أبرم مركز عيسى الثقافي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في البحرين مذكرة تفاهم يتم بموجبها تفعيل عدد من المبادرات الثقافية والتنويرية المشتركة لتحقيق التوعية بأهداف التنمية المستدامة التي أطلقتها الأمم المتحدة بالتماشي مع رؤية البحرين 2030.
جاء ذلك خلال حفل رسمي أقيم بمركز عيسى الثقافي، حيث قام نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي للمركز د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة بتوقيع المذكرة مع المنسق المقيم لأنشطة برامج الأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في البحرين أمين الشرقاوي، بحضور عدد من المسؤولين الحكوميين وأعضاء السلك الدبلوماسي ومراسلي وسائل الإعلام المحلية والعالمية.
وقال د.الشيخ خالد بن خليفة في مؤتمر صحافي على هامش الحفل إن "المذكرة تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة، تُبرم بين مركز متخصص في نشر الثقافة وبين مكاتب الفريق القُطري للأمم المتحدة التي يزيد عددها عن تسع منظمات، كما أنها الأولى التي توقع مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في البحرين منذ افتتاح المركز في عام 2008، وهي تساهم في وضع البحرين على خارطة الدول الرائدة في المجالات الإنمائية من خلال تنفيذها لخطط وبرامج التنمية المستدامة 2030".
وأكد أن ذلك يأتي في سياق دور "عيسى الثقافي" التنويري لإشعاع الثقافة والفكر الذي يعتبر أساس منطلقات الأهداف الإنمائية العالمية، مضيفاً أن هذه العلاقة ستساهم بشكل كبير في إثبات فاعلية رؤية مملكة البحرين 2030 وخطط برنامج العمل الحكومي في مجالات التنمية المستدامة.
وأشاد الشيخ خالد بجهود المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة، الذي دعم هذه المبادرة وصولاً لتوقيعها الأحد، مما يعكس الاهتمام والجدية الكبيرين في الدفع قدما بالشراكات المختلفة مع قطاعات تنموية مختلفة في البحرين.
وأشاد بالدور الكبير الذي تقوم به منظمات الأمم المتحدة بكافة فروعها وبرامجها وممثليها في العالم من مبادرات تخدم رقي واستقرار الإنسانية، مثمناً جهود الأمم المتحدة الساعي لتنفيذ الأهداف المنوطة بها، وعلى دور الفريق القطري للأمم المتحدة في دعم التنمية في المجالات الأساسية للحياة، ومساهمتها البناءة في وضع البرامج والمشاريع الرائدة لتنفيذ أهداف الألفية وأهداف التنمية المستدامة لعام 2030، خاصة الفريق القُطري، والذي يعد عمله إضافة نوعية لمسيرة تقدم المنظمة في نطاقات التميز في خدمة أمم وشعوب العالم.
ورحب د. خالد بن خليفة بكافة المبادرات المبتكرة والمتنوعة المنبثقة عن هذه العلاقة، والتي تصب في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة، محققاً بذلك تطلعات مركز عيسى الثقافي بأن يكون حاضناً ومستوعباً لكل ما هو مفيد من العطاء الإنساني، ومترجماً بذلك رسالته العالمية والإنسانية ورمزيته نحو الانفتاح.
وأوضح أن المركز سيقوم باحتضان عدد من الأنشطة والفعاليات التي تخدم نشر الوعي بأهداف التنمية المستدامة لدى كافة شرائح المجتمع، بالشراكة مع البرنامج الإنمائي وبقية المنظمات الأممية، بالإضافة إلى فعاليات ومسابقات للأطفال والشباب ومؤسسات صديقة ترتكز على الإبداع في التعبير عن الأهداف الإنمائية، فضلاً عن عقد سيمنارات وورش عمل وندوات ومؤتمرات تخدم كلا الطرفين في نطاق الأهداف الثقافية والأهداف التنموية للتنمية المستدامة.
فيما قال الشرقاوي، إن توقيع مذكرة التفاهم يأتي في وقت مناسب جداً، حيث تعمل مختلف دول العالم في الوقت الراهن على تكثيف الرؤى والممارسات البرامجية المختلفة لمقاربة أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأضاف: "إنه شرف كبير للفريق القطري للأمم المتحدة أن نتعامل مع مؤسسة وطنية مرموقة بحجم مركز عيسى الثقافي، بكل ما تملك من قيادة مستنيرة لها رؤية وإمكانات، إضافة إلى امتلاكها لكوادر وشبكة اتصال على المستوى الوطني كاملاً".
وتابع "لا شك لدينا أن المذكرة ستكون ذات مردود ملموس على البحرين في مقاربتها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما أن مردودها على مختلف المنظمات والبرامج التابعة للأمم المتحدة العاملة بالمملكة، والمنضوية تحت مظلة هذه المذكرة التي تشكل إطاراً واضحاً يتضمن خطة عمل لمدة عامين".
وقال الشرقاوي "ستكرّس هذه المنظمات برامجها المشتركة مع المركز للتوعية من خلال تنفيذ أنشطة وفعاليات ثقافية وتوعوية يشترك في تقديمها مع مركز عيسى الثقافي أكثر من تسع منظمات وبرامج تابعة للأمم المتحدة، وهي بالتحديد (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ منظمة الأمم المتحدة للبيئة؛ منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة؛ صندوق الأمم المتحدة للسكان؛ برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية؛ المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين؛ منظمة الأمم المتحدة للطفولة؛ منظمة الصحة العالمية؛ المنظمة العالمية للأرصاد الجوية)".
ونوّه إلى أن المذكرة ستساعد جهود حكومة البحرين عندما تقدم تقريرها الوطني في العام 2018 بمقر الأمم المتحدة بنيويورك حول ما تمّ إنجازه على أرض الواقع من تفعيل لأهداف التنمية المستدامة 2030.
وأضاف الشرقاوي أن هذه الأهداف تتماشى بشكلٍ كبير مع رؤية البحرين 2030 حيث تركز الرؤية على الاستدامة، العدالة، والتنافسية، وبالتالي فإن من شأن مقاربة أهداف التنمية المستدامة المساعدة بشكل مباشر في تحقيق رؤية البحرين 2030.
وتنص بنود المذكرة على التعاون لعقد محاضرات وندوات وورش عمل توعوية في مجالات ثقافية متنوعة تخدم الأهداف الإنمائية المختلفة، بالتكامل مع مختلف المؤسسات المحلية المعنية، لاحتضان المشاريع التنويرية التي تخص أهداف التنمية المستدامة، سعياً لإبراز صورة مملكة البحرين على نطاق إقليمي وعالمي ودورها الريادي في تنفيذ الرؤية الأممية لرقي الشعوب.
كما تسعى المذكرة نحو توسيع العلاقات مع مختلف مكاتب الفريق القطري للأمم المتحدة بمملكة البحرين لضمان فاعلية جهود تنفيذ الأهداف الثقافية الوطنية المنشودة، خصوصاً في ما يتماشى مع رؤية مملكة البحرين حتى عام 2030.
يشار إلى أن مركز عيسى الثقافي هو مركز ثقافي وطني يتبع الديوان الملكي بمملكة البحرين، أنشئ بالأمر الملكي السامي رقم (18) لسنة 2008.