حذرت منسقة عيادات السكري في مجمع السليمانية الطبي ، أيمان خليل الانصاري ، من الزيادة التي تشهدها عيادات السكري بالسلمانية بالإصابة بالسكري لدى البحرينيين ، مؤكدة أن شهر رمضان الكريم ، هو فرصة مناسبة للمصابين بالسكري ، من حديثي الاصابة ، او المرضى المزمنين والذين يعانون من الاصابة بالسكري منذ فترة طويلة ، لتعديل نسب سكرهم واستقرار هذا المعدل خلال الصيام ، مؤكدة أن كل الدراسات العالمية أثبتت أن الصوم يعالج السكري ، ويخفض نسبة السكر بالدم بدرجة كبيرة .

وأشارت الانصاري ، أن أكثر مرضى السكري وخصوصا من الدرجة الثانية يعانون من السمنة والبدانة ، مؤكدة أن الابحاث والدراسات الطبية الاخيرة والتي نشرت في صحف طبية متخصصة ومنها مجلة الطب الامريكية ، ربطت السمنة كسبب رئيسي للإصابة بهذا الداء ، وان نمط وأسلوب الحياة الحديث " غير الصحي " الذي أصبح منتشرا والذي تعيشه الاسر البحرينية وعدم مزاولة أي نوع من أنواع الرياضة ، والكسل والخمول والاعتماد على الخدم ، مشيرة الى أن كتلة الجسم البالغة أكثر من 30% ، هي مقياس ومؤشر لتضع الشخص في مصاف الأشخاص السمينين وترفع من خطر إصابتهم بمرض السكري .

وأكدت الانصاري في تصريحات لـ "بنا " على هامش برنامجها اليومي " صحتك في رمضان " والذي يقدم سلسلة من النصائح الطبية لصيام صحي في الشهر الكريم أن الخلايا الدهنية لدى الأشخاص السمينين تفرز مواد وإنزيمات من شأنها أن تقلل قابلية الجسم للاستفادة من الانسولين الذي يفرزه الجسم نفسه ويضعف من عملها وهو ما يعرف بمقاومة الجسم للأنسولين ، مشيرة الى أن هؤلاء الأشخاص تتجمع الدهون لديهم حول منطقة الخصر والبطن أكثر من أي منطقة أخرى .

وقالت منسقة عيادات السكري في السلمانية ، أن شهر رمضان يعتبر فرصة مناسبة لمعالجة السمنة لتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من خلال العمل فورا ومن أول يوم صيام وبالتدريج على تغيير نمط الحياة ، والابتعاد عن استخدام الدهون بكثرة ، وتناول وجبات متعددة من الاطباق والأصناف ، وخصوصا الكربوهيدرات والحلويات ، وعدم الجلوس لفترات طويلة أمام التلفزيون ، وشرب العصائر والمشروبات المحلاة والاستعاضة عنها بالمشروبات والعصائر الطبيعية وغير المحلاة ، وعدم تناول وجبات كبيرة خلال السحور، ومحاولة المشي ولو لنصف ساعة يوميا بعد ساعتين من الافطار، والإكثار من شرب الماء ، مؤكدة أنها من أفضل الطرق للوصول إلى الهدف المنشود على المدى الطويل ، داعية الذين يعانون من زيادة في الوزن والسمنة من الجنسين الى سرعة تغير نمط حياتهم ، قبل أن يصابوا بداء السكري.

ودعت الانصاري الى البدء بتغيير ثقافة الغذاء بشكل عام ، فلا بد من الاستعاضة بوجبات صحية لتحل محل الوجبات السريعة ، مع تغيير ثقافة الطبخ لدينا ، فالكثير من الأطعمة تعتمد على طرق الطبخ غير الصحية كالقلي ، وضرورة تحقيق التوازن في طريقة الطهي واعتماد طريقة صحية تبتعد عن الدهون والطهي بطريقة تحفظ القيمة الغذائية للأطعمة ، مشددة الى أنه من الأمور المهمة جداً عدم الانصياع وراء الإعلانات المغرية للحلويات والأطعمة غير الصحية التي باتت منتشرة بكثرة في وسائل التواصل الاجتماعي .

وأكدت الانصاري أن حجر الأساس للتحكم في الوزن ومعالجة مرض السكري لدى المرضى ، هو الاستفادة من الشهر الفضيل للحصول على نتائج مرضية ، من خلال التغذية الصحيحة وممارسة الرياضة ، وضرورة الالتزام بها كقاعدة حياتية وليس إجراء مؤقت ، مضيفة انه على الأشخاص المصابين بالسمنة المفرطة التفكير بالإجراءات البديلة للحمية كحلول الجراحة بعد استنزاف خيار التغذية والرياضة الصحيحة.

وأشارت الانصاري أن رسم خارطة طريق في شهر رمضان المبارك من خلال التغذية الصحيحة والصحية وممارسة الرياضة المعتدلة تبقى الأساس للحصول على النتائج المرجوة في محاربة السكري والسيطرة عليه ، مؤكدة أن هناك العديد من المرضى نجحوا في السيطرة على السكري من خلال الصيام في رمضان ، بل أستطاع البعض ، التحكم بأمراض كثيرة خلال الشهر الكريم ومنها الضغط والكولسترول .