جهاد العلاونة

رمضان في باكستان البلد ذي الغالبية المسلمة لا يختلف كثيراً عن غيره في باقي الدول السلامية، حيث تنتشر الخيام الرمضانية وتمتلئ المساجد بالمصلين ويتنافس الجميع في عدد ختمات القرآن .

وتصف المواطنة الباكستانية أبيها خالد المقيمة في البحرين أجواء المودة في رمضان بقولها إن الصائمين اعتادوا على إعداد أطباق الفطور (أو الإفطار) ووضع القليل من كل ما صنعوه من أصناف الطعام لتوزيعها على الجيران والأصحاب، مضيفة أن الدعوة للإفطار وحفلات الشواء للسحور أصبحت من أكثر العادات الشائعة، وفيها ينغمس الناس في فرحة العطاء، وأن الكثيرين يوزعون الطعام لمن هم في حاجة، وللفقراء المتواجدين في الطرقات والشوارع. هذا إلى جانب أن الجمعيات الخيرية تكون في ذروتها بهذا الشهر المبارك. كما يحتفل الناس بالأطفال لصيامهم لأول مرة ويكافئونهم على ذلك، وهذه العادة تسمى بـ "روزا كوشاي."

أما المواطنة الباكستانية أزرا عقيل وهي أيضا مقيمة في البحرين فتقول: في شهر رمضان وبداية من اليوم الأول، نحضر طبق (الباراثا) المصنوع من القمح ونقدمه مع اللبن أو مع دجاج الكيما إلى جانب شرب الشاي أو شرب ما يسمى بالـ(لاسي). لاحقاً، يذهب الرجال للصلاة في المساجد بينما تصلي النساء ويقرأن القرآن في البيوت. وفي الصباح، يذهب الرجال إلى أعمالهم وتبدأ النساء بتحضير ما لذ وطاب من أطباق الطعام. يحدث هذا كل يوم طيلة شهر رمضان المبارك ويحاول الصائمون ختم القرآن الكريم أكثر من مرة إلى جانب ختمه باسم الذين فارقوهم من أهل وأصحاب.

أما عن الأطباق الخاصة بشهر رمضان، فتقول: نطبخ العديد من المأكولات طيلة شهر رمضان للإفطار ولكن لدينا بعض الأطباق التي لابد من وجودها على طاولة الطعام ومنها الـ(باكورس، تشانا تشات، فواكه تشات، شرائح الدجاج، وشراب الليمون). ويختار جميع الجيران وسكان الحي يوماً مختلفًا في رمضان لتحضير طبق الإفطار بجانب المسجد وتوزيعه. وعن اللباس فإننا نلبس لباسنا التقليدي (الشلوار كامز) طيلة الشهر ومن عاداتنا أن نلبس ثوباً جديداً كل يوم الجمعة. وفي العشرة الأواخر من شهر رمضان، نبدأ بشراء ملابس العيد والتحضير من أجله. وفي آخر يوم من الشهر تقوم النساء بإعداد الحلويات المخصصة بالعيد ويذهب الشباب لرؤية أصحابهم بينما تذهب البنات لنقش الحناء استعداداً للعيد.

أما المواطنة الباكستانية أسماء جميل فتقول: يسمى الصوم بـ (روزا)، والسحور بـ (سحري)، والإفطار بـ (إفطاري)، وتبدأ الاستعدادات لرمضان في منتصف شعبان، إذ تقوم العوائل بتعليم أولادها جميع التعاليم الدينية المتعلقة برمضان. ومن الشائع جداً أن يتم التجهيز للعيد في نفس الفترة سواء عن طريق شراء الملابس أو الاحتياجات وذلك حتى يكون رمضان شهر للعبادة ولا ينشغل فيه الناس بأي شيء آخر، مضيفة أن رمضان شهر تجتمع فيه العائلة حول التلفاز حيث تقوم القنوات ببث العديد من البرامج الدينية التي يفضل متابعتها الجميع وخصوصاً المغتربين.