من المعلوم عند المدخنين أن صعوبة الإقلاع عن التدخين، سببها الحاجة النفسية والإدمان وحاجة الجسم إلى النيكوتين، وفي هذه الحالة يعتبر شهر رمضان مناسبة جيدة للإقلاع عن هذه العادة السيئة وتركها، نظراً لتغير النظام السلوكي اليومي المرافق للصوم والعبادة. وكثيرون يعزمون على ترك هذه الآفة، ويتهيؤون نفسيا لذلك تدريجياً ثم يقلعون بصفة وقتية أو بصفة نهائية.
في حديثنا حول تجربة للإقلاع عن التدخين في رمضان والعودة له في أيام العيد، تحدث محمد حسين محمد (22 عاماً)، قائلاً: بدايتي مع التدخين كانت عن تجربة مع مجموعة من زملائي في عام 2012 ، بنسبة محدودة جداً ثم أدمنت التدخين، وأصبحت أشرب في اليوم علبة أو علبة ونصف على حسب الوضع والمزاج.
وأشار أيضاً إلى أن هنالك دوافع عديدة لمحاولة الإقلاع، ومن تلك الدوافع هي صحتي الأهم من كل شيء، وكذلك إهداري للمال، ولا أنسى أن رمضان كان المساعد في تجربة إقلاعي عن التدخين ، حيث أن نهار رمضان كان طويلاً ما يعني أنني أستطيع الصبر لفترات طويلة بدون تدخين. وأضاف ما ساعدني أيضاً على ترك التدخين أن وقت عملي كان في نهار رمضان، وأثناء الليل لا أسهر طويلاً بل أنام قبل منتصف الليل، ولله الحمد مشت الأيام على ما يرام بدون رد فعل مني كالعصبية والمزاج المتقلب، وهو حافز ثانوي لتكملة التجربة.
ولكن مع نهاية رمضان، يضيف محمد: مرت الأيام الثلاثة للعيد بشكل طبيعي، على ما كان عليه في شهر رمضان، ولكن في اليوم الرابع للعيد ومع الخروج لبعض من المطاعم المتواجدة في العدلية وجدت أصدقائي يدخنون فأصابني نوع من الحنين إلى السيجارة، فلم أتمالك نفسي عن العودة، ولكن رجوعي لها ليس بسبب أصدقائي بشكل مباشر وإنما حاجة نفسية، وأصبحت اليوم أدخن كمية معادلة لما كنت عليه قبل التجربة.
وحدثنا ردفان محمد جاسم (23 عاماً) عن تجربته في الإقلاع عن التدخين، قال: حين كنت في السن 15-16 سنة في بداية المرحلة الثانوية تعلمت التدخين من أصدقائي، وكانت بدايتي بتدخين علبتين من السجائر النوع الثقيل وهو ما يعرف بـ "مالبورو حمر" .
وبين ردفان أن الدوافع التي جعلته يقرر ترك التدخين في رمضان مهمة، لأن شهر الطاعة والعبادة وأنا في تلك الفترة حقيقةٍ التزمت بدور العبادة بشكل مخلصاً أمام الله، وذلك ما دفعني لأتخذ قرار ترك التدخين لا محالة، وكنت أعاني في بداية الأمر من صعوبة، حيث إن مزاجي كان متقلباً وزادت عصبيتي، إلا أني استطعت التغلب على تلك الحالة.
وأضاف: عندما أقبل العيد وتعدت أيامه الأولى وأنا لا أزال تاركه، ولكن مع عدم مقاطعتي لزيارة المقاهي لمشاهدة أصدقائي، رجعت لتدخين الشيشة أولاً، ثم إلى التدخين بشكل قوي جداً ثانيا، حيث زادت الكمية التي كنت أشربها في السابق، وعدد العلب بلغ 3 علب يومياً.
أما علي حمد شهاب البالغ من العمر 18 سنة فله تجربة أخرى، تحدث عنها، قال: إن رمضان أعطاني فرصة من ذهب، وعزمت على ترك التدخين في الشهر الفضيل، كوني شخصاً مدخناً منذ أن كنت في السن 13 سنة، وأنا أُعتبر من المدخنين الجدد، وكمية تدخيني أعتبرها خفيفة، تعادل نصف علبة سجائر في اليوم .
وأضاف: بعد أن تركت التدخين في رمضان وبدأت بممارسة الحياة الصحية، أصبحت شخصاً مختلفاً، إلا أنه بانقضاء الشهر الفضيل عادت العادة القديمة بقوة وبشراهة، نظراً إلى ضعف الإرداة عندي، وإلى القرب من الأصدقاء والأهل، حيث إن نصف إخواني مدخنين.
ويفسر علماء الصحة المختصون في مؤسسة مايو كلينيك الأمريكية أن السبب الرئيسي الذي يشعر المدخنين بصعوبة الإقلاع أو العودة إليه من جديد هو مادة النيكوتين التي تسبب الإدمان، إذ يطلبها جسم المدن باستمرار، في غياب العزيمة القوية والإرادة الكبيرة.