نظمت جمعية الخالدية الشبابية تحت رعاية رئيس جمعية مصارف البحرين عدنان عبد الملك محاضرة بعنوان (الأكل والصوم) قدمها أخصائي التغذية صالح سعيد عطية بمسجد الإمام أبي حامد الغزالي في قلالي.

وتطرق المحاضر إلى عدة حقائق وعادات غذائية منتشرة في الشهر الكريم، ومنها أن المرأة الصائمة تعد الوجبات الغذائية بكميات كبيرة ظناً منها أن أسرتها تحتاج هذا الكم من الطعام، وهو أمر خاطىء؛ لأن هناك ما يسمى بسيكولوجية إعداد الطعام، مضيفاً أن بدء الإفطار بتناول بعض المثلجات الغازية أمثال منتجات الكولا وغيرها ظناً منها أنها تروى العطش ولكنها بالغة الخطورة، لأنه باستمرار تناولها تؤدي إلى فقدان الجسم للكالسيوم بشكل تدريجي، والأصح هو تناول اللبن والبلح امتثالاً لسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وخاصة أن اللبن يعمل على راحة المعدة بعد ساعات صيام طويلة، كما أنه يجعلها مستعدة لاستقبال الطعام، معتبراً تناول كميات كبيرة من المخللات عند الإفطار بالغة الخطورة لأنها تعطي الجسم كمية من الأملاح لا فائدة منها وبالتالي هي تأخذ مكان عناصر أخرى.

وتحدث المحاضر عن بعض العادات الخاطئة في التغذية في رمضان منها شرب الماء بكميات كبيرة وقت السحور على أساس تعويض العطش المتوقع خلال النهار، ولكن ذلك لن يفي بالمطلوب وتأثيره مؤقت والأفضل تناول الخضروات الطازجة الورقية ذات المحتوى العالي من الماء. إضافة إلى عادة كثرة الأغذية المقلية التي للأسف قد تؤدي إلى مشاكل صحية وبالمقابل يمكن استخدام طرق أخرى لعمليات الطبخ بدون الاعتماد على الزيوت مثل استخدام الفرن أو البخار.

ومنها تناول الحلوى بعد الإفطار مباشرة وبكميات كبيرة، وخاصة أن المعدة لا تكون مستعدة لاستقبال أي طعام آخر إلا بعد ساعتين من تناول الإفطار، وودعا إلى تأخير توقيت تناولها، وإلى تناول كميات محدودة منها، ويفضل استبدالها بثمرة فاكهة، لأنها أكثر فائدة للجسم والصحة العامة. وتحدث أيضاً عن النعاس بعد تناول الطعام مباشرة فهو أمر خاطئ جداً، فالجسم بعد الإفطار يفترض أن يكون في أنشط حالاته، ولكن الطعام الكثير يليه النوم يؤدي إلى الإحساس بالخمول وفقدان التوازن وهذا ما يشعرنا بالنعاس.

كما يلاحظ إهمال كثير من الناس استهلاك الخضار مثل السلطات الطازجة وعدم توفيرها في وجبات رمضان؛ لذلك ينصح دائماً بتوفير السلطات لامداد الجسم بالفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية وبهذه الطريقة نستطيع ان نوفر الفيتامينات والمعادن المفقودة خلال نهار رمضان، وبالتالي الحد من سوء التغذية ونقص هذه العناصر الحيوية، من جهة، ومن جهة أخرى يعتمدون على وجبة غذائية كبيرة مثل الإفطار ولو استطاع الشخص تناول ثلاث وجبات خلال الليل ذلك سوف يساهم في رفع مستوى الصحة حيث يكون هناك وجبتان وجبة إفطار خفيفة ووجبة بعد صلاة التراويح ووجبة خفيفة للسحور.

ونبه المحاضر في النهاية إلى اعتقاد خاطئ عند بعض الناس وهو التجويع الشديد خلال رمضان بشكل واضح على أساس أن رمضان فرصة لإنقاص الوزن، ولكن ذلك يؤدي إلى خلل في توزيع مكونات الجسم، وقد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي ونقص في بعض العناصر الأساسية التي قد تؤدي إلى فقر الدم والدوخة والتعب فالحرص على الغذاء المتوازن أمر مطلوب.