لولوة المحميد:

أكد تربويون أن مستوى التعليم في البحرين تراجع لصعوبة المناهج الدراسية إلى جانب الإهمال والكسل، فيما رجح البعض أن البيئة تعتبر أساس المشكلة، بينما يرى آخرون أن الطلاب يعانون من صعوبات في التحصيل الدراسي.

وأضافوا لـ"الوطن"، أن جذور المشكلة تبدأ عند التنشئة منذ الصغر، داعين في الوقت نفسه إلى إعادة النظر في المناهج الدراسية من الأساس لرفع مستوى الطلاب.

وقال الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية بجامعة البحرين د.ناصر المبارك، إن الطلاب يواجهون تراجعاً في مستوى التحصيل العلمي، لعدة أسباب أبرزها خلل المناهج وأخطاء المحتوى إلى جانب غياب النصوص الأدبية التي تحمل مختلف الحقبات الأدبية، بإضافة نمط تعليم مناهج اللغة العربية، والمشاكل في طريقة تلقي الطلاب للمحتوى.

وطالب المبارك، المسؤولين إلى السرعة في معالجة الوضع وإعادة النظر في المناهج التي تدرس بالمدارس من الأساس بالإضافة إلى التمسك بالمنهج المتكامل.

فيما أكد أستاذ قسم اللغة العربية والإسلامية في جامعة البحرين سلمان دعيج "أن مستوى الطلاب يتفاوت في التحصيل العلمي"، واصفاً المستوى بالضعيف بسبب عدم بذل الطالب مجهوداً في البحث والتحضير.

وأضاف أن الحد من التراجع في المستوى التعليمي، يتمثل في أن تقوم الجامعة بجهود لترفع مستوى الطلاب عن طريق تشجيع الطلبة على الدراسة ورفع معنوياته لطلب العلم.

وأكد دعيج، أن هدف الجامعة تخريج طلبة ذوي مستويات عالية، إذ يعتبر تغيير النمط الدراسي للطلاب من المشاكل التي يعاني منها الطالب فطريقة الدراسة للمدرسة تختلف عن الجامعة، ومن هنا يبرز دور وزارة التربية والتعليم بالإضافة إلى أولياء الأمور في تشجيع الطلاب على طلب العلم.

ونوه إلى أن البيئة هي أساس المشكلة في انخفاض المستوى التعليمي، حيث تشجع على الكسل والجمود لا على طلب العلم والدراسة والاطلاع، إضافة إلى عدم الجدية في طلب العلم، مبيناً أن طلب العلم ليس فقط من أجل الحصول على شهادة أو وظيفة بل لنكون أمة متعلمة.

وأشارت مدرسة حاسوب للمرحلة الثانوية إلى أن مستوى مناهج التعليم لم يتراجع بل على العكس، تطورت مناهج جميع المراحل الدراسية، مع اتباع أساليب وإستراتيجيات تساعد المدرس على إيصال المعلومات للطالب بشكل سهل من حيث تطوير التعليم عن طريق تكثيف الورش التدريبية للتطوير من مهارة المعلمين ما ينعكس إيجاباً على الطلبة.

وتوافقها الرأي إحدى مدرسات المواد الاجتماعية بالمرحلة الثانوية، حيث أضافت أن المناهج المدرسية تشهد تطوراً ملحوظاً، لكنها أكدت أن هذا التطور بحاجة لمعلم جيد يستطيع أن يتعامل مع تطورات المناهج إلى جانب تبسيط المادة للطلبة.

وتم عرض موضوع تراجع مستوى التعليم على الأخصائية الاجتماعية للمرحلة الثانوية، حيث ذكرت أن الطلاب يواجهون صعوبة في التعامل مع المناهج الدراسية من ناحية الفهم والحفظ والدراسة، في حين أشارت إلى الطرق لمعالجة هذه الصعوبة عن طريق الاستعانة بالمدرس الخصوصي إضافة إلى تغيير وقت تمديد الدوام بحيث يتسنى للطلاب إيجاد الوقت للدراسة والمراجعة.

فيما أشارت الأخصائية الاجتماعية والتربوية في مركز مطمئنة الطبي تقوى البيطار إلى المشاكل التي يعاني منها الكثير من الأطفال بسبب عدم غرس حب العلم لدى الأطفال، فالطفل يجب أن يكون قادراً على تحمل الدراسة فإذا زادت تلك الأعباء يجد الطفل المدرسة كالسجن بين الواجبات والامتحانات.

وقالت "من واجبات أولياء الأمور غرس حب الدراسة عند الأطفال لمواجهة أعباء الدراسية.. يكون غرس حب الدراسة عند الأطفال في سن مبكر من خلال دمج التعليم مع اللعب بطريقة مسلية فتتحول الدراسة إلى شيء ممتع وغير تقليدي".

وواصلت البيطار: "من المهم عدم إجبار الطفل على وقت الدراسة حتى لا تكون مفروضة عليه ويفقد التركيز، إضافة إلى عدم استخدام الصوت العالي أثناء تدريس الطفل لما يسببه ذلك من آثار سلبية على عقل الطفل فيفقد القدرة على التفكير والتركيز".

وزادت "مع التطورات التي شهدتها المملكة في مجال التعليم هناك العديد من الطرق المسلية لتعليم الأطفال ومن أهمها طريقة المنتسوري لتشجيع الطفل على الدراسة من خلال تنظيم الرحلات التعليمية والتعلم من ممارسة السلوكيات في الحياة الواقعية".