ذكرت القائم بأعمال مدير إدارة تعزيز الصحة في وزارة الصحة، استشارية طب العائلة د.عبير الغاوي، أن الصيام في رمضان هو فرصة لتحقيق الصحة في مفهومها الشامل الجسمي والنفسي والاجتماعي، مؤكدة على ضرورة تغيير العادات الغذائية للأفضل والإقلاع عن التدخين، الذي يكون أسهل للشخص الصائم؛ لأن الصيام يزيد من القدرة على الصبر والتحمل، ويخفض الضغوط النفسية، كما أن تأثيره الإيجابي على عمليات الجسم الحيوية، مهم لأنه يقي من الأمراض، ويخفف من كثير من الأعراض وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: حين قال "صوموا تصحوا".

وأوضحت الغاوي أنه من الخطأ الشائع اعتقاد الصائم أنه لابد من الاستعداد لساعات الصوم القادمة بالإسراف في الطعام وتجنب المجهود والحركة؛ لأن ذلك يفوت على الجسم فرصة حرق الدهون والتخلص من السموم وعلى الرغم من طول فترة الصوم المتوقعة، إلا أن ذلك لا يشكل عبئاً صحياً، مبينة أن تأثير الصوم في جسم الإنسان نعرفه من خلال فتره الصيام التي تمتد من أذان الفجر إلى اذان المغرب، حيث يعتمد الجسم في الساعات الأولى على الطاقة التي يتم الحصول عليها من هضم وجبة السحور، ثم يبدأ بعدها الجسم في استخدام مخزون الطاقة في الكبد والمسمى بالجلايكوجين لعدد من الساعات، وعند نفاذ هذا المخزون يتجه الجسم لحرق الدهون وهذه هي الخطوة الأساسية التي يترتب عليها الفوائد الصحية للصوم بالتخلص من الدهون والسموم المخزونة ويتناقص الوزن الزائد تدريجياً ويتحسن سكر الدم والكولسترول.

وأكدت الغاوي في تصريحات لـ "بنا" أن الصيام يعتبر أفضل نظام "للديتوكس"، حيث يخلص الجسم من السموم والمواد الضارة المتراكمة، والتي تخزن في الدهون، ويفيد الصيام كثير من الأمراض كالسكري وارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن، ويريح الجهاز الهضمي ويزيد من كفاءته، وبالتالي يعالج الصوم مشاكل الجهاز الهضمي مثل زيادة الحموضة وعسر الهضم وانتفاخات البطن ويلعب العامل النفسي من طمأنينة وهدوء بال دوراً كبيراً في تحسن أعراض القولون العصبي والتخلص من التوتر والقلق، مشيرة إلى أن الصيام يجدد الشباب ويزيد من حيوية الخلايا ويساعد في استبدال الخلايا التالفة بأخرى جديدة نشطة، وتشير الكثير من الدراسات الطبية أن الأشخاص الذين يصومون لأسباب مختلفة صحية أو دينية حتى من الديانات الأخرى يتأخر لديهم ظهور علامات الشيخوخة وتقل الإصابة بأمراض القلب والخرف المبكر وداء السكر، مؤكدة أن الصوم علاج مساعد لأمراض الحساسية المرتبطة بتناول أنواع معينه من الأطعمة وكذلك أمراض البشرة مثل حب الشباب، ويمكن أن يفيد بعض مرضى فشل القلب الذين يسمح لهم الأطباء بالصوم وفقاً لحالتهم.

وأضافت الغاوي أن أصحاب الأمراض المزمنة عليهم زيارة الطبيب، ومن يتمتع بصحة جيدة، فيمكنه تخفيف تعب ومشقة الأيام الأولى في بداية رمضان بالإكثار من شرب الماء والسوائل خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور، والإكثار من الخضراوات والفواكه والأطعمة الغنية بالألياف لتحتفظ بترويه جيدة وتمد جسمك بالفيتامينات والمعادن ومضادات الاكسدة التي تلزمه للحفاظ على حيويته، مشيرة إلى الامتثال للسنة النبوية بعدم تأخير الفطور بتناول عدد من حبات التمر وشرب الماء أو كوب لبن أو عصير فواكه طازج ثم التوجه للصلاة حيث يمد التمر الجسم بدفعة سريعة من الطاقة والمغذيات العالية الجودة ويروي الماء جفاف الجسم بعد الصوم الطويل بينما تأخذ المعدة وقت كافٍ ليتم تنبيهها لاستقبال جرعة أخرى من الطعام.

وقالت الغاوي: بشكل عام يجب مراعاة التوازن الغذائي في وجبة الإفطار، التي يجب أن تحتوي على السلطة بالإضافة للنشويات واللحوم، وأن يكتفي الصائم بتناول صنف واحد من الطعام وعدم الجمع بين أكثر من صنف في الوجبة الواحدة وللحصول على طيف واسع من المغذيات يفضل عدم تناول نفس الوجبة يوميا كأن يتناول الهريس أو ثريد اللحم بشكل يومي، بل وجب التنويع بينهما، وحتى الثريد ممكن أن يكون مع الدجاج أو الخضار مع الفاكهة بكل أنواعها كفواكه الصيف الطازجة والمجففة هي أكثر أطباق الحلوى في فترات الوجبات الخفيفة والتقليل من المقالي والحلويات الرمضانية وإعدادها بشكل صحي أن أمكن.

وحول الصداع، الذي يشتكى الكثير منه في بداية رمضان بسبب تغيير النظام البيولوجي للجسم، قالت الاستشارية الغاوي من المهم التحضير لتجنب ذلك قبل رمضان بالاعتدال في المشروبات الغنية بالكافيين والتخفيف التدريجي في الاطعمة، ومع الصوم ينصح بتجنب المشروبات السكرية مثل الفيمتو والتانج والمشروبات الغازية التي تسبب العطش والشعور بالإرهاق بعد الانتعاش المؤقت الذي يروج له المسوقون لهذه العصائر، وأن الجرعة اليومية للنشاط البدني بالإضافة لفوائدها لصحة القلب والوقاية من كثير من الامراض كالسكري والسرطان فإن المشي نصف ساعة أو أكثر يومياً بعد التراويح أو بعد ساعتين من الوجبة الرئيسة يساعد على تحسين الهضم والتخلص من الإمساك ويجعلك تستفيد من الفوائد الصحية للصوم بشكل أفضل ويمكنك أن تقوم به في أحد المولات الصحية.