أكدت رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، أن المركز سيواصل تعزيز علاقاته مع خبراء منظمة "اليونيسكو" ومركز التراث العالمي في العاصمة الفرنسية باريس، بما يخدم مصلحة الإرث الثقافي للدول العربية.

جاء ذلك، خلال استضافة البحرين، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو" إيرينا بوكوفا التي تزور المملكة بدعوة من المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي.

وفي أولى محطّاتها الأربعاء، زارت بوكوفا المركز الإقليمي حيث كانت في استقبالها الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز، ومديرة المركز د.شادية طوقان وعدد من الكوادر والخبراء العاملين فيه.

وقالت الشيخة مي بنت محمد: "تستقبل البحرين اليوم شخصية لطالما أثرت إيجابياً في العالم.. نسعد بزيارة إيرينا بوكوفا مديرة منظمة اليونيسكو إلى البحرين التي تحتضن موقعين مسجلين على قائمة المنظمة كتراث إنساني عالمي".

وأردفت: "المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي هو ثمرة تعاون وجهود استمرت لسنوات ما بين منظمة اليونيسكو ومملكة البحرين، فنشكر لبوكوفا إيمانها بقدرة المملكة على تحمل مسؤولية التراث العربي والحفاظ عليه".

وأشارت الشيخة مي إلى أن المركز حقق منذ تأسيسه عام 2012 العديد من الإنجازات في هذا المجال من تسجيل مواقع تراث عالمي جديدة، بناء القدرات البشرية للمؤسسات العربية المعنية بالتراث، نشر المطبوعات والكتب لزيادة الوعي بالتراث الإنساني والحضاري وبناء علاقات تعاون ناجحة مع المنظمات العالمية المعنية بالتراث.

وخلال زيارتها تعرفت بوكوفا على نشاط المركز الإقليمي في كل من البحرين، والوطن العربي والعالم، حيث أُنجزت خلال السنوات الماضية العديد من مشاريع الحفاظ على التراث الثقافي العربي، ورشات العمل الإقليمية والمشاركات الدولية في المؤتمرات والمحافل المعنية بالتراث حول العالم.

كما اطلعت على دعم المركز للبلدان العربية في تسجيل مواقع عربية جديدة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي وعمله على تأسيس علاقات تعاون مع منظمات دولية عبر اتفاقيات عمل وزيارات متبادلة.

يذكر أن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، تأسس في 2012 كمركز من الفئة الثانية ويعمل تحت رعاية اليونيسكو، وكان أنشئ على أساس الاتفاقية التي أبرمت عام 2010 بين حكومة البحرين ممثلة بالشيخة مي بنت محمد آل خليفة ومنظمة اليونسكو ممثلة بإيرينا بوكوفا.

ويعمل المركز بالتنسيق مع العديد من المنظمات الدولية المعنية بالتراث من أجل حفظ وصون التراث العالمي الثقافي والطبيعي في الوطن العربي ولمساعدة الدول العربية الأعضاء على تطبيق اتفاقية التراث العالمي لعام 1972.

وتوجّهت بوكوفا إلى متحف موقع قلعة البحرين، وهو الموقع المسجل منذ عام 2005 على قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث تعرّفت على المكتشفات الأثرية المتواجدة في المتحف والتي تروي تاريخ الموقع الذي يمتد إلى عصر حضارة دلمون قبل أكثر من أربعة آلاف عام ويعكس مختلف الحقب التاريخية التي تعاقبت عليه.

كما اتجّهت جولة المديرة العامة لـ"اليونيسكو" إلى قلب مدينة المحرق، حيث مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، المؤسسة الأهلية الخاصة التي تقدّم منذ أكثر من 15 عاماً نشاطاً دورياً يرتقي بالحراك الثقافي البحريني، إضافةً إلى دوره في الحفاظ على عدد من بيوتٍ تحكي قصة مدينتي المحرّق والمنامة، والذي استقبل ضمن مواسمه الثقافية أكثر من 500 محاضر من أدباء، كتاب، صحافيين وفنانين من البحرين، الوطن العربي والعالم.