يعد القرقاعون من العادات الشعبية الموروثة في البحرين وباقي دول الخليج، وهي من أهم المناسبات عند الأطفال، ويعود مسمى القرقاعون "قرة عين" الأطفال لفرحتهم في هذا اليوم أو من القرع وهو قرع الباب أو قرع المكسرات مع بعضها البعض فتحدث هذا الصوت .. "الوطن" التقت عدداً من المواطنين وتعرفت معهم على رحلة الاحتفال بالقارقاعون عبر تاريخ تلك العادة الشعبية الأصيلة بالبحرين..
في البداية قال إسحاق محمد ماشاءالله "58 سنة" صاحب محل "شركة ماشاء الله التجارية": القرقاعون في الماضي يتكون من خلطة متكونة من : "ملبس" بداخله نخي أو العنبري يتم صناعته في المحل، وتين الجبل، السمبل، بيذان، النقل، نخي، الجوز".أما الآن فتطور القرقاعون وأصبح عبارة عن: "الجوكليت، النخي، السمبل، البطاطس، مينو، عصير، الشوكولاته" وتزين بالألعاب وتضع بداخل أكياس ملونة.
واضاف ماشاء الله: اختلفت الآن أسعار القرقاعون بالنسبة للماضي، ففي الماضي يباع القرقاعون بالربعة والمن "أداة للوزن" سعره "500 ، 600 فلس" أما الآن فيقاس بالكيلو، وبلغ سعره دينار و200 فلس في العام الماضي. ويوضح "إقبال الناس في القرقاعون قسمين: في نصف شعبان "الناصفة" من 12 شعبان إلى ليلة 15 شعبان، وفي نصف رمضان من 10 رمضان إلى 14 رمضان".
ورأى ماشاء الله أن القرقاعون التقليدي سينقرض، لأن المجتمع جديد، فأطفال اليوم يحبون التشكيلات المتنوعة ولا يميلون للتقليدي.
ووافقه الرأي يوسف علي القراشي "55 سنة" أخ صاحب محل "مؤسسة علي أكبر غلوم"، مضيفاً أن أطفال الآن لا يأكلون القرقاعون التقليدي مثل أطفال الماضي، بسبب وجود بدائل كثيرة تجذبهم، ويوضع القرقاعون التقليدي فقط لفرحة الأطفال.
وأوضح يوسف بأن هذه السنة سيتوقف عن بيع القرقاعون التقليدي بسبب غلاء "البيذان، الفستق"، وسيبيع البطاطس والحلاوة "القرقاعون الحديث".
أما إبراهيم أحمد القراشي "47 سنة" من أصحاب "مؤسسة الميلاء التجارية" يعمل منذ بداية سنه، لا يعتقد بأن القرقاعون التقليدي سينقرض، ويقول: مازال هناك عائلات تورث الموروث القديم لأبنائها ونأكد شخصياً بأن هذه الأشياء يجب أن تبقى وغيرها من العادات الشعبية مثلالأكلات الشعبية "الهريسط، لكي لا تدخل علينا الأشياء الجديدة وتسيطر على الأجيال القادمة.
وأضاف بأن في مؤسسة الميلاء التجارية يركزون على القرقاعون التقليدي أكثر، أما القرقاعون الجديد يشتريه بعض الناس كمنظر والبعض يضعه في توزيعات.
وعن تأثيرالمحلات الجديدة على "القراشي" أكد ابراهيم أنها أثرت عليهم ويقول: لكن مازال لدينا زبائننا، ووافقه ماشاء الله: أثر بشيء بسيط بنسبة 5%، أما يوسف فيقول: لا لم تؤثر علينا، فالرزق من رب العالمين.
من جانبه، قال أبو بكر أحد العاملين بمحلات المكسرات بسوق المنامة إن إقبال الزبائن على شراء المكسرات والحلويات للقرقاعون يقل سنوياً. في السابق يجهز الناس ما يحتاجونه للقرقاعون قبل أسبوع لذا يبدأ التردد على المحل ليلاً من قبل الزبائن وخاصة النساء لشراء الحلويات والمكسرات مثل البندق و"النخي" المجفف والجوز والفستق. مضيفاً أنه يوفر رقائق البطاطس "الشيبس" في قرقاعون تحقيقًا لرغبة البعض، ويكتفي الزبائن بأخذها في أكياس.
وبحسرة وأشار أبو بكر الذي يعمل بسوق المنامة منذ 19 سنة إلى أنه: "اليوم، بالكاد يتردد الزبائن على السوق بشكل عام وعلى المحل تحديداً لشراء مستلزمات القرقاعون". بالرغم من مناسبة الأسعار ورخصها مقارنة بالمحلات الكبيرة إلا أن الزبائن يواجهون صعوبة في الحصول على مواقف للسيارات، والبعض يحصل على مخالفات مرورية في حال ركن السيارة في بعض الأماكن.
وأضاف: يتجه الزبائن اليوم للمحلات الكبيرة نظراً للعروض التي تقدمها ولقربها من مناطق سكنهم وتوفر مواقف السيارات. وصار الزبائن يفضلون تقديم المكسرات كأنها هدية. وبعض سكان المنطقة الذين كانوا يترددون عليه في السابق إما انتقلوا إلى منطقة أخرى أو توقفوا عنالاحتفالبالقرقاعون.
من جانب رأت أم محمد "أم لأربعة أبناء" التي تقطن مدينة حمد أن الاحتفال بالقرقاعون قبل 12سنة مختلف عما هو عليه اليوم وتقول "في السابق كنا نرى الأطفال في الطرقات في هذه المناسبة أما الآن وكنا نشتري المكسرات والحلويات وننتظر طرق الأطفال الباب إلا أن هذه العادة لم تعد كما كانت ما جعلنا نتوقف من 6 سنوات عن شراء القرقاعون واكتفينا بإقامة حفلة صغيرة للأطفال ونقدم لهم التوزيعات ومبلغاً بسيطاً في ليلة القرقاعون".