كشف رئيس مركز الأورام في مستشفى الملك حمد الجامعي د.إلياس فاضل، عن تشكيل فريق متميز لعلاج أورام الغدة الدرقية.
وقال د.إلياس فاضل لـ"الوطن" إن هدفنا من هذا الفريق معالجة أي مصاب بسرطان الغدة الدرقية وتقديم الرعاية الشاملة له بدءاً من التشخيص إلى العلاج والمتابعة من قبل فريق من الاستشاريين الأكفاء في هذا المجال وفق أعلى المعايير المعتمدة عالمياً.
ويعتبر سرطان الغدة الدرقية ثالث أكثر السرطانات شيوعاً عند النساء في البحرين. وتشير سجلات وزارة الصحة إلى أن الإصابات بهذا المرض تتجه إلى ازدياد مطرد حيث تضاعفت نسب الإصابة بين عامي 1994 و2014، بنسبة الضعف عند الرجال وخمس أضعاف تقريباً عند النساء.
وقال رئيس مركز الأورام في مستشفى حمد الجامعي إنه جرى تفعيل البرنامج قبل افتتاح مركز الأورام بسبب جاهزية فريق العمل التامة وتوفر السبل والوسائط التشخيصية والعلاجية المطلوبة.
وأضاف د.فاضل: "إن هذه المبادرة تؤدي لتوافر فريق طبي متكامل وإمكانيات تشخيصية وعلاجية شاملة في مؤسسة صحية واحدة مما يسهل التواصل المباشر والفعال بين أطباء الفريق الواحد وينعكس إيجاباً على مستوى العناية الطبية بهدف الوصول إلى أحسن النتائج العلاجية".
وعن الأمور المالية المتعلقة بالبرنامج، قال رئيس مركز الأورام في مستشفى حمد الجامعي د.فاضل: "هذا المشروع غير ربحي إذ يشمل أي مريض بحريني و يفسح المجال لعدد أكبر من المصابين بالحصول على الرعاية الشاملة، وأضاف: "أن المريض هو مركز اهتمامنا وخدمته هدفنا الأول".
فريق واحد لخدمة المريض
ومن جانبه، قال استشاري الطب النووي د.أشرف فوزي، إن العلاج الشامل متواجد فقط في مستشفى حمد الجامعي، والحاصل حالياً أن المريض يشخص، ثم يذهب إلى أحد المراكز العلاجية وإلى أن يأخذ دوراً بمواعيد طويلة، يكتشف بأن علاجه ليس في هذا المكان، فيحول مرة أخرى إلى مستشفى حمد، ويضيع من وقته بين شهر وشهرين في المستشفيات والمراكز الطبية دون البدء في العلاج، وفي كل مرة يتم إعادة تقييم حالة المريض وتشخيصها.
وأضاف د.فوزي: "أن وجود أعضاء الفريق الطبي والإمكانيات العلاجية المتكاملة في نفس الصرح الاستشفائي يمهد لديناميكية العمل المتوخات مع كل ما يعني ذلك من اختصار للوقت وصولاً إلى التشخيص والعلاج ضمن أقصر المهل وتجنيب المريض عناء الانتقال بين المستشفيات وصعوبة تنسيق مواعيده بين أطباء يمارسون عملهم في ظروف عملية مختلفة".
ومن جانبه، قال د.عمر صبرا، استشاري الأنف والأذن والحنجرة المتخصص في جراحة الرأس والعنق :"يعتبر سرطان الغدة الدرقية مرض "جراحي بامتياز" إذ تشكل الجراحة الجزء الأكبر من العلاج الذي يتضمن في اغلب الأحيان استئصال كامل للغدة الدرقية وفي بعض الأحيان استئصال الغدد اللمفاوية المجاورة للغدة الدرقية.
وأضاف :"كما يعتبر العلاج باليود المشع متمماً لهذا العلاج وليس بديلاً عنه، إذ إنه في حال كانت الجراحة غير مكتملة، لا يمكن استكمالها باليود المشع، كما أن الجراحة الناقصة تؤثر سلباً على قدرة متابعة الحالة طبياً من قبل أطباء الغدة وأطباء الأشعة".
وتابع :"من هنا تأتي أهمية تحديد خطة علاج شاملة منذ البدء وأهمية التكامل في الفريق العلاجي الواحد".
وواصل :"ما يحدث حالياً أن المريض قد يخضع لجراحة غير مكتملة أو غير موجهة بالأساس لمرض خبيث، ثم يكتشف بعد العملية أن المرض خبيث فيحول المريض لاستكمال العلاج باليود المشع، ليعود استشاري الطب النووي بتحويل المريض للجراحة من جديد لاستكمال العلاج".
وأضاف :"هذا النوع من الممارسة الطبية شائع نوعاً ما ولكنه في بعض الحالات يؤثر سلباً على نسبة الشفاء وقد يؤدي إلى فقدان المريض للثقة في الطاقم الطبي بشكل كامل".
وتابع د.صبرا: "إن سرطانات الغدة الدرقية تنتشر عند النساء أكثر من الرجال ولدى الفئة العمرية الصغيرة أكثر من الفئات العمرية المتقدمة. وفي منطقة الخليج العربي، حيث المجتمع فتي، تتخطى نسبة الإصابة المعدلات العالمية".
وأكد د.صبرا: "إن المتابعة هي سر العلاج الأفضل للمرض، فمشكلة سرطانات الغدة الدرقية أن نموها بطيء جداً ولا يلاحظ بسهولة، ولكنها بحاجه لمتابعة طويلة وذلك لأن هذا النوع من السرطانات تصيب الغدد اللمفاوية بشكل مبكر وقد تعود بعد سنوات طويلة في حال أهمل تقييم -إذا دعت الحاجة- وعلاج الغدد اللمفاوية في المراحل المبكرة للمرض".
أفضل معايير الجودة
من جانبها، قالت استشاري الغدد الصماء والسكري د.دلال أحمدالرميحي إن سرطانات الغدة الدرقية ثالث أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين النساء في البحرين وقطر والكويت، وثاني أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين النساء في السعودية والإمارات وعمان، وأضافت أن المرضى يخافون من كلمة سرطان لكن فرصة العلاج لهذا السرطان تصل إلى 95%.
وتابعت د.الرميحي: "نحن فخورون في مستشفى الملك حمد الجامعي بأننا لا نقبل إلا بأفضل معايير الجودة ولا داعي لذهاب المريض للعلاج في الخارج، فجميع الخدمات متوفرة على أعلى المستويات، وبنفس المعايير العلمية".
إلى ذلك، أكد د.إلياس فاضل استمرار كوادر مستشفى الملك حمد الجامعي بتسخير كامل إمكاناتهم، عملاً بتوجيهات القيادة الرشيدة، من أجل تحقيق تطلعات المجتمع البحريني نحو الوصول إلى اكتفاء ذاتي في مجال الرعاية الصحية المتقدمة.