم مصلحة الوطن وشعبه، وأن تتواصل مسيرة عطائهم في تفنيد المغالطات والأكاذيب التي تروج لها بعض وسائل الإعلام تستهدف النيل من استقرار الوطن والتأثير في نسيجه الاجتماعي.

وشدد سموه على ضرورة الاستفادة القصوى من وسائل التواصل الاجتماعي الجديد في إنتاج المعلومة التي تفيد المجتمعات والعمل على تطورها لما تشكله هذه الأدوات من حراك اجتماعي وسياسي ينبغي أن يوطن لخدمة هذه المجتمعات لا إلى تقويضها.

ودعا سموه الناشئة والشباب إلى الولوج إلى مجتمع المعرفة وتحقيق الكثير من الاستفادة من التطورات التقنية وتطويرها لخدمة الوطن والأمة.

وشدد سموه على ضرورة امتلاك المهارة والتواصل مع العصر الذي نعيشه بكفاءة عالية وإبداع متجدد، وهو ما يجب أن يستثمر عبر تأهيل الشباب وإعدادهم الإعداد الجيد لهذه النقلة من التقنيات الحديثة وأن تكون دوافعهم الرئيسة نحو الغد الذي نرجوه لهم.

ونوه سموه إلى أن أهمية الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة كمناسبة تتجدد كل عام يكمن في تسليط الضوء على الأثر الإيجابي الذي يمكن أن تقوم به الصحافة في تشكيل رأي عام مستنير يتحلى بروح المسؤولية الوطنية.

وأثنى سموه على الدور الذي تقوم بها منظمة "اليونسكو" في تعزيز الحريات الصحفية والإعلامية في مختلف أرجاء العالم، إلى جانب ما تبذله من جهود في مجال تحقيق التقارب الثقافي والإنساني بين الشعوب، مؤكداً سموه تقدير مملكة البحرين لكل ما تقوم به منظمة "اليونسكو" من خطوات من أجل تطور البشرية ونهضتها.