أشاد وفد منظمة الصحة العالمية بجهود المملكة في الوقاية من الأمراض المزمنة غير السارية، وذلك حين التقت وكيل الصحة عائشة مبارك بوعنق الأربعاء بمكتبها بديوان الوزارة بالجفير بوفد بعثة الأمم المتحدة المكون من خبراء زائرين من منظماتها، وهم من فريق العمل بقيادة منظمة الصحة العالمية وبمشاركة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، والذين كانوا في مملكة البحرين خلال الفترة من 15 إلى 17 مايو 2017، بهدف الاطلاع على تجربة المملكة في الوقاية من الأمراض المزمنة غير السارية، بحضور كل من الدكتور وليد المانع الوكيل المساعد لشؤون المستشفيات والأستاذة فاطمة عبدالواحد الوكيل المساعد للموارد المالية والخدمات والأستاذة حصة الدرازي مستشار التخطيط والتطوير بمكتب وزيرة الصحة.

وفي بداية اللقاء قدم وفد بعثة الأمم المتحدة عرضاً موجزاً للانطباع العام حول الزيارة الاستطلاعية على تجربة البحرين بعد الاجتماع مع المعنين في هذا المجال، ووضع التصور العام للتوصيات التي ستنبثق بعد رفع التقرير النهائي والتشاور مع المعنيين بالبرامج في الأمم المتحدة، معربين عن شكرهم العميق لمملكة البحرين خلال فترة الزيارة، ومبينين كفاءة الفرق التي عملت معهم لإنجاز المهمة وما تحظى به البحرين من أنظمة متطورة وخطط ومشاريع مع الجهات المعنية والطرق والآليات التي وضعت وتطبق من أجل مكافحة الأمراض، مشيرين إلى أن الفرص والموارد متاحة من أجل بلوغ الأهداف لهذه الخطة، ومؤكدين على متابعتهم الحثيثة للوصول للنتائج المرجوة وتحقيق الأهداف التي وضعت لتتناسب مع كل بلد من البلدان التي يقومون بزيارتها والبالغ عددها 20 دولة، والمساعدة في الأمور التي تتطلب خبرات واستشارت لنماذج تم تطبيقها بنجاح والتي سيكون لها مردود كبيرا في تطوير البرامج الصحية في مجال مكافحة الأمراض.

ومن جانبها أشارت وكيل الصحة بوعنق على أهمية التواصل مع الخبرات العالمية والاستشاريين في هذا المجال من أجل الاستفادة منها، مبينة دور الشراكة المطلوبة من كل الجهات التي يجب أن تتضافر في تحقيق هذه الأهداف، إضافة إلى دور الفرد في عملية التنمية وإشراكه فيها، من خلال مشاركته في هذه البرامج الموجهة له للحفاظ على صحته، وأكدت على الاستمرار والمتابعة من خلال تفعيل لجان خاصة تتكفل بتنفيذ التوصيات اللازمة.

يذكر أن وفد بعثة الأمم المتحدة قد قام خلال الأيام الـ 3 بعدد من الزيارات لمختلف الوزارات والهيئات واللقاء مع اللجان ومؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة بمكافحة هذه الأمراض مثل وزارة الصحة ووزارة شئون الإعلام ووزارة التربية والتعليم ومحافظة العاصمة وعدداً من ممثلي المجالس البلدية والمحافظات والمجلس الأعلى للصحة والمجلس الأعلى للبيئة ومجلسي الشورى والنواب والمراكز الصحية، حيث تم التركيز على آلية التعاون بين الجهات الحكومية والجهات غير الحكومية وكذلك الاطلاع على المشاريع والجهود التي تبذل لمكافحة الأمراض المزمنة غير السارية.

ومن جانبه قدم مسؤول البرامج التنموية بـ UNDP علي سلمان صالح شكره لوزارة الصحة على تعاونها مع فريق البعثة وتوفير كافة المعلومات والتسهيلات اللازمة لإنجاز المهمة الهادفة، للتعامل مع الأمراض المزمنة غير السارية، مؤكداً فخره بأن يكون جزءاً من هذه المبادرة المهمة التي تضطلع بها الأمم المتحدة لدعم جهود وزارة الصحة بمملكة البحرين، معتبراً أنها جزء من الدعم الشامل للدفع قدماً بمقاربة أهداف التنمية المستدامة في البحرين.

يذكر أن الزيارة سوف تساهم بشكل كبير في عمليات التطوير للخدمات الصحية التي وضعت خططاً وطنية شاملة بمشاركة الجهات ذات العلاقة بمملكة البحرين، وسوف يكون لها أثر واضح للوقوف على سير العمل في مجال الوقاية من الأمراض غير السارية، وذلك عبر تطبيق مبادئ وأهداف الخطة العالمية المنبثقة عن القرار السياسي الصادر في عام 2011، الذي وضع عدة طرق وآليات من أجل مكافحة هذه الأمراض للوصول إلى الأهداف المرجوة بحلول عام 2025، وسوف تندرج البرامج المتعلقة بالأمراض السارية غير المعدية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري وأمراض السرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمن، وكذلك عوامل الأختطار مثل التدخين والخمول البدني والسمنة وارتفاع ضغط الدم.