لمنطقة الدمام عادات تميزها في شهر رمضان الكريم، ولها طابعها الخاص، في التواصل الاجتماعي، وعلى موائد الإفطار. يستقبل الناس في الدمام قدوم الشهر الكريم بتعليق الفوانيس وتزيين بيوتاتهم بالأقمشة الملونة، في انتظار إعلان رؤية الهلال، وفي الليلة الأولى من الشهر وتسمى "القريش" وهي عادة شعبية موروثة، يحضر الجميع أطباقاً منوعة من الطعام ويتبادلون الأحاديث، منشدين "أهلاً رمضان.. أهلاً رمضان "، مهنئين بعضهم البعض مباركين حلول رمضان.
وفي هذا الشهر الفضيل تتجدد العلاقات الاجتماعية وتقوى الروابط الأسرية وتكثر اجتماعاتها على وجبة الإفطار التي تتكفل بها أسرة من العائلة الكبيرة، وتليها أسرة ثانية وهكذا.
وككل البلدان العربية يحضر بذاكرة السعودية "المسحر" الذي ندر وجوده الآن، وتحكي نورة محمد من ذاكرتها عن أيام الماضي، وكيف كانوا يستيقظون على قرع طبلة المسحر لتجهيز السحور واستبدلوه الآن بالمنبه للاستيقاظ. أما عن
مائدتنا الرمضانية كما تقول نورة فهي غنية بالأصناف المختلفة وسيدها "الثريد" و"الحساء" يومياً أطعمة أعدتها النساء قبل رمضان مثل "السمبوبة" و"الهريس" وخبز الرقاق و"الخنفروش"، ومن المشروبات قمر الدين والفيمتو والسوبيا، والعادة أننا نبدأ الإفطار بتناول التمر والرطب والماء أو ما نسميه بـ"فك الريق" .
ولدينا عادة النصف من رمضان "القرقيعان" التي تشترك دول الخليج بهذه العادة الشعبية الجميلة بثيابها وأكلاتها وجمعة العائلة والجيران وفرحة الأطفال بها. تقول نورة نقضي هذا اليوم في بيت الأجداد بالزي الشعبي ونحمل كيساً من "الخيش"، ثم نقوم برحلة حول المنزل نطرق أبواب الجيران ونغني لهم أغاني فلكلورية مثل "سلم ولدهم يالله .. خله لامه يالله"، ونأخذ مقابل ذلك مكسرات وحلويات تملأ الكيس الصغير عدة مرات فنفرغه بآخر كبير.
وتضيف نورة في هذا الشهر الفضيل تعمر المساجد بذكر الله، ويحرص الجميع على حضور صلاة التراويح رجالاً ونساءً وأطفالاً، ونتسابق بعدد ختمات المصحف الشريف، إضافة إلى قيام الليل والإكثار من الأذكار والاستغفار، أما الطريف المضحك أنها تعتبر ممحاة في رمضان للعصبيين تحديداً مع طول اليوم وضغط العمل.
وأما ليلة 25 و 27 من رمضان يحرص أهالي الدمام على التواجد في المسجد وعادة ما يخرجون الزكاة ليلة العيد ويعتكف الرجال بالمساجد وتصبح الأسواق خالية في هذه الأيام بعد أن نكون كما تقول نورة قد تجهزنا مسبقاً إلى عيد الفطر.