أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أن العلاقات بين دولنا العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية لهي علاقات تاريخية ممتدة وتستند على مصالح وقيم مشتركة، وميراث تاريخي يمنح هذه العلاقات قوة كبيرة ويدفعنا للمضي قدماً بها لمراحل جديدة من التطور المستمر على جميع الأصعدة، لما لذلك من أهمية حيوية لتحقيق الأمن العالمي، لاسيما مع التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، والأزمات المعقدة التي تحدق بالعالم، ما يجعل التشاور بيننا أمراً حتمياً، والتعاون واجباً وشاملاً، والتنسيق متواصلاً بين حكوماتنا وبين المؤسسات العسكرية في بلداننا لتكون جبهتنا موحدة وصفنا متحداً في مكافحة كل أشكال الإرهاب وضمان هزيمته.

وشارك حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الأحد، في افتتاح أعمال القمة العربية الإسلامية الأمريكية والتي عقدت في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالعاصمة السعودية الرياض، حيث وجه جلالة الملك كلمة إلى القمة العربية الإسلامية الأمريكية هذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية، الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، أصحاب السمو قادة الدول العربية والإسلامية،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يطيب لنا في البداية أن نعرب عن بالغ شكرنا لأخينا خادم الحرمين الشريفين على الدعوة الكريمة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة التي حظينا بها في بلدنا المملكة العربية السعودية، مرحبين بالرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة وبجميع الأشقاء في هذا الاجتماع الذي يبرهن على ما نوليه جميعاً من اهتمام كبير لتعزيز علاقات التعاون المشترك في شتى المجالات والارتقاء بها بما يحقق تطلعاتنا وفق أسس راسخة من الاحترام المتبادل والثقة والمصالح المشتركة.

"إن العلاقات بين دولنا العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية لهي علاقات تاريخية ممتدة وتستند على مصالح وقيم مشتركة، وميراث تاريخي يمنح هذه العلاقات قوة كبيرة ويدفعنا للمضي قدماً بها لمراحل جديدة من التطور المستمر على جميع الأصعدة، لما لذلك من أهمية حيوية لتحقيق الأمن العالمي، لاسيما مع التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، والأزمات المعقدة التي تحدق بالعالم، ما يجعل التشاور بيننا أمراً حتمياً، والتعاون واجباً وشاملاً، والتنسيق متواصلاً بين حكوماتنا وبين المؤسسات العسكرية في بلداننا لتكون جبهتنا موحدة وصفنا متحداً في مكافحة كل أشكال الإرهاب وضمان هزيمته".

"فإذا كان الإرهاب والعنف والتطرف مصادر أساسية لتفرقة الشعوب، فإن التعاون والتسامح والتعايش مرتكزات رئيسية للم شمل الأمم والمجتمعات، وتحقيق الأمن والسلام، ولهذا فإن الإسلام الذي يتجه برسالته إلى البشرية كلها، هو دين التسامح بين الناس، والتعايش المشترك بين الشعوب، في إطار من العدل والمساواة والحث على التعارف والتعاون".

مؤكدين أن اجتماعنا هذا سيؤسس لمرحلة أكثر ازدهاراً للتعاون بيننا، كما سيكون منطلقاً قوياً ومرتكزاً صلباً لمواجهة حاسمة لمختلف التحديات التي تواجه دولنا وتؤثر بتداعياتها الخطيرة على مستقبل شعوبنا، حيث تجمعنا أهداف مشتركة، وهي معالجة مختلف القضايا التي تمس أمن العالم وسلامته والتعامل الفاعل معها، وإرساء ركائز راسخة للأمن والسلم من أجل عالم أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً.

"وإن النهج الإيجابي الذي تتبعه الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة والذي يعكس إدراكاً لمكامن الخطر التي تهدد دول العالم، وحرصها على التحالف مع الدول الإسلامية ضمن مساعيها الدؤوبة لمواجهة هذه التهديدات بكل حزم، لهو ما يزيد من ثقتنا في نجاح اجتماعنا لتعزيز التحالف والتعاون المشترك لأبعد مدى ممكن، بما يخدم المصالح المتبادلة، ويضمن التصدِّي الحاسم لجميع التنظيمات والميليشيات الإرهابية ومن يدعمها وصد كل من يحاول زعزعة استقرار مجتمعاتنا، ووقف جميع أشكال التدخل في شؤوننا الداخلية.

وفي الختام، نعرب عن خالص الأمنيات الطيبة لهذا الاجتماع بالتوفيق في بلورة مواقف ورؤى مشتركة للتعامل مع كافة القضايا التي تهمنا بما يضمن لدولنا وشعوبنا الرخاء والازدهار. والشكر من بعد الله لخادم الحرمين الشريفين على قيادته وعزمه الذي جمعنا على الخير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.