ريانة النهام

امرأة تصرخ في الشارع لتعطل السير، وشاب يشتم صاحب المحل لتأخره في تسليم طلبيته، مواقف كثيراً ما تتكرر علينا ولعل البعض يشهدها كل يوم، لكن الغريب في أن نرى هذه المواقف في شهر رمضان الكريم، الشهر الذي يجب على المسلم أن يتحلى بالصبر وسعة الصدر والسيطرة على انفعالاته، وعليه أن يتحلى بالتسامح والتغافر، لأن شهر رمضان يعتبر من أجمل الفرص لتهذيب النفس وترويضها.

تحكي لنا أريج محسن طالبة جامعية موقفها تجاه هؤلاء الناس وأنها من الأشخاص العصبيين، لكن تحاول قدر المستطاع أن تذكر نفسها في شهر رمضان أن هذا الشهر ليس فقط صوماً عن الأكل والشرب إنما الصوم عن كل ما يغضب الله، وعن كل شيء من الممكن أن يؤذي من حولنا.

وتقول محسن: "من الممكن عندما أغضب، أجرح شخصاً بكلمة أو حتى أن أعتدي عليه جسدياً"، مضيفة: "في النهاية لست أنا فقط الصائمة فالجميع صائم، وعلى الجميع أن يتحلى بالصبر والحلم ويذكر نفسه أن صومه من أجل ربه، فلا داعي من أن يبرر غضبه بصومه، فعلى العكس يجب عليه أن يمسك أعصابه ويحاول أن يستشعر طقوس شهر رمضان".

وأضافت محسن: "إن من يفقد أعصابه في رمضان ليس لديه عذر، وبانفعالاته وغضبه يفسد صومه، ومن الأمور التي تؤدي لأن يفقد الشخص أعصابه هو الشعور بالجوع، بالإضافة إلى عوامل أخرى تؤدي للغضب وهي الزحمة والجو الحار، كلها تودي لفقدان الشخص لأعصابه وسعة صدره".

أما سعاد محمد "ربة منزل" فأكدت عدم تقبلها للشخص الذي لا يمتلك سعة صدر ولا يتمالك أعصابه.

وتقول محمد: "إن عليهم أن يتحلوا بالحلم وليس فقط بالصبر، والمقصود بالحلم هو اجتياز مرحلة الصبر"، وترى أن أغلب مواقف الغضب تحدث قبل الأكل، وأن أغلب الأشخاص يصبح مزاجهم سيئاً عندما يشعرون بالجوع.

وترى عايشة العامري (طالبة جامعية) أنه عندما يكون الإنسان صائماً ويشعر بالجوع تنعكس النتيجة عليه ويفقد أعصابه، ومزاجه غالباً ما يكون متعكراً، وأن هذا معروف بين النساء والرجال، وذكرت أحد المواقف التي تعرضت لها وقالت: "عندما كنت أقود السيارة في الشارع دهست على مكبح السيارة بشكل مفاجئ، وذلك لأن الإشارة أصبحت حمراء، وكان الذي خلفي مسرعاً فدهس هو أيضاً على المكابح بشكل قوي، حيث كانت هناك مسافة بسيطة كي نتصادم، بعدها نزل من السيارة وكان يشتم بصوت عالٍ وفي أسوأ حالات الغضب، ويعود ذلك إلى أنه كان صائماً".

ونصحت عائشة الصائمين بتمالك أعصابهم وأن تكون لديهم سعة صدر، واتفقت مع أريج في أن "الصيام عبادة فلا داعي أن نفسده بالغضب، فيجب علينا دائماً أن نتمالك أعصابنا".