أكدت الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة هالة الأنصاري، أهمية الدور الذي تتولاه المؤسسات التعليمية في تكريس منظومة القيم البحرينية الأصيلة والحفاظ على المكتسبات الثقافية للمجتمع البحريني التي طالما هيئت البيئة المناسبة والحاضنة لتقدم المرأة البحرينية ضمن مسيرة البناء الوطني.

وأشادت بالتجاوب والتعاون المثمر مع وزارة التربية والتعليم والمتمثل في تفعيل توصيات الملتقى الأول للمرأة والتعليم، التي ركزت على ضرورة وضع البرامج المناسبة لتوعية الشباب والنشء بمفاهيم تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل، وكسب تفهمهم وتقديرهم لما تحقق من مكتسبات وأدوار تقوم بها المرأة كشريك أساس في تنمية المجتمع.

ونوهت الأمين العام بخصوصية التجربة البحرينية في مجال تقدم المرأة وبدور الرجل البحريني الكبير في تشكيل ملامح التجربة التي تنطلق من ثوابت راسخة، علينا جميعاً المحافظة عليها واستدامة نتائجها لقطف ثمارها الأجيال القادمة.

جاء ذلك في الحفل الختامي الذي نظمه المجلس الأعلى للمرأة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بمناسبة انتهاء المرحلة الأولى من برنامج "الحقيبة التوعوية المدرسية" للعام الدراسي (2016 – 2017)، بحضور المدارس والمدرسين والطلبة المشاركين في البرنامج الذي يهدف إلى نشر الوعي بمفاهيم إدماج احتياجات المرأة في التنمية وتكافؤ الفرص بين طلبة المدارس في مقره بالرفاع.

وأوضحت الأنصاري أن البرنامج جاء تنفيذاً لتوصيات ملتقى المرأة والتعليم الذي أقيم برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة في فبراير 2015 فيما يخص نشر ثقافة إدماج احتياجات المرأة والتوعية بمبدأ تكافؤ الفرص، مشيدة بنجاح مخرجات هذه الحقيبة التي حققت على أرض الواقع ترجمة واقعية لشرح وتبسيط مفاهيم تكافؤ الفرص لدى طلبة المرحلة الإعدادية في مدارس البنين والبنات.

وأشارت إلى أن اختيار المدارس لأداء هذا الدور يأتي لأهميتها كمنهل أساسي لمعارف الطلبة والمكان الأمثل لغرس القيم الإيجابية في نفوسهم، حيث تعتبر المدرسة البيئة الأهم للتنشئة بعد الأسرة.

وبينت الأنصاري أن مخرجات الحقيبة التوعوية المدرسية ترتقي إلى إبرازها على الصعيد الدولي عبر استثمار المشاركات الخارجية والمحافل الدولية، لاسيما من خلال عضوية وزارة التربية والتعليم في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو"، ما سيعطي بعداً إقليمياً ودولياً لهذه التجربة البحرينية المتميزة من جهة، ويدعم جهود البحرين كدولة تتبنى نماذج وطنية رائدة على صعيد تعزيز حضور المرأة وتوفير بيئة مواتية لإطلاق طاقاتها ورفع مساهمتها في التنمية.

وأعربت الأنصاري عن شكرها وتقديرها لشركاء المجلس في تطبيق هذا البرنامج، ممثلين في وزارة التربية والمدارس التي شاركت في تنفيذ برنامج الحقيبة التوعوية، كما أعربت عن شكرها لشركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية "بتلكو" على تقديمها هدايا للطلبة المكرمين خلال الاحتفال.

وشهد حفل التكريم مداخلات عديدة لمديري ومديرات وأعضاء الهيئة التدريسية والطلبة وأولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المدني، أشادوا خلالها بمضامين برنامج الحقيبة التوعوية، منوهين بالأثر الكبير الذي تركه هذا البرنامج على الطلبة تحديدا، ورفع وعيهم بقضايا إدماج احتياجات المرأة وتكافؤ الفرص.

وأكدت المداخلات أهمية الجهود التي يبذلها كل من المجلس الأعلى للمرأة ووزارة التربية والتعليم في تعزيز فهم الناشئة وطلبة المدارس بمنجزات ومكتسبات المرأة البحرينية، وأهمية دعم تقدمها في الأسرة والمدرسة والمجتمع والعمل، وبما يعود بالخير على الرجل نفسه وعلى المجتمع البحريني، ويضمن استدامة مسيرة التنمية والازدهار التي ينشدها الجميع.

وكرمت الأنصاري المدارس والمدرسين والطلبة المشاركين في برنامج تطبيق الحقيبة التوعوية للمجلس الأعلى للمرأة، حيث حازت مدرسة مدينة عيسى الإعدادية للبنات على المركز الأول في تطبيق الحقيبة، وفازت مدرسة عبدالرحمن كانو الدولية بالمركز الثاني.

كما كرمت المدارس المشاركة في تنفيذ الحقيبة، وهي مدرسة ابن رشد الإعدادية للبنين، ومدرسة خديجة الكبرى الإعدادية للبنات، ومدرسة السنابس الإعدادية للبنات، ومدرسة سترة الاعدادية للبنات، ومدرسة مدينة عيسى الاعدادية للبنين، ومدرسة طارق بن زياد الإعدادية للبنين، ومدرسة القيروان الاعدادية للبنات، ومدرسة مدينة حمد الاعدادية للبنين، ومدرسة السلمانية الإعدادية للبنين، وكرمت الأنصاري أيضاً عدد من المدرسين المشاركين في تطبيق الحقيبة التوعوية، إضافة إلى عدد من الطلاب المتميزين في تطبيق الحقيبة.

وتحتوي الحقيبة التوعوية المدرسية على 3 كتيبات، واحد منها حول المجلس الأعلى للمرأة، والثاني حول النموذج الوطني لإدماج احتياجات المرأة ومبدأ تكافؤ الفرص، فيما يحتوي الكتيب الثالث الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية مع التركيز على أثر الاستقرار الأسري، كما تتضمن الحقيبة دليلاً إرشادياً لآليات تطبيق الحقيبة التوعوية التي أشرف على تطبيقها عدد من الأخصائيين التربويين.