أحمد خالد
(النقصة) صحن يطوف بين البيوت قبل الإفطار ليزين المائدة، فلا بد من وجود صحن الجيران عليها، فمشاركة الجار في لقمة المنزل أمر يكاد يكون عادة يومية عند أهل (لول)، لتأخذ في التناقص يوماً بعد يوم، فمن عادة يومية، أصبحت أسبوعية بل وصلت في بعض الأحياء إلى شهرية، (عن العين والنفس)!
يقول حسن جمعة من قاطني قرية سند: "بالسابق كان الناس يقومون بتوزيع الأكل على بعضهم البعض قبل نص ساعة من الأذان، فالأكلات التي يتبادلونها تكون "القيمات" و"الكباب" و"الشعيرية" و"الهريس"، وفي أثناء التبادل يراهم أصدقائي ويقومون بالتفاخر بأطباق والداتهم التي طُبخت، أما بعضهم فقط ينتظر الأذان من أجل أن يأكل من هذا الطبق".
أما شيماء الجلاهمة فتقول: "هذه العادة أصبحت محدودة إن لم تكن معدومة، إذ تغيرت مع تغير الزمان وضيق العلاقات، كان الأمر يتسم بالبساطة، كانت الأطباق محدودة وكان أكثرها شعبياً، فالبيوت بالسابق كانت مفتوحة، فكان كل بيت يلبي احتياج البيت الثاني، أما الآن فالزمن اختلف وعادات الناس اختلفت، فصارت العلاقات محدودة لأن الناس أصبحت مكتفية، ففي السابق كان لديهم وقت فراغ، أما الآن أصبحت الأم تعمل ومشغولة في كل الأوقات".
وتستذكر الجلاهمة ذكريات الطفولة قائلة: "واجهتني العديد من المواقف المضحكة في هذا الجانب، أذكر أن جدتي جلست تأخذ وترجع صحن جارتنا طوال شهر رمضان، كل ما تضع فيه نقصة وترسلها تعود الجارة لترسل الصحن في اليوم التالي مباشرة، وبقتا على هذه الحال طوال الشهر، وكان السبب أن كل واحدة منهما تظن أن هذا الصحن هو صحن الثانية.
هدى الشهابي تبين أن النِقصة مازالت موجودة في قرية الدراز ما بين الأقارب وبين الجيران، وأن الأطباق التي تتداول، هي "العصيدة" و"اللقيمات" و"الثريد"، وبعض الأطباق تغيرت، كالسمبوسة بالنوتيلا وبعض من الظواهر الجديدة على مجتمعنا العربي، وتشير هدى بأنها كلما تتذكر النِقصة يرجع بها الحنين إلى الماضي حينما قامت صديقتها بكسر صحنها وخافت أن تخبرها، مما دفعها إلى الذهاب إلى السوق والبحث عن صحن مشابه لصحنها، إلى أن اكتشفت هدى أمرها.
أما لولوة الحمادي فتقول: "هذه العادة مازالت موجودة في البحرين والأكلات لم تختلف، ولكن في السابق كانوا يرسلون الصحون للجيران والجيران يرجعون الصحون وفيها أكل، أما الآن قاموا يرسلون للجيران في صحون الألمنيوم من أجل ألا تضيع صحونهم، وأيضاً بالسابق كانت العجائز يصبغن الصحون بصبغ الأظافر من أجل أن يجدوا صحونهم، ولكن الآن اختفت عادة الصبغ.
يذكر أن النِقصة، هي أحد أشهر التقاليد في شهر رمضان لدى العوائل الخليجية، فكلمة النِقصة هي انتقاص الطعام لشخص آخر، فالجار ينتقص من طعامه لجاره والصديق ينتقص من طعامه لصديقه، وعلى هذا المنوال يقومون بتبادل الأطعمة حتى انتهاء شهر رمضان.
(النقصة) صحن يطوف بين البيوت قبل الإفطار ليزين المائدة، فلا بد من وجود صحن الجيران عليها، فمشاركة الجار في لقمة المنزل أمر يكاد يكون عادة يومية عند أهل (لول)، لتأخذ في التناقص يوماً بعد يوم، فمن عادة يومية، أصبحت أسبوعية بل وصلت في بعض الأحياء إلى شهرية، (عن العين والنفس)!
يقول حسن جمعة من قاطني قرية سند: "بالسابق كان الناس يقومون بتوزيع الأكل على بعضهم البعض قبل نص ساعة من الأذان، فالأكلات التي يتبادلونها تكون "القيمات" و"الكباب" و"الشعيرية" و"الهريس"، وفي أثناء التبادل يراهم أصدقائي ويقومون بالتفاخر بأطباق والداتهم التي طُبخت، أما بعضهم فقط ينتظر الأذان من أجل أن يأكل من هذا الطبق".
أما شيماء الجلاهمة فتقول: "هذه العادة أصبحت محدودة إن لم تكن معدومة، إذ تغيرت مع تغير الزمان وضيق العلاقات، كان الأمر يتسم بالبساطة، كانت الأطباق محدودة وكان أكثرها شعبياً، فالبيوت بالسابق كانت مفتوحة، فكان كل بيت يلبي احتياج البيت الثاني، أما الآن فالزمن اختلف وعادات الناس اختلفت، فصارت العلاقات محدودة لأن الناس أصبحت مكتفية، ففي السابق كان لديهم وقت فراغ، أما الآن أصبحت الأم تعمل ومشغولة في كل الأوقات".
وتستذكر الجلاهمة ذكريات الطفولة قائلة: "واجهتني العديد من المواقف المضحكة في هذا الجانب، أذكر أن جدتي جلست تأخذ وترجع صحن جارتنا طوال شهر رمضان، كل ما تضع فيه نقصة وترسلها تعود الجارة لترسل الصحن في اليوم التالي مباشرة، وبقتا على هذه الحال طوال الشهر، وكان السبب أن كل واحدة منهما تظن أن هذا الصحن هو صحن الثانية.
هدى الشهابي تبين أن النِقصة مازالت موجودة في قرية الدراز ما بين الأقارب وبين الجيران، وأن الأطباق التي تتداول، هي "العصيدة" و"اللقيمات" و"الثريد"، وبعض الأطباق تغيرت، كالسمبوسة بالنوتيلا وبعض من الظواهر الجديدة على مجتمعنا العربي، وتشير هدى بأنها كلما تتذكر النِقصة يرجع بها الحنين إلى الماضي حينما قامت صديقتها بكسر صحنها وخافت أن تخبرها، مما دفعها إلى الذهاب إلى السوق والبحث عن صحن مشابه لصحنها، إلى أن اكتشفت هدى أمرها.
أما لولوة الحمادي فتقول: "هذه العادة مازالت موجودة في البحرين والأكلات لم تختلف، ولكن في السابق كانوا يرسلون الصحون للجيران والجيران يرجعون الصحون وفيها أكل، أما الآن قاموا يرسلون للجيران في صحون الألمنيوم من أجل ألا تضيع صحونهم، وأيضاً بالسابق كانت العجائز يصبغن الصحون بصبغ الأظافر من أجل أن يجدوا صحونهم، ولكن الآن اختفت عادة الصبغ.
يذكر أن النِقصة، هي أحد أشهر التقاليد في شهر رمضان لدى العوائل الخليجية، فكلمة النِقصة هي انتقاص الطعام لشخص آخر، فالجار ينتقص من طعامه لجاره والصديق ينتقص من طعامه لصديقه، وعلى هذا المنوال يقومون بتبادل الأطعمة حتى انتهاء شهر رمضان.